تخطي التنقل

لقد تم فتح باب الترشح في مسابقة كتارا للرواية والفن التشكيلي.

«شهد المقابر» للسوري محمد المير غالب تربح جائزة كتارا للرواية العربية 2018

«شهد المقابر» للسوري محمد المير غالب تربح جائزة كتارا للرواية العربية 2018

رواية «شهد المقابر» للسوري المير غالب الأولى. أنهى كتابتها العام 2014 وحازت جائزة كتارا للرواية العربية الدورة الثالثة 2018 في الدوحة.

والروائي السوري الشاب محمد المير غالب 1/1/1992 من مدينة السلمية، طالب جامعي سنة رابعة في جامعة البعث كلية الآداب.

وصدرت «شهد المقابر» عن دار كتارا للنشر في الدوحة باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية كما تمّ تحويلها ملفاً صوتياً مسموعاً سيتم عرضه في مكتبة كتاراللنشر .

وتُعتبر الرواية خليطاً متنوّعاً من أدب الثورات والحروب والسجون، كما يمكن اعتبارها رواية اجتماعية تطرح مشكلات عدّة من الحاجة للعنف والبحث عن الغفران بعد الندم.

وتتضمن وصفاً لواقع الشباب السوري أثناء أداء الخدمة العسكرية، بالتزامن مع بداية ما سُمّي الحراك السلمي وتحوّله حراكاً عنفياً مسلحاً ثم تكفيرياً متطرفاً. ثم تصف الرواية واقع التكفيريين في التنظيمات المتأسلمةكـ»داعش» او «النصرة». كما تتعدّد النقاشات في الرواية بين العنف واللاعنف ..

فهل يكفي أن نمسح الدماء عن أسلحتنا بمنديل الندم كي نصبح بريئين؟

أين نجد الغفران في عالم مخذول يسير بأكمله على شفا سكين… في عالم إن لم تكن مجرماً فيه فأنت مشروع مجرم.. لأن في داخلك نية الجريمة؟

كما تعرض من خلال شخصية بطلها المتقلقلة تقلّبات المجتمع السوري بأكمله، متسائلة: هل للبارودة وجهة نظر؟! ألا يكرّر القاتل جريمته حين لا يندم عليها؟! كيف يتصالح المرء مع ذاته ويصلحها في زمن غدونا فيه كلنا قتلة، ربما، نمارس الجريمة أو نصفق لها؟! هذا بعض ما أراد محمد المير غالب إيصاله في هذا العمل .

تحدّث محمد المير غالب في رواية ««شهد المقابر»» عن تجربته السورية أو تجربة الكاتب لشخصياته، يحلّل نفسيات ما يسمى بـ»الجهاديين» ويسرد على ألسنتهم في حواراتهم كل ما يمكن أن يفكر فيه إنسان حُرِم حريته حتى في سرّه. بعبقرية هائلة ودقة شديدة تعتني بأصغر التفاصيل حجماً. صوّر الحالة العامة السورية بطريقة تُدخل رهبة ذاته لقلب القارئ. يمكنني القول إنها الرواية الأولى على قائمة كل الروايات التي كُتبت في الواقع عن واقع ووضع الحركات التكفيريّة المتشدّدة، ومعاناة اللاجئين في المخيمات، متحدثاً عن أيامهم الطويلة الباردة تحت الخيام وكيف يقضونها واكتفى بالمعنى ما دلّ ويدلّ على «إننا نملك من الألم ما يكفينا لغفوة موت».

تُختصر الرواية بعبارة «صديقي الحبيب قاتل»، حيث ينقل الكاتب فيها مجموعة من المذكرات التي كتبها شاب سوري في العشرينيات من العمر اسمه «زياد»، في رحلة فراره من الخدمة العسكرية وانضمامه الى الكتائب التكفيرية ثم انتقاله الى مخيمات اللجوء على الحدود التركية بين أعوام 2011 و2014، وتقسم الرواية لثلاثة أقسام هي العاطفة، الغريزة، العقل.

يعرض الكاتب في الأقسام الثلاثة تقلّبات آراء «زياد» وانطباعاته وطموحاته التي تلخّص بشكل واضح تقلّبات الشباب السوري خلال فترة الحرب الدائرة.

فمن عامل في بيوت دعارة إلى قاتل إلى أب …بالتزامن مع مراحل ثلاث الطيش.. الانتقام.. الندم ..

بحث عن الغفران في زمن أمسى فيه الكل قتلة، ربما… إن لم يمارسوا الجريمة فهم حتماً يصفقون لها. لم يعرض الكاتب السوري محمد الحرب في سورية من خلال تأثيراتها على المجتمع بل دخل إلى الصلب ونقل مذكرات أشخاص كانوا في لهيبها وجحيمها.

وكان الكُتاب الفائزون إلى جانب المير غالب بعد فوزهم بمسابقة كتارا للرواية العربية غير المنشورة وقّعوا رواياتهم الاثنين الماضي في قرية كتارا الثقافية في الدوحة.

المصدر: موقع البناء