ضمن سلسلة أنشطته التي يعقدها من خلال وسائل تكنولوجيا الاتصالات استضاف مختبر السرديات الأردني الروائي الجزائري عبد الوهاب عيساوي الفائز أخيرًا بالجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر) ضمن ندوة شارك بها الناقد الدكتور لونيس بن علي، والناقد الدكتور نضال الشمالي وأدارها رئيس المختبر الروائي جلال برجس الذي ألقى الضوء في مستهل الندوة على رواية الديوان الإسبرطي وعرف بمؤلفها مبينًا ( أن رواية الديوان الإسبرطي عمل روائي مهم انطلق من الحاضر نحو التاريخ وعمل على تفكيكه عبر خمس شخصيات تتشابك في فضاء زمني ما بين 1815 إلى 1833، في مدينة المحروسة، الجزائر ) وأشار برجس أن عيساوي واحد من جيل الشباب الروائيين الذي يمتلكون رؤى متقدمة في منجزاتهم الروائية).

ومن جانبه قال الدكتور لونيس بن علي أن عبد الوهاب عيساوي كان ديموقراطيًا في اشتغاله على روايته بحيث أعطى الشخصيات حريتها في نموها الروائي والإفصاح عن خطابها المعرفي بحيث رأينا كيف كانت شخصيات العمل متفردة ومختلفة عن بعضها البعض بحيث تم تناول الموضوعة الروائية من أكثر من بعد. وبين بن علي تبشيره بأهمية هذه الرواية منذ قرأها مخطوطة لما تحتويه على عناصر ميزتها وبالتالي أهلتها لنيل الجائزة العالمية للرواية العربية.

وقال الدكتور نضال الشمالي عبر ورقته النقدية أن رواية الديوان الإسبرطي رواية (بولوفينيه) بامتياز إذ تعددت الأصوات فيها بحيث ابتكر العيساوي شخصياته لتنمو في النص بموزاة الشخصيات التاريخية الثابتة وهذا فيه براعة في كتابة الرواية التاريخية التي من المتعارف عليه أن في مصادرها ما لا يمكن المساس به إلى جانب المساحات المهمة التي تتبدى فيها قدرة الروائي على صنع الفكرة وبالتالي الرواية. وتطرق الشمالي إلى العديد من جوانب الرواية مثل تميزها في مقاربة الموضوعة التاريخية، ولغة الرواية، والمحمول المعرفي فيها.

وشهدت الندوة العديد من مداخلات وأسئلة الجمهور مثل دور الرواية التاريخية، ولغتها، ومراميها.

ويذكر أن عبد الوهاب عيساوي أول كاتب وروائي جزائري يفوز بجائزة البوكر العالمية للرواية العربية عام 2020. ولد في مارس 1985 بمدينة حاسي بحبح ولاية الجلفة، تخرّج من جامعة زيّان عاشور ويعمل مهندس الكتروماكنيك – مهندس صيانة.

المصدر: صحيفة الدستور الأردنية