تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح في الدورة العاشرة.

فائزون أردنيون بـ”كتارا”: الجائزة منصة للتعريف بالرواية العربية ونقدها

فائزون أردنيون بـ”كتارا”: الجائزة منصة للتعريف بالرواية العربية ونقدها

قال وزير الثقافة وزير الشباب الأردني محمد أبو رمان إننا نتعامل مع جائزة كتارا بدرجة كبيرة من الاعتبار والأهمية، فهي منصة للتعريف بالرواية والدراسات النقدية، وتكتسب سمعة عربية وعالمية كبيرة.

وأشار أبو رمان في تصريح للجزيرة نت إلى أن وصول أردنيين إلى هذا المستوى من المنافسة والفوز بأربع من الجوائز “يمثل مؤشرا مهما بالنسبة لنا على أن هناك حركة شبابية أردنية تعنى بالقضايا الأدبية”، و”هو ما نشعر معه بالفخر”.

وقال أبو رمان على هامش تكريم الفائزين في المركز الثقافي الملكي “من يرصد المشهد الأردني يلاحظ خلال الأعوام الماضية ما تشبه الطفرة عند الشباب بالعناية بالأدب وكل حقول الثقافة وخصوصا الرواية، وهذا ما كشفته وأكدته جائزة كتارا، مقدرا للقائمين على الجائزة اهتمامهم بالإبداع الذي يراكم في معين الثقافة والمعرفة العربية والإنسانية”.

 

لا تشبه ذاتها

الفائزة بجازة كتارا عن الرواية المنشورة “لا تشبه ذاتها” ليلى الأطرش فسّرت ذلك بحضور الكتابة الأردنية عربيا في العقدين الأخيرين، وهناك العديد من الأسماء التي نضجت في أساليبها وتقنياتها وانعكست أيضا على جيل من الشباب، لكنها حذرت من “فوضى النشر وغياب النقد”.

وأشارت إلى أن روايتها الفائزة تحكي قصة حب أفغانية، تتناول الهجرة وذكريات الناس عن أوطانهم، والعلاقة بين الجيل المهاجر والجيل الذي ولد في المهجر.

وقالت للجزيرة نت رغم أنني زرت أكثر من خمسين دولة في العالم لكنني لم أزر أفغانستان غير أنني استقيت الكثير من المعلومات من مصادر المعرفة على امتداد ثلاث سنوات ومن صديقة أفغانية، وهي أستاذة جامعية.

وأوضحت الأطرش أن الرواية “رصدت المجتمع الأفغاني وتحديدا الأجواء الصوفية في أفغانستان، ومن جهة أخرى كشفت عن ظهور المتعصبين الذين دمروا تراث ذلك البلد الذي أسس دار أوبرا في وقت مبكر”.

وعن غياب القضايا الكبرى في الرواية، قالت الأطرش إن القضايا الكبرى ليست الوطنية فحسب، بل القضايا الإنسانية لأنها قضايا كبرى بالنسبة للفرد، لافتة إلى أن القضية المهمة في احتجاجات لبنان الحالية هي قضية الجوع والبطالة والفساد التي غدت قضية كبرى.

وأشارت الأطرش إلى أن ميزة الجائزة في الآفاق التي تتيحها للرواية العربية من خلال ترجمتها للغات الحية واتساع مقروئيتها، وكذلك في نشرها عن دور نشر تحظى بالانتشار والاحترام.

 

مرصد للقراءة والكتابة

وفاز أستاذ النقد الأدبي عميد آداب جامعة فيلادلفيا الناقد محمد عبيد الله بجائزة الدراسات النقدية “رواية السيرة الغيرية”، متناولا قضايا الشكل والتناص وجدل التاريخي والتخييلي في رواية “مي: ليالي إيزيس كوبيا” للجزائري واسيني الأعرج.

وقال عبيد الله للجزيرة نت إن “كتارا” خلال مواسمها الخمسة قدمت تجربة نوعية جمعت بين منح الجوائز والنشر والندوات النقدية وإصدار المجلات والمطبوعات وعقد الورش التدريبية، إلى جانب ترجمة الأعمال الروائية، التي تمثل فرصا جديدة أمام المبدعين العرب، وترفد المشهد الثقافي العربي بآليات جديدة متطورة للعمل الثقافي بوجه عام.

والجائزة تمثل مرصدا مرموقا يلجأ إليه القراء والمتابعون لتصنيف الكتابات والمؤلفات ولمعرفة الجديد في مسيرة الرواية العربية ونقدها، وبذلك تسهم الجائزة في توجيه الأنظار إلى الأعمال التي تندرج في اهتمامها، معبرا عن سعادته بوضع عمله موضع الاهتمام من قبل كتارا، فضلا عن الاعتراف بتميزه على المستوى العربي.

