تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح في الدورة العاشرة.

“بردقانة” الكابتن فايز ومأساته

“بردقانة” الكابتن فايز ومأساته

يعود الكاتب الفلسطيني إياد برغوثي في روايته “بُردقانة”، الصادرة عن “دار الآداب”، إلى فلسطين ما قبل 1948، وتحديداً إلى عام 1945، بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها.
يروي صاحب “بيت بيوت” قصة الكابتن فايز غندور، مدرّب فريق كرة القدم المحلي في عكا، الذي كان يظنّ أن أبواب النجاح قد فُتحت له. فقد دعاه مكتب “الاتحاد الرياضي” في يافا إلى اجتماع لكي يُبلّغ من قبل سكرتير الاتحاد بتعيينه مدرباً للمنتخب الفلسطيني. لقد قرّر الاتحاد أخيراً تشكيل منتخب “ليمثّل فلسطين بدلاً من الفريق الذي يسيطر عليه الصهاينة بدعم من الإنجليز”.
وأنجز إياد برغوثي عمله هذا في إطار “محترف نجوى بركات”، وتمكّن فيه من التقاط أجواء ذلك الزمن من فلسطين ما قبل الاحتلال الصهيوني. لغة الرواية سلسة وطيّعة بشكلٍ عام، وقد لجأ برغوثي إلى العامّية في حواراته، واستعان بالتعابير الرياضية في أكثر من مكان، لكنه لم يوفّق دائماً في هذا الأمر، كقوله في لحظة تراجيدية من حياة فايز، وهو ينظر إلى صورة والده في الجريدة: “لم يستعدّ لهذه الهجمة المرتدّة التي اخترقت خطّ دفاعه من دون أن ينتبه لها أو يحاول منع تسجيل هذا الهدف المهين الذي مزّق شباكه…”. ومع ذلك، نجح الكاتب في استعادة فلسطين ما قبل مأساة 48، أي تلك الفترة التي نُسيت في ساحات النضال المرير ضدّ مستعمر صهيوني خَلَف المحتلّ الإنجليزي.
وفي هذا السياق، تقارب روايته مواضيع عامة عن حال الناس في ذلك الوقت، طارحةً تساؤلات كثيرة من نوع: “هل كان بالإمكان تغيير ما كان؟”، من دون أن يسعى إلى الإجابة على أيٍّ منها. في المقابل، يجيب برغوثي، في قول جاء على لسان فايز نفسه، على ما يمكن أن يكون سؤال العمل الأساسي وفكرته: “لو تركَنا الإنجليز بحالنا، لما كان هناك من الأصل أي عملاء!”.


أضف تعليق