تخطي التنقل

لقد تم فتح باب الترشح في مسابقة كتارا للرواية والفن التشكيلي.

“كتارا للرواية العربية” أفضل استثمار لقطر في المجال الثقافي

“كتارا للرواية العربية” أفضل استثمار لقطر في المجال الثقافي

أجمع الفائزون بجائزة كتارا للرواية العربية في أصنافها المختفلة: النقد الأدبي الروائي، والرواية المنشورة والرواية غير المنشورة، على أهمية الجائزة في سماء الإبداع العربي والعالمي، مؤكدين أن الجائزة تتسم بالتطور، وتشهد تجديدا بما يعطيها حيوية وبعدا عربيا وعالميا، منوهين بالاستثمار في المجال الثقافي، معتبرين هذا التوجه يُحسب لقطر وهو أفضل استثمار لقطر في المجال الثقافي.

ولقيت شروط المشاركة والتحكيم بالمسابقة حيزا وافرا من النقاش، وفي هذا الصدد، أوضح خالد عبدالرحيم السيد المشرف العام على جائزة كتارا للرواية العربية، أن شروط النزاهة والشفافية عالية أثناء التحكيم، وذلك من خلال قراءة كل رواية من قبل شخصين، وأنه خلال الدورة الحالية (الثانية)، تمت قراءة كل رواية من لدن ثلاثة وأربعة أشخاص، معربا عن تمنيه لو كان عدد النساء المشاركات أكثر مقارنة بالدورة الأولى. مشيرا أنه كان هناك تعاون مع منظمة الألكسو في عملية تحكيم الأعمال المشاركة، واختيار أعضاء لجنة التحكيم، بالتعاون مع كتارا.

وتقدم خالد عبدالرحيم السيد، خلال المؤتمر الصحفي الذي تم عقده الخميس الماضي، بتهنئته للفائزين بالجائزة في دورتها الثانية، معلنا فتح باب الترشح للدورة الثالثة، بإضافة باب آخر للجائزة وهو «رواية اليافعين» متمنيا التوفيق للجميع.

وبخصوص عدم وجود روائيين خليجيين أو قطريين فائزين في الدورة الحالية، أوضح السيد أن النتيجة النهائية لا يعرفها أحد.

وحول ما أثارته بعض التساؤلات: لماذا لم يفز خليجيون بالجائزة، قال خالد السيد: «أنا زعلان ليش ما فاز قطري»، وأضاف: «نحن في كتارا عندنا شفافية ولا إشكال عندنا في هذه النقطة».

وأوضح أنه كان يتمنى أن يفوز بها خليجيون، وبالتحديد لو كان قطريون، لكنه أضاف: «ليس لدينا مشكل في أن يفوز أي أحد من أي دولة كانت».

وأبرز خالد عبدالرحيم السيد، أن الجائزة تعد مشروعا اقتصاديا متكاملا، قائما على الهندسة الثقافية، لافتا أن مشاريعها متواصلة، معربا عن أمله إلى الوصول إلى تمويل الجائزة نفسها بنفسها بنسبة مئة في المئة في القريب.

إلى ذلك، كشف خالد السيد، أنه تم التواصل مع جائزة نوبل، من أجل تقديم ملف أو ملفين خلال الدورة المقبلة، منوها في الآن ذاته أنه كان هناك تواصل مع جائزة البوكر ومع اتحاد الناشرين العرب، لافتا أن الروايات لن تطبع وتخزّن فقط، بل سيتم نشرها.

وذكر خالد السيد، أنه تم تقديم ملف للألكسو، الذي سترفعه بدورها لليونسكو من أجل إقرار يوم 13 أكتوبر من كل سنة، يوما عالميا للرواية العربية، وتم تقديمها رسميا خلال إعلان نتائج الدورة الثانية لجائزة كتارا للرواية العربية.

وفي جوابه على سؤال لـ»العرب»، حول مشاريع جائزة كتارا للرواية العربية في الموسم الثقافي الحالي، والحرص على تواجدها في معارض الكتاب بالدول العربية، من أجل التعريف بالجائزة لدى القراء وليس الكُتّاب فحسب، أعلن خالد السيد، أن جائزة كتارا للرواية العربية شريك استراتيجي في معرض الدوحة الدولي للكتاب في نسخته المقبلة والذي يفصلنا عنه بضعة أسابيع، كما أنه كان هناك تخطيط للمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، لكن الكتب لم تكن جاهزة مما حال دون المشاركة.

وفي ذات السياق، أكد المشرف العام على جائزة كتارا للرواية العربية، أن الجائزة ستستمر على نهجها في تنظيم ورش سنوية لتكوين اثني عشر من المبدعين الشباب، فضلا عن استمرار تنظيم الندوات، وأن مركز كتارا للرواية العربية يقدم مجهودات معتبرة بهذا الخصوص، من ذلك إعداد ببلوغرافيا للروائيين العرب، مخبرا أنه تم الانتهاء من المعالجة الدرامية للجائزتين الفائزين في الدورة الأولى بكتابة السيناريو.

وقال الروائي يحيى يخلف: إن جائزة كتارا أضحت في مصاف الجوائز العالمية، وبعد أربع أو خمس سنوات ستصبح بيت الخبرة، وبيت الرواية العربية.

