تخطي التنقل

لقد تم فتح باب الترشح في مسابقة كتارا للرواية والفن التشكيلي.

«توظيف الوثائقي والمتخيل في الرواية» ضمن أبحاث مؤتمر العلوم العربية

«توظيف الوثائقي والمتخيل في الرواية» ضمن أبحاث مؤتمر العلوم العربية

شارك دكتور أحمد عزيز بورقة بحث بعنوان” توظيف الوثائقي والمتخيل في السائرون نيامًا ” لسعد مكاوي ضمن أوراق الأبحاث العلمية المقدمة بمؤتمر العلوم العربية والإسلامية رؤية مستقبلية المنعقد بكلية دار العلوم جامعة الفيوم، أدار الجلسة العلمية دكتور أحمد عرفات القاضي رئيس قسم الفلسفة الإسلامية بالكلية وعقب على الأبحاث دكتور رشدي عبدالستار.

وشارك في الجلسة أيضًا بورقة بحث دكتور فريد عوض حيدر نائب رئيس جامعة الفيوم السابق وأستاذ العلوم اللغوية واللسانيات بالكلية.

وقد ذكر الباحث أحمد عزيز أن فكرة الباحث ناقشت توظيف المتخيل والوثائقي في رواية السائرون نيًاما لسعد مكاوي مؤكدًا أنه جسد فيها أوجه الحياة في مصر المملوكية، بكل ما تحتويه من صراعات مستمرة بين الحكام المماليك بعضهم وبعض، والمحكومين المصريين المغلوبين على أمرهم، سرد فيها وقائع الصراع الدائر في قصور المماليك، ووجه الواقع المزري في حواري القاهرة، بما يعتمل فيها من مجون وحلقات ذكر وصلوات ومواخير، وما يدور في قصر الملتزم وبيوت الفلاحين والحقول والطاحونة في قرية ” ميت جهينة ” وغيرها. وأوضح البحث أن سعد مكاوي استطاع في السائرون نيامًا تقديم شخصيات تاريخية ومواقف حبلى بالمعاناة والصراع، شحنت النص بجماليات وأكسبته مذاقًا سرديًا وتأويليًا مميزًا، فهي ـــ أي الرواية ـــ اتخذت من التاريخ خطوطًا عريضة، ومعالم تضيء بها مساحات اجتماعية كانت موجودة منذ وقت مضى، والحقيقة أنها تلفتنا إلى وقائع وأشخاص وحيوات، مقدمة تأويلات ودلالات، وراسمة صورًا مشابهة لأخرى تحيا في وقعنا المعاصر، بالاختباء وراء قناع التاريخ، بطريقة تساير العصر، استثمارًا لما حفل به العصر المملوكي من تناقضات هائلة، خصوصًا الغنى الفاحش، والفقر المدقع وغلبة القمع والقهر؛ والصدام الحتمي بين الحاكم الجائر والمحكوم المغلوب على أمره. وأشار الباحث أن سعد مكاوي اقتصر في المدى الزمني لأحداث هذه الرواية، كما ورد في تصديره إياها، على ” الفترة التاريخية التي تدور فيها أحداث هذه القصة، التي لا تكاد تتجاوز ثلاثين سنة ( 1468، 1499 ) من عمر سلطنة المماليك التي حكمت تاريخ مصر والشرق 267 سنة. وأوضح ” عزيز ” أن الرواية قُسمِت إلى ثلاثة أقسام رئيسة بعناوين: ( الطاووس، الطاعون، الطاحون )؛ على الترتيب، ويكاد كل منها يشكل رواية مستقلة بنفسها ومضامينها الكلية والفكرية، على الرغم من الارتباط القائم بينها في الأحداث والشخصيات، والتعبير عن ملامح أواخر العصر المملوكي. وأكد الباحث أن الكاتب قسم القسمين الأول والثالث إلى عشرين فصلا، وقد اكتفى بتقسيم القسم الثاني إلى أربعة عشر فصلا، ينتقل بين الفصول فيما يشبه حركة الكاميرا ــ إن جاز التعبير ــ بين جزئيات الحدث التي تتعاضد معًا مكونة الحدث الكلي الذي يتضافر مع غيره من الأحداث الأخرى استبدادًا واستهتارا بالأرواح والأرزاق، واستخفافًا بالقيم الأخلاقية والإنسانية، وأكثرها امتلاءً بالمجاعات والكوارث. وكشف البحث أيضًا أن رواية ” السائرون نيامًا ” قد عزفت على هذه النغمة المرة، وفي أقسامها الثلاثة سيمفونيتها، في إطار فني يعد جسرًا بين الرواية وتوظيف العناصر التاريخية في الخيال الروائي، فمثلا يقفز بنا الكاتب تسعًا وعشرين سنة ليبدأ القسم الثالث من روايته بفقرة تحمل في طياتها النواة الصلبة أو المغزى الأساسي، الذي يقوم عليه مضمون هذا العمل، الصراع الهائل مثل الطاحون أو الرحى التي تطحن في طريقها كل ما يقابلها بكل قسوة وجبروت.

المصدر: بوابة الفجر


أضف تعليق