تخطي التنقل

لقد تم فتح باب الترشح في مسابقة كتارا للرواية والفن التشكيلي.

سعيد يقطين: الرواية العربية قادرة على التلاؤم مع تقنيات العصر

سعيد يقطين: الرواية العربية قادرة على التلاؤم مع تقنيات العصر

قال الدكتور والناقد المغربي الكبير سعيد يقطين، إن بروز وسيط جديد للتواصل يؤدي إلى بروز أشكال جديدة للإبداع والتلقي من السرد الشفاهي إلى الطباعي مرورًا بالكتابي، فظهرت أنواع سردية متعددة تراجع بعضها، واختفى بعضها الآخر نهائيًا، وظهرت أخريات في الصيرورة، وكانت الرواية النوع الأكثر ارتباطًا بتكنولوجيا الطباعة ففرضت نفسهًا إبداعًا وتلقيًا.

وأضاف “يقطين” خلال مشاركته في الجلسة الأولى لـ «متلقى القاهرة للرواية العربية» في دورتها السابعة، مع بروز الوسائط الجماهيرية “السينما والتلفزيون”، اتسع مدى تطورها فاستفادت من مختلف إنجازاتها، وصارت تغذيها بما تقدمه من أعمال عن طريق تحويلها إلى مسلسلات تلفزيونية، أو أفلام سينمائية ومع ظهور الرقمنة استفادت الرواية من التكنولوجيا الجديدة، فظهرت أنواع جديدة من الرواية يتم إنتاجها وتلقيها بواسطة برمجيات تتلاءم مع الوسيط الرقمي الجديد.

وأوضح “يقطين”: “مع هذه الصيرورة انتقلت الرواية من نص مكتوب على الورق وأحادي العلامة إلى نص مكتوب تتجاوز فيه علامات متعددة تتسع للصوت والصورة بمختلف أشكالها، متسائلًا: فهل نحن أمام رواية جديدة قوامها الرقمنة التي تجعلها مختلفة عن الرواية التي تشكلت متصلة بالطباعة؟ أم أمام نوع جديد لا علاقة له بالرواية بالمعنى التقليدي، نوع يجمع بين الرواية والمسرح والسينما والصورة، ولكن بطريقة جديدة تقطع مع كل هذه الإبداعات السردية والدرامية والصورية التي مورست قبل العصر الرقمي لأنها توظفها جميعًا بكيفية لا علاقة لها بما كان سائدًا؟”.

وتابع: ” اسعى إلى الإجابة على هذه الأسئلة بالإنطلاق من الحديث عن الرواية ما قبل الرقمية وما راكمته من خبرات تحت مسمى التجريب الذي ألخص كل التقنيات التي جاء بها في عبارة واحدة: تجاوز إكراهات الكتاب الورقي، وتبعًا لذلك فإن إبداعلا الرواية الرقمية ما كان ليكون لولا تطور الوعي بالإبداع السردي الذي تحقق مع ما تراكم من تجارب وسائطية من الطباعة إلى الرقمنة مرورًا بالوسائط الجماهيرية مما جعل الترقيم ليس فقط استجابة لظهور وسيط جديد ولكن ضرورة لإنتاج سرد جديد يتلاءم مع عصر المعلومات والمعرفة.

وقال الدكتور سعيد يقطين: “دون إعادة فهم التجريب الذي مارسته الرواية العربية على غرار الرواية العالمية لا يمكننا ممارسة الترقيم سواء على مستوى الإبداع أو التلقي أو الدراسة، موضحًا أن هذه هي الأطروحة التي ندافع عنها لجعل الإبداع الروائي العربي قادرًا على التلاؤم مع تقنيات العصر الجديدة، ويعطيه إمكانات المساهمة في الإبداع الرقمي الإنساني”.

المصدر: صحيفة الدستور المصرية


أضف تعليق