وقالت الدكتورة زهور كُرّام، الفائزة عن فئة الدراسات التي تعنى بالبحث والنقد الروائي: «السنة الماضية كنتُ قارئة من خلال عضويتي بلجنة التحكيم، وشعور التتويج كان مختلفا، إذ كنت مقروءة، حيث كنتُ معتادة دائما على الذات القارئة التي تحاول أن تنظر في النصوص الروائية، وفوزي يعد تتويجا للنقد المغربي والعربي بصوت المرأة العربية، وهو حاصل تحصيل عن المناخ الفكري والثقافي الذي يعرفه المغرب، كما أن انتصار المغرب، هو انتصار للعرب أيضا، لأننا نتبادل الخبرة بيننا، لأن رهاننا هو التطور الإيجابي نحو الأفضل»، معتبرة أن جائزة كتارا للرواية العربية «يعتبرها المغاربة جائزتهم، وتعبر عن الأفق العربي المشترك».

وأضافت: «جائزة كتارا للرواية العربية اكتملت بإدراجها للنقد الروائي في هذه الجائزة، وربحت الرهان لسببين اثنين: الأول عندما تدعِّم التخييل الروائي، فهي تدعّم مسألة الانتباه إلى التمثلات التي تقترحها الرواية العربية على المشهد الثقافي العربي، وعندما انتصرت للنقد بإدراجه ضمن حقل الجائزة، فهي انتصرت للتفكير في هذه التمثلات»، لافتة أن الرواية لا يمكن أن تتطور ولو وصلنا إلى تراكم مهول جدا دون مرافقة نقدية بطابع علمي وليس بطابع انطباعي، مشيرة إلى أننا نعيش في فترة التباس في العالم العربي على مستوى المفاهيم والدلالات، داعية إلى ترشيد التفكير والعقل والنقد، حيث أن هناك علاقة تفاعلية جدلية بين الرواية ونقدها، منوهة في الآن ذاته، أن كتارا تحقق انتصارا للفكر العربي وللتخييل العربي.

وقال الروائي السوداني علي الرفاعي، الفائز في فئة الروايات غير المنشورة عن روايته: «جينات عائلة ميرو»، إن هذه التجربة مختلفة عن تجاربه السابقة، إذ كان يكتب رواياته عن القرية أساسا وليس المدينة، منوها أن فضاءها الروائي في نيجيريا، وأن «ميرو» بلغة الهاوسا تعني «مريم»، وأن مريم هذه ليست من البشر، وتحكي عن مدرسين سودانيين بنيجيريا جمعت الظروف بينهما وبين فتاتين، وهما بنتا عمدة جن نيجيري، منوها أن الغريب في الأمر أنه بدأ الرواية في شهر رمضان، وهو الشهر الذي تُغلّ فيه الشياطين، والأغرب أن هؤلاء الجن مسلمون، وأنه كانت أسهل رواية يكتبها وقال مازحا: «لا أعرف هل كان الجن يساعدونني في كتابتها أم أنني نفسي من الجن»، ليؤكد في آخر مداخلته، أن هذه الجائزة تضخ دماء جديدة وشعورا جديدا وأفكارا مدهشة، وتحفز للمزيد من التطلع إلى تجويد العمل الروائي العربي، متمنيا لها كل التقدم والرفعة والتطور.

وتأسف الناقد المغربي محمد بوعزة، الفائز بالجائزة عن فئة الدراسات التي تعنى بالبحث والنقد الروائي، لنظرة النقد في المخيال العربي، باعتباره خطابا تاليا ولاحقا، منوها أن النقد هو خطاب له آلياته وقواعده العلمية، مثلما للإبداع معاييره.

وأوضح بوعزة، أنه عندما نتحدث عن النقد المغربي، فإننا نتحدث عن النقد العربي، وهو غير مفصول عن الثقافة العربية، وغير معزول عنها.

وقال الروائي الفلسطيني إبراهيم نصر الله، الفائز بجائزة كتارا للرواية العربية في فئة الرواية المنشورة عن روايته «أرواح كليمنجارو» عن دار نشر حمد بن خليفة للنشر: أعتز بهذه الجائزة وأشاركها مع أصدقاء كبار أثروا في الرواية العربية، والمهم أن تأخذ الجائزة مع «من»، معتبرا جائزة نوبل بجائزة «الإثارة السنوية» تتجدد كل عام ولا يمكن توقع نتائجها، فقد تصيب جدا وقد تخطئ جدا. ليلقي الضوء على روايته «أرواح كليمنجارو» وما تتسم به من تحدٍّ.

وقال الروائي المصري ناصر عراق، الفائز بجائزة كتارا للرواية العربية في فئة الرواية المنشورة عن روايته «الأزبكية»، وهي ذات الرواية الفائزة بجائزة أفضل رواية قابلة للتحويل لعمل درامي عن فئة الرواية المنشورة، إن جائزة كتارا تسهم في استرداد جائزة نوبل للعرب بعد غياب 28 سنة، بفعل الترجمة إلى عدة لغات عالمية.

المصدر: جريدة العرب

التاريخ: 16 أكتوبر 2016