 

التعريف بالكاتب ومنتجه

أما الفائز بالرواية العربية المنشورة “الوزر المالح” مجدي دعيبس فقال “إننا في زمن الرواية” وهناك اكتظاظ وانتشار كبير لها نشرا وقراءة، مبينا أن الجائزة فرصة للتعريف بالكاتب ومنتجه، وفي الوقت نفسه معرفة خيارات المتلقي القرائية من خلال آراء المتخصصين.

وأضاف للجزيرة نت أن الفوز يمثل شعورا جميلا بأن الرواية ستقرأ من عدد كبير من القراء وتنال اهتمام النقاد، ومن المؤكد أن كتارا محطة مهمة للكاتب الشاب وتفتح له الكثير من الآفاق. وهي بمعاييرها وصدقيتها أكدت بالنسبة له نضج التجربة، وهي دافع للروائيين الشباب للبحث عن الجديد على صعيد الموضوع والتقنية والأسلوب.

 

الرواية تحتاج للشجاعة

ثائرة عقرباوي الفائزة عن رواية “هاجر، فلسطين، الكويت وبعد” في دورة سابقة (2018) قالت إن روايتها تتناول السيرة الذاتية (أمي وأبي) وتركز على النكبة التي عاشها الفلسطينيون عام 1948 والنكسة عام 1967، وهجراتهم المتكررة، وخلال ذلك تتعرض لعدد من الأحداث التي تتصل بالحرب العراقية وأحداث لبنان وقبلها الأردن، لافتة إلى أن أهم ما تعتقد أنه ميّز الرواية هو “الجرأة والابتعاد عن الغموض والرمزية والوصف والحوارات غير المنتجة، والتركيز على النقد والرسالة”.

وعن الخيال في الرواية، بيّنت للجزيرة نت أنه كان بمقدار ما يتصل الأمر بمقتضيات الفن الروائي دون إغراق أو تعقيد، وهي لا تميل للخيال العلمي لأننا بحسب ما تقول “لدينا من القضايا التي تفوق الخيال”.

وتقول عقرباوي إن هناك الكثير من الروايات التي تتناول الخيال العلمي والقضايا الرومانسية الشائعة بين الشباب، لكنها ترى أن الرواية تحتاج للشجاعة “من لم يكن شجاعا لا يكتب”.

 

بدايات للنجاح

أستاذ الأدب والنقد الحديث بجامعة البلقاء التطبيقية أحمد الرحاحلة، الفائز بجائزة الدراسة النقدية عن “تحولات البنية الزمنية في السرديات الرقمية.. روايات محمد سناجلة نموذجا”، قال للجزيرة نت إن الدراسات الأدبية التي تتناول الرواية شهدت انفجارا غير مسبوق في تقنياتها وقراءاتها وحفرياتها. وساهمت الجائزة في الكشف عن الكثير من الاجتراحات الحديثة والمميزة على صعيد تحولات النقد العربي، وعن مواهب حقيقية، مشيرا إلى أنها رفدت المكتبة العربية بعدد من الدراسات الجادة والمهمة.

وأضاف أن حضور الشباب في “كتارا” سينعكس إيجابا على مسيرة الشباب المبدعين ويعطيهم الحافز لتفجير طاقاتهم ومواهبهم، مستدركا بأن الجائزة لتتيح لهم البداية التي تحقق لهم النجاح في الوقت الذي تتزايد الأعباء على الشباب.

 

الأدب الجديد

وقال الروائي محمد سناجلة إن الرحاحلة من المتابعين لتجربة الأدب الرقمي، معبرا عن شكره لتناول تجربته، لافتا إلى أن مثل ذلك العمل يسلط الضوء على الأدب الجديد الذي أفاد من التقنيات المعاصرة ويسهم في انتشاره.

مستقبل الرواية والشباب

وقال الروائي والإعلامي أحمد الطراونة إن تخصيص جوائز كتارا للشباب يخلق تربة خصبة ويوفر مساحة لا تغلق فيها أبواب المنافسة أمامهم باقتصارها على “المحترفين.

وهي تجربة -كما يقول الطراونة للجزيرة نت- ربما تستطيع أن تقدم تجارب بلغة جديدة وموضوعات تهم القطاع الكبير من الشباب العرب الذين يشكلون أكثر من 50% من عدد السكان ويمثلون في الوقت نفسه المستقبل الذي سيكون عليه المجتمع، لافتا إلى أن السرد لا يتوقف على تدوين الماضي، بل ينفتح على المستقبل الذي يدونه الكتاب الشباب بأحلامهم وهواجسهم.

المصدر: موقع الجزيرة