تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح في الدورة العاشرة.

الرواية اليمنية تشق طريقها في أجواء مضطربة

الرواية اليمنية تشق طريقها في أجواء مضطربة

وسط الأجواء السياسية والأمنية والاقتصادية المضطربة، تسير الرواية اليمنية في اتجاه عكسي مع التدهور العام، محققة بعض الزخم، سواء في عدد الاصدارات، أو في استقطابها القراء اليمنيين. وفي هذا السياق، يقول سامر القدسي وهو مكتبي يمني: «لم يسبق لنا بيع هذا العدد من النسخ لروائيين يمنيين». ويتفق أصحاب المكتبات والأكشاك في صنعاء حول زيادة الاقبال، كنوع من الاستكشاف والاحتفاء بالكاتب اليمني. ويوحي ذلك بثقة تكتسبها تلك الاصدارات، مما سيكون حافزاً للإنتاج الروائي. وأكد زكريا الحمادي، صاحب إحدى المكتبات، ان مكتبته باعت خلال شهرين مئات النسخ من الاصدارات اليمنية، وهو ما كان يتطلب شهوراً سابقاً. ويضيف ان بعض الكتّاب الشباب يأتون بنسخ من أعمالهم المطبوعة محلياً لبيعها، لكنّ معظمها لا يحظى بنصيب وافر.

ويبدو أنّ الرواية لتشقّ طريقها الخاص، ليس فقط كعمل سردي، لا بد لها من سلوك طريق الاعلان عن نفسها واحتلال حيز في رفوف المكتبات. وسط صف من الكتب المرصوصة في واجهة المكتبات يستلقي عدد لا بأس به من الاعمال الروائية اليمنية، معظمها صدرت هذا العام. وفي هذا الإطار، يقول سامر إنّ الاقبال يزيد على الاعمال الصادرة عن دور نشرعربية، أكثر مما عن المحلية. والأمر يعود في رأيه إلى احترافية أعلى في الترويج، بحيث نجد أعداداً كبيرة من القرّاء يشترون اعمالاً قرأوا عنها في صحف محلية، أوعربية. وقد يسأل بعضهم عن أعمال صدرت لكنها لم تتوافر بعد في المكتبات اليمنية، إلاّ أنّه علم بصدورها من صحيفة ما. ومن ثمّ يستشهد بكتاب تاريخي معين حول اليسار في اليمن، ليقول إنّ أحداً لم يكن مهتماً بهذا العمل، ولكن فجأة تغيرّت الأمور بعدما كُتب عنه مقالة مهمة في جريدة محلية، فنفد الكتاب ولم يبقَ منه سوى نسختين خلال فترة وجيزة. وهو يتفّق مع بقيّة الناشرين وأصحاب المكتبات على أنّ هناك أعمالاً يمنية سابقة مهدّت لانعطاف جديد في عالم الرواية في اليمن وساهمت في تسويق أعمال لاحقة، لا سيّما أنّ ثمة روائيين يمنيين نجحوا وصار لهم جمهور محلّي وعربي، مثل علي المقري وحبيب عبد الربّ سروري وأحمد زين وآخرين.

اللافت انه خلال هذا العام، حققت الاصدارات الروائية في اليمن أرقاماً غير مسبوقة. فما تم اصداره حتى الآن نحو عشرين عملاً، تتوزع بين دور نشر عربية ومحلية. وهوانتاج يبدو هزيلاً قياساً مع دول عربية عدة، لكنه يشكل قفزة حقيقية في اليمن. ففي عام 2008 صدرت ثمانية اعمال، وكان هذا وقتها رقماً قياسياً في تاريخ السرد اليمني، وهو ما يعكس شحاً في الانتاج. غير ان الثلاث سنوات الأخيرة، شهدت نشاطاً ملحوظاً.


أضف تعليق