تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح في الدورة العاشرة.

تواصل فعاليات مهرجان جائزة كتارا للرواية العربية

تواصل فعاليات مهرجان جائزة كتارا للرواية العربية

شهد اليوم الثاني لجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها الخامسة، عدة فعاليات، افتتحت بتدشين كتاب: “في حضرة المنسي.. بحوث ودراسات في إبداع الروائي إسماعيل فهد إسماعيل” بالقاعة (15)، وأعقب تدشين الكتاب ندوة عن إسماعيل فهد إسماعيل رائد الرواية الخليجية، أدارتها الكاتبة والشاعرة الكويتية سعدية مفرح، وتحدث في الندوة كل من الناقد والناشر الكويتي فهد الهندال، والدكتورة عائشة الدرمكي رئيس النادي الثقافي بسلطنة عمان.

وفي بداية الندوة، أشادت الأستاذة سعدية مفرح مديرة الندوة، بجائزة كتارا للرواية العربية، التي حسب وصفها، تعتبر الجائزة الأهم والأضخم في الوطن العربي، ليس بقيمتها المادية فحسب، وإنما بالحضور والتفاعل الذي خلقته منذ انطلاقتها في العام 2014، في الساحة الثقافية والأدبية العربية، لأنها اهتمت بالأدباء، وبوجه خاص فئة الروايات غير المنشورة، واستطاعت خلال مدة وجيزة أن تصبح ملاذاً آمناً للمبدعين العرب.

وأكدت مفرح أن سقف الحريات الذي تتيحه “كتارا” في النقاشات الثقافية، ضمن الفعاليات المصاحبة لجوائزها العديدة، قد لا يكون له مثيل في العديد من الدول العربية.

من جانبه قدم الناقد والناشر الكويتي فهد الهندال، ورقة بعنوان: (سارد القصص إسماعيل فهد إسماعيل)، شرح خلالها المنجز القصصي لرائد الرواية الخليجية، مشيراً الى أن إسماعيل فهد إسماعيل لديه العديد من المخطوطات القصصية، نشر منها القليل في المجموعات القصصية، وأخرى لم تنشر بعد، رغم غزارة إنتاجه القصصي وبوجه خاص في حقبتي الستينات والسبعينات.

وقدمت الدكتورة عائشة الدرمكي ورقة بعنوان: آليات إنتاج النص الروائي، دراسة في سيميائيات رواية طيور التاجي، وتناولت فيها عدة محاور من بينها، بنيات إنتاج النص وتلقيه، إلى جانب البرامج السردية في نص (طيور التاجي)، وخلصت الى أن صياغة الاستراتيجية السردية للنص تتأسس على سلسلة من الأفعال المنظمة داخل برامج سردية عدة، تظهر من خلال تعاقد بدائي بين الروائي وبطل روايته.

من جانب آخر، أقيمت ندوة “الهندسة الثقافية والرواية” ضمن فعاليات اليوم الثاني لجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها الخامسة، أدارتها الدكتورة هناء البواب، وتحدث فيها كل من د. زهور كرام روائية مغربية، و د. أسماء كوار الأديبة الجزائرية والناشرة التي قدمت ورقة: “الهندسة الثقافية في الوطن العربي” نيابة عن الأستاذ خالد عبد الرحيم السيد المشرف العام على جائزة كتارا للرواية العربية، وطرحت الأستاذة هناء البواب، محاور الندوة التي تدور حول المكانة الرفيعة التي احتلتها الرواية في المشهد الثقافي العربي، كما أثارت أسئلة مشروعة بخصوص إمكانية تحول الرواية إلى منتج درامي يدر عائداً على الاقتصادات الوطنية للدول العربية.

وتطرقت ورقة الأستاذ خالد عبد الرحيم السيد، المشرف العام على جائزة كتارا للرواية العربية إلى تعريف الهندسة الثقافية، والتي تدور حول النظم والعمليات والبدائل وصياغة حلول إبداعية لمواجهة التحديات بهدف تطوير المؤسسات الثقافية وتعزيز مشاركة الناس في الحياة الثقافية”، موضحاً أن الهندسة الثقافية تتعامل مع تخطيط وإدارة المشاريع الثقافية والتطورات والمفاهيم، وتسعى إلى وضع استراتيجيات لهذا الغرض.

وأكدت الورقة، على أن التمويل يشكل أحد التحديات الرئيسة في تنمية المؤسسات الثقافية والمشاريع، من مرحلة التصور، مروراً بمرحلة التنفيذ وصولاً الى مرحلة المراجعة والتقييم والاستدامة، كما أن المشروعات الثقافية تعد باهظة الثمن، واستمرارية هذه المشروعات تشكل تحديًا كبيرًا للحكومات والمؤسسات في أنحاء العالم أجمع.

وخلصت الورقة الى ضرورة أن ينصب التركيز على استخدام الهندسة الثقافية كمفهوم مالي، وعلى الحاجة إلى جعل المشاريع الثقافية مستدامة، من خلال التمويل الذاتي، كما يتعين على الثقافة كقطاع أن تقف على قدميها، لتصبح مستدامة ذاتيًا.

من جانبها أكدت د. زهور كرام على أن المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، تقوم بدور مهم في الحث على تحويل المعرفة والإبداع إلى رافد اقتصادي وتنموي، مشيرة في هذا الصدد الى إمكانية إيجاد علاقة وثيقة بين الصناعة والرواية، وهو ما تقوم به كتارا من جهود تتمثل في إقامة ورش لتعليم كتابة الرواية، والاحتفاء بالروائيين.

وأكدت د. كرام أن الدول العربية إذا لم تواكب، اقتصاد المعرفة الذي يعتبر الثقافة، رافعة للاقتصاد، فستجد نفسها خارج الزمن وبعيدة عن المنافسة في الاقتصاد العالمي، الذي أصبح يعتمد بشكل أساسي على الإبداع والابتكار.

وشهد اليوم الثاني للجائزة، عرض مسرحية روائية في دار الأوبرا بعنوان: “حبل قديم وعقدة مشدودة”، التي فازت بجائزة كتارا للرواية العربية عن فئة الروايات غير المنشورة في دورتها الأولى، للروائي والكاتب المصري سامح الجباس، وحضر المسرحية عدد كبير من الجمهور.

وعبر الروائي سامح الجباس، عن سعادته البالغة بتحويل روايته إلى عمل مسرحي، لأن هذا العمل سيسلط الأضواء أكثر على روايته، خصوصاً من قبل النقاد وجمهور القراء، مؤكداً أن فوزه بجائزة كتارا للرواية العربية في 2015 أضاف له الكثير، وأحدث له نقلة نوعية من الحيز المصري إلى الحيز العربي الفسيح.

المصدر: صحيفة العرب