تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح في الدورة العاشرة.

«كوكب الأنابيب»..رواية تمزج بين الخيال العلمي والتّفاعل النّصّي

«كوكب الأنابيب»..رواية تمزج بين الخيال العلمي والتّفاعل النّصّي

يصنّف الكاتب تهامي الهاني روايته «كوكب الأنابيب» ضمن روايات الخيال العلمي، مستندا في ذلك إلى حضور التقنيات العلمية الحديثة في تواصل الشخصيات الروائيّة، فالتواصل الافتراضي الذي جعل العالم قرية صغيرة فعلا هو الذي جمع شخصيات الرّواية ونسج مشروعها «اتسع الحوار وتمدد حتى اكتسح القـــارات، وتوثّقت الروابط بين العاملين على المواقع الافتراضية»، وإلى طبيعة المشروع السّردي للشّخصيّات الفاعـــــلة في الرّواية القائم على خيال مرتبط بواحـــد من أهــــم الإنجــازات العلميّة في العقود الأخيرة، وهو أطفال الأنابيب، فصابر ورفاقه يخططون لمجتمع جديد سموه كوكب الأنابيب، وقد اتفقوا على مراحل بناء هذا المجتمع الجديد وتشييده «المحطة الأولى وتتمثل في تخطيط المدينة، ونطلق عليها مرحلة البدء والمرحلة الثانية هي مرحلة النشوء، أي انطلاق الإنجاب بواسطة التلقيح الاصطناعي، والمرحلة الثالثة هي مرحلة الاكتمال، وهي التي ينتهي فيها تشكيل مجتمع الأنابيب الذي يمثل كوكب الأمل والفضائل».
ولكن الخيال العلمي في الرواية يبدو مجرد قناع لخطابات أخرى، ولعلّه لا يبدو صافيا، فكتابة الخيال العلمي بدت قائمة على التفاعل النصي مستجيبة لتقنيات النصّ الروائي المفتوح، الذي يخضع لعدة متفاعلات، وهو التوجه الذي نال اهتماما نقديا غزيرا، ولعلّ كتاب «انفتاح النص الروائي» لسعيد يقطين يشكّل أحد أهم هذه الكتب النقدية في النقد العربي المعاصر التي درست المسألة. تبدو الكتابة الروائية للخيال العلمي في هذا النص الروائي قائمة على التهجين والتفاعل، فالخطاب العلمي يلتقي بعدة متفاعلات، ومن بينها التراثي والتاريخي والسياسي والاجتماعي، فهو خطاب ممزوج بقضايا الواقع ومشاغله.

المصدر: القدس العربي


أضف تعليق