نظمت جمعية مركز الرواية العربية ملتقى الروائيين العرب “الذات في السرد الروائي” بمدينة مطماطة من ولاية قابس من 9 إلى 11 مايو 2014 بالتعاون مع المندوبية الجهوية للثقافة. انطلقت الندوة مساء الجمعة ابتداءً بمعرض كتب قدم مجموعة من الروايات والدراسات النقدية، وتليها الجلسة الأولى بعنوان “في اشكاليات السيرة الذاتية” والتي ترأسها الاستاذ محمد صالح مجيد وتضمنت مداخلة اولى قدمها الاستاذ محمد الخبو ” السيرة الذاتية ليست ذاتية” حيث أكد أن هناك مفارقة في العنوان بين الذاتية والسيرة ونفيها عنها، ولكن تخفُت المفارقة اذا علمنا الذاتية المنفية تقابل ومدار الكلمة على تبيين أن السيرة الذاتية المكتوبة في نص يورد قصة حياة شخص وتوهم القارء بأنها ذاتية ولكن المتامل في الذات متكلمة في نص روائي سير ذاتي هو “عزازيل” ليوسف زيدان يتضح له ان الذاتية في هذه السيرة وهمية لان الشخصية المركزية “هبة”. قصد الراهب في الصور التي نحتها و الاسئلة التي طرحها تصوير و مهاجمة اليسوعيين المتشددين الذين دمروا الكنيسة، و لكن تلك المهاجمة و التصوير أتت ضمن رحلة مغامراته العشقية، و التي يستحضر فيها صورة اليسوعيين يريد ان يبين لهم ان الهارب من الحياة في الراهب يخدع الحياة في الإنسان. و تمثلت المداخلة الثانية التي تحدثت عنها سلوى السعداوي عن “الوهم السير ذاتي” ان تتجاوز ما استقر في الدراسات النظرية المقننة لجنس السيرة الذاتية و نظرت الى العوائق التي تحول بين اكتمال هذا الجنس الادبي، و تلخصت المتداخلة الى أنه لا يوجد سيرة ذاتية خالصة مستقلة عن التخييل الروائي، فذات المؤلف نرجسية تبرز ذاتها وتخلق ذاتا اخرى تحلم بها. و تمحورت المداخلة الرابعة للأستاذ سفيان عون “كتابة الذات في أوراق حياتي لنوال السعداوي” ، و اختتمت المداخلات بالمداخلة الخامسة ” تجليات مقومات الذاتية في السيرة الذاتية” للأستاذ المصري احمد عادل القضابي التي اعتمدت على محورين هما وضع مقومات و معايير خاصة لمصطلح السيرة الذاتية.