تخطي التنقل

لقد تم فتح باب الترشح في مسابقة كتارا للرواية والفن التشكيلي.

«باب اللعنات» لمحمد عصمت.. الرعب على امتداد البصر

«باب اللعنات» لمحمد عصمت.. الرعب على امتداد البصر

في روايته «باب اللعنات» الصادرة عن دار «ن» للطباعة والنشر والتوزيع، 2019، يصنع محمد عصمت قصة رعب مختلفة، من خلال تفاصيل تمزج بين الواقع والفانتازيا، بطريقة سردية سلسة وبسيطة.

وتبدأ الأحداث المتلاحقة للرواية مع تلقي بطل العمل، الشاب المهندس حلمي الحاوي، خبراً عن احتضار والدته عبر مكالمة هاتفية، فيترك عمله على الفور متجهاً إلى مسقط رأسه، وفي طريقه يواجه أحداثاً «غرائبية» خارجة عن المألوف تقطع تسلسل السرد الواقعي للقصة، وتدخله في عالم الخيال وسط أجواء من الرعب والتشويق والغموض. فحلمي الذي كان يقود سيارته المتواضعة، يتعرض لظروف جوية صعبة، متمثلة في عواصف وأمطار ورعود، إضافة إلى أن الطريق نفسه كان وعراً.

الرواية من الأعمال التي تنهض في حبكتها الدرامية على ثيمة الرعب، وهي من الأفكار التي صارت تطرق كثيراً عند الروائيين الشباب في العالم العربي، ولكن المختلف في هذا العمل هو أن الرعب ينتج من خلال أحداث طبيعية وواقعية؛ أي ليس مقحماً في النص وأجواء السرد، فقد جاء خالياً من التفاصيل غير المنطقية؛ الأمر الذي جعل حمولة «الغرائبيات» في العمل طبيعية ومقبولة، حيث خلت مما يعرف بالفجوات السردية؛ أي العوامل التي تجعل النسيج الفردي غير متماسك، فقد استطاع عبر استخدام كثير من التقنيات والأساليب أن يصنع عملاً روائياً ممتعاً وجميلاً بروح التجريب والخروج عن القواعد التقليدية.

العمل وظف «الغرائبيات» والأسطورة في سياق سرد يحمل رؤى فلسفية ومعنى يقوم على ضرورة استخدام العقل، حتى لا ينفتح على البشر «باب اللعنات» في الحياة.

المصدر: صحيفة الخليج


أضف تعليق