تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح في الدورة العاشرة.

«الخاطوفة» لأحمد أنيس الحسون.. غوص في عمق المأساة السورية

«الخاطوفة» لأحمد أنيس الحسون.. غوص في عمق المأساة السورية

صدرت مؤخراً رواية “الخاطوفة” للكاتب السوري أحمد أنيس الحسون عن دار نون4 للطباعة والنشر في غازي عنتاب بتركيا، وجاءت الرواية في 150 صفحة من القطع المتوسطة.

وقال الحسون إن اختياره للعنوان جاء من تسمية قديمة كانت الأمهات تخيف الأطفال بها كي لايتبعوهن للبئر (عين الضيعة) عندما يذهبن لاستقاء الماء.

ونوه إلى أن العنوان في ذاكرته منذ سنوات وكتب قصة قصيرة في العنوان سنة 2008، مضيفاً أنه نشرها “في دوريات مختلفة فحققت تساؤلات ومساءلات باعتبارها تومئ لخاطوفة تترصدنا في الظلام لتقضي على أحلامنا وأن مواويل السلطة التي لا تمثل الشارع وأحلامه بمثابة قطعة سكر تخدع الأطفال فقط وأننا كبرنا عليها وآن آوان إخراج يوسفنا من البئر”.

وأشار إلى أن كلمة الخاطوفة بقيت الهاجس لأطفال القرى النائية وتحولت لإسقاطات مع الزمن محملة بنفس التساؤل: من هي الخاطوفة ولماذا تستقر في أعماق الماء لتبتلع الصغار؟

وأضاف الحسون: الخاطوفة تترصد حقولنا منذ سبعينيات القرن المنصرم. جفت الآبار وقطعوا الأشجار ولم يتوقف هاجسنا بالاختفاء على يد خاطوفة وغيلان ووحوش. الهاجس المرعب الذي لاحقنا لعقود طويلة من القرى للمدارس للجامعات للمعتقلات للبحار التي تبتلعنا.

وتدور أحداث الرواية في دمشق، وتبدأ باعتقال عدة أصدقاء في الجامعة بسبب أمسية أدبية، من بينهم شخص يدعى آدم وهو بطل الرواية الذي يخرجه من معتقله ليستعد للعودة لقريته فتنطلق الثورة ليشارك في المظاهرات ويصاب ويعتقل مجدداً، لتروي الأحداث فيما بعد معاناته مع المعتقلين الآخرين في المعتقل والتعذيب المستمر، ومن ثم خروجه من المعتقل فاقداً للذاكرة.

وأوضح الكاتب قائلاً: شعرت أننا بتنا عاجزين عن إيصال صوتنا للعالم المتحجر وعبر إصرارنا على إيصال الرؤية حاولت أن أتحدث عن لغة العيون المعاتبة المقهورة التي يفهم لغتها كل سوري ويحاول آدم أن يعبر عنها بتجربته”، مضيفاً “لقد فقد الثقة بعودة ذاكرته لأنه رأى كل العيون متشابهة ينتظرها نفس المصير وكلها تحكي لغة العتاب والألم ذاتها.

وتابع: ككاتب عن قضية بلدي وثورته أدافع عن ذاكرتنا من مغبة اغتيالها وأؤكد أنه لو نضبت كل اللغات فإننا سندافع عن ذاكرتنا بعيوننا حتى ما قبل الإغماض الأخير فلكل عين حكاية وبستان وبئر وتراب وطن، وأحببت تسليط الضوء على مشاعر عذاباتنا أكثر من تفصيلات الوضع المؤلم الذي بات معلوما لكل العالم الأصم.

المصدر: موقع حرية برس


أضف تعليق