تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح في الدورة العاشرة.

«زائر وجدة».. رواية تتوغل فى تاريخ اليهود المغاربة

«زائر وجدة».. رواية تتوغل فى تاريخ اليهود المغاربة

فى روايته «زائر وجدة» الصادرة عن كتاب أخبار اليوم، والصادرة من قبل باللغة الفرنسية، يرصد الكاتب اللبنانى الدكتور محمد طعان تاريخ اليهود المغاربة وما تبقى منهم، والأسباب التى دفعت معظمهم إلى الهجرة إلى إسرائيل أو إلى دول أخرى، والمعاملة السيئة التى وجدوها فى إسرائيل التى اكتشفوا أنها دولة علمانية فى غاية العنصرية، لا تعترف بفكرة أرض الميعاد أو ما إلى ذلك، بقدر ما تعتمد على فكرة احتلال واستيطان الأرض. ومن ثم هاجر بطل الرواية قبل نحو 40 عاما من بلده الأصلى المغرب إلى إسرائيل مضطرا، ومنها سافر إلى كندا بعد أن وجد تعنتا وعنفا من علمانيى إسرائيل الذين رفضوا أن يبنى هو وأصدقاؤه المتدينون مكانا للاحتفال بأحد الأعياد، وهاجمه الجيران اليهود وقالوا إن هذا الاحتفال يزعجهم، واستمرت المضايقات التى جعلته يقرر الهجرة إلى كندا هو وابنته بالتبنى.

تتضمن الرواية شخصيتين رئيستين. الشخصية الأولى فى الظهور هى شخصية الجراح الذى يعود إلى مدينة وجدة بعد 25 عاما من الغياب، حيث كان جراحا معروفا ومشهورا فى المدينة، أعاده الحنين إلى مكان عمله الذى شهد شهرته أو الذى كان يمثل طفرة فى حياته، خاصة مع حبه وعشقه للممرضة التى التقى بها فى اليوم الأول لتسلمه العمل فى المستشفى قبل ربع قرن، وهى الممرضة «إيتو ـ فاطمة»، وسريعا ما يكتشف أن الفتاة التى وقع فى غرامها لم تكن له وحده، وإنما كانت تبادله المشاعر والعلاقة اتساقا مع عادات وتقاليد تمرست عليها فى قريتها الجبلية، وحين عاد للبحث عنها وجدها أخيرا فى نفس المنزل الذى مارس فيه المتعة من قبل، تحتل مكان والدتها وتدير هذا المنزل. وإن كان ترك البلدة والمستشفى بعد أزمة مع تلك الفتاة أدى إلى تقصيره فى العمل، إلا أنه حين أصيب بالفالج لم يجد أمامه سوى العودة من فرنسا حيث بلده الأصلى واستعادة الذكريات واجترار الماضى، ليلتقى مصادفة فى الفندق بالعجوز اليهودى الأعمى وابنته بالتبنى الأستاذة الجامعية التى تبحث عن تاريخ اليهود فى المغرب، ويقرر مرافقة العجوز الأعمى إلى عدة أماكن، منها مقابر وجدة والكنيس وضريح سيدى يحيى والحى اليهودى، وهى جميعا أماكن تكاد تكون منسية ومهملة. ويحكى العجوز قصته وكيف خرج مضطرا من بلاده المغرب بعد أن كان مدرسا محترما محبوبا من الجميع وبعد وفاة زوجته وأسرتها التى قررت الهجرة إلى إسرائيل عبر فرنسا، لكن مركبهم تعرض للغرق. وكيف قوبل بالعنف الرمزى والاضطهاد والتحريض ضده ووصف اليهود بـ«الخونة والمتآمرين»، رغم تأكيد الملك على حقوقهم وحمايتهم. لكنه وسط هذا المناخ اضطر للهجرة، وفى إسرائيل تبنى طفلة لأنه لم يرزق بأطفال من زوجته التى ظل مخلصا لها، وظل لفترة طويلة متسمرا أمام قبرها، وأوصى أن يدفن إلى جوارها، وهى الوصية التى اضطرت ابنته إلى تنفيذها بعد إصرارها على أن تحمل الجثمان معها إلى كندا ليدفن هناك إلى جوارها.

المصدر: صحيفة المصري اليوم


أضف تعليق