تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح في الدورة العاشرة.

«حديقة الفحيحيل».. جرأة الطرح ونكهة الأسلوب

«حديقة الفحيحيل».. جرأة الطرح ونكهة الأسلوب

رواية «حديقة الفحيحيل العامة» التي صدرت مؤخراً عن دار «روايات» التابعة لمجموعة كلمات في الشارقة، هي واحدة من الأعمال التي تم تداولها على مواقع القرّاء بكثرة، بما فيها من أسلوب جديد وطرح جريء ولغة سردية عالية.

والرواية هي للكاتب الكويتي فواز الهاجري التي يرصد من خلالها علاقة استثنائية بين أمّ وطفلها المصاب بطيف التوحد، ومثل هذه العلاقة العاطفية والحميمة، استرعت مجمل الآراء التي صدرت عن القرّاء، ناهيك عن جمال تنقلها في الأزمنة والأمكنة، وطوافها الممتع بين الأحداث والشخصيات، بما في ذلك الحس الإنساني الدافىء الذي غلب على الرواية من خلال طفل مصاب بالتوحد يتشارك مع والدته لغة خاصة، غير تلك التي يتحدث بها البشر، لغة تستحوذ على مشاعره، فيقفز فرحاً خارج حدود عزلته.

أحد القرّاء عبر عن إعجابه بالرواية مستهلاً حديثه بالقول: «هذه الرواية بالنسبة لي باعثة على الدهشة» وهو يعدد أسباب تلك الدهشة، أولاً لاختيار موضوعها، وثانياً لأنها الرواية الأولى للكاتب، وأيضاً واشتمالها على معلومات تطلبت من الكاتب جهداً مضاعفاً.. ويضيف: «رواية كويتية مغايرة، بتفاصيلها، وتطرقها لمناطق جديدة، معاصرة، من رحم الواقع عن… العنف الأسري، عالم وعزلة ذوي الاحتياجات الخاصة، تزوير الهوية لدوافع مادية، الخيانة، والعائلة التي تعاني على أكثر من صعيد».

وذات القارىء يعتقد أن «حديقة الفحيحيل» نجحت في إيصال صوت «سعد» المتوحد للقارئ مع مشاعره الدقيقة، رغباته وتفاعله ورؤيته لما حوله، كما نجحت في التعبير عن معاناة والدته «سارة» وطريقتها الخاصة للهروب من الضغط النفسي الهائل الذي تتعرض له يومياً.

قارئة تستهل تعليقها على الرواية بالقول: «استعارات اللغة جميلة، تلامس بعمق ليس فقط أسر المصابين بالإعاقة الذهنية؛ بل الجميع» وهي تتوقف عند تمكن المؤلف من استخدام سرد جاذب حتى نهاية الرواية، وقدرته على التنقل عبر عوالم خاصة بين الأزمنة والأمكنة والشخصيات..

وتلفت ذات القارئة إلى مسألة غاية في الأهمية تصفها بـ«جرأة الكاتب» في التوقف عند موضوعات حساسة، في بعدها الاجتماعي، يتجنب الخوض فيها كثير من الكتّاب والمؤلفين.

قارئة أخرى تتوقف عند أسلوب الكاتب المبهبر؛ حيث السرد الجميل الذي أضفى سحراً على إيقاع الرواية؛ حيث تناغم الأحداث مع الوصف والحبكة والحوار، وهي ترى أن مؤلفها يتمتع بثقافة عالية، خاصة في جانب المصابين بالتوحد وتقول: «هي رواية مؤثرة وعميقة ومختلفة وتستحق جوائز عالمية وأعتقد أن مؤلفها يمثل قلماً جديداً ومختلفاً في عالم الكتابة».

وتضيف القارئة: «هي رواية حساسة جداً وواقعية جداً، ومؤلمة، وجارحة أيضاً، ويجب على قارئها أن يتقبل كل هذا السخط الواضح في الرواية على نمط الحياة المغلقة».

أحد القرّاء يتوقف عند عدة ملامح إيجابية في «حديقة الفحيحيل» خاصة المقاطع التي تستعرض علاقة البطل بأمه وعائلته؛ حيث نجح الكاتب في توصيل ووصف حالة الارتباك والتردد التي يعيشها أفراد العائلة، غير أنه ينتقد القسم الأخير من الرواية، فرأى أن الكاتب قد أقحم فكرة الجريمة، متسائلاً عن الهدف من وراء ذلك، إذا كان هو التشويق أو الغموض أو تبرير كتابة الرواية؟

في ذات السياق، يتوقف قارىء عند تمكن القارىء من تقديم رواية متقنة الحبكة، ومصاغة بلغة أدبية رفيعة.. هو أيضاً يشير إلى دار النشر التي صدرت عنها الرواية معتبراً أن اسم هذه الدار قد شجعه على قراءة الرواية.

المصدر: صحيفة الخليج


أضف تعليق