تخطي التنقل

لقد تم فتح باب الترشح في مسابقة كتارا للرواية والفن التشكيلي.

إبراهيم أحمد عيسى: الرواية التاريخية لا تخبرنا بالحقيقة

إبراهيم أحمد عيسى: الرواية التاريخية لا تخبرنا بالحقيقة

يقول الروائي المصري إبراهيم أحمد عيسى، إن هناك كنوزا لا حصر لها في تاريخ العرب تصلح كنقاط انطلاق لموجة من الروايات الواقعية، والتاريخ يمثل إغواء للمبدعين الجدد لإعادة قراءة شخصيات استثنائية قد تدعو للإطلالة على عوالم تبدو منسية.

كشف عيسى في حواره دوافع تتبعه لتاريخ المقاومة المغربية للاستعمار رغم كونه مصريا، حيث كان في زيارة إلى المغرب ودار نقاش طويل بينه وبعض أحفاد المناضلين المغاربة الذين شاركوا في مقاومة الاستعمار وبدت أمامه شخصية الخطابي المُحيرة والمُفعمة بالسمات الإنسانية والأجواء المُحيطة باللمعان ليقوم بصياغة عالم متكامل من الأحداث والحياة الصاخبة.

يقول إنه شعر برغبة شديدة في كتابة نص يُخلد به مرحلة المقاومة وأبطالها الأفذاذ، فتاريخ المقاومة العربية للاستعمار في المغرب، هو ذاته في الجزائر ومصر وغيرهما من الدول العربية.

ويتابع “إننا نتشارك في اللغة، وإن تعددت اللهجات، ونتشارك في التاريخ، وإن اختلفت الأحداث، ونتشابه في المناضلين وإن تنوعت المصائر، لكن هُناك جينا مشتركا هو الرغبة الدائمة في مقاومة الأجنبي والموت في سبيل الأوطان”.

ويوضح، أنه اندفع إلى الكتابة بتصور مبدئي يرى ضرورة استدعاء مراحل النضال والمقاومة الحقيقية ضد الاستعمار لإتاحة الفرصة للأجيال الجديدة لتعرف كفاح السابقين، وتستلهم منهم الدروس والعبر، ويتناغم الأدب بما يقدمه من متعة وجمال مع النماذج المضيئة في التاريخ.

يؤكد الروائي المصري في حديثه على أن الالتفات إلى التاريخ ليس سمة تخص الجيل الأحدث من الروائيين العرب وحدهم، إنما هناك إرهاصات وتجارب سابقة لكثير من الأدباء من جيل الرواد والسابقين الذين قدموا تجارب فذة سميت نقديا بكتابات ما بعد الكولونيالية، غير أنه يشير إلى وجود ولع أكبر لدى أجيال القراء في الوقت الحالي بالأدب المشتبك مع التاريخ، خاصة تاريخ الاستعمار.

ويشير إلى أن الرواية التاريخية ليس منوطا بها أن تخبرنا عن الحقيقة، كما أنها لا تعد مرجعا للتاريخ، إلا أنها رغم ذلك لا يمكن لها أن تخرج عن دائرة الأحداث المثبتة والوقائع الحقيقية، وإلا تصبح رواية فانتازيا.

ويضيف: أعتقد أن الكاتب الناجح هو الذي يُشعر القارئ بأن كل هذا العالم الذي بين يديه حقيقي تماما، ولا يتم ذلك إلا بتقمص الكاتب لحالات أبطاله والإحساس بما يحسون من تبدل للأجواء المحيطة والحالات النفسية، وتظل لكل كاتب حالة خاصة على قدر فوضوية الأفكار المختمرة في رأسه، فالكتابة تنبع من حميمية المعايشة للواقع، وينعكس ذلك على النص التاريخي بالضرورة.

المصدر: صحيفة العرب


أضف تعليق