لا شك أن النمر الفيتنامي هي الرواية الأولى التي أتاحت للقارئ المغربي والعربي أن يتعرّف إلى مؤلفها حسن بحراوي كاتبا روائيا، بعد أن تعرّف إليه منذ العقدين الأخيرين من القرن السابق من خلال سلسلة من الدراسات والأبحاث الرّائدة في نقد الرواية والمسرح والثقافة الشعبية بالإضافة إلى الترجمة. وإذا كانت التجربة النقدية للكاتب حسن بحراوي قد رسّخت اسمه عميقا في حقل النقد الأدبي من خلال ما قدمه من أبحاث ودراسات رصينة في بابها…

انت توماسا تمسك بالرواية وتُقلِّبها كأنها قطعة آثار نادرة، فعلّقت قائلة :

قصة مثيرة.. رغم أن نهايتها بدت غريبة !
أظن أن المؤلف أراد أن يقول أن مغنيّي الروك أند رول لا يموتون..

توقفت للحظة ركّزت فيها على صورة الغلاف ثم تابعت :

أعجبني المقطع الذي قال فيه بأن الزوجان اللذان يقضيان مدة 10 أو 20 سنة مع بعضهما يصبح بإمكانهما قراءة أفكار بعضهما البعض.

جلس أسامة وهو يقول : تقصدين أنهما يفهمان بعضهما بعضا دون أن يتحدثا.

ـ ليس هذا فقط بل من الممكن أن يشعر أحدهما بإحساس الآخر..
فعندما نكون مهتمين بشخص ما، فإننا نحفظ كل ما يتعلق به من عادات وتصرفات وردود أفعال..
ما يحزنه وكيف يبدو عندما يحزن..
وما يفرحه وكيف يبدو عندما يفرح..
أو عندما يضجر..
أو يشعر بالإثارة..
أو الملل..

و أنا أحاول إيقاظها ، فتحت شفتيها بكلمات مبهمة كأنها تناجي شيئاً مفتقداً.
لم أبتعد عنها ، فكرت أن أجادلها في حديث ، لكنها صاحت في وجهي :
أي سر مقدس تحمله في قلبك يا رابي ؟
ثم قفزت من السرير ببطء ، و سارت نحو البئر مستدلة بصوت الماء الذي يهز أحشاءه و أمام حاشيته وقفت عارية ، و بعد أن دلقت دلو الماء على جسدها عادت تسأل ، و قد تناثرت جدائل شعرها عبر جيدها ووجهها اليقظان :
– أي سر تحمل في قلبك يا ربي ؟
قلت و قد أربكني سؤالها :
– لا أسرار لي .
بعد أن اغتسلت حملت الدلو كريشة التقطتها للتو ، ووضعته أمام باب الغرفة . كان ضوء الفجر يمحو أثر الظلمة بسرعة . حينما عادت كان جسدها ما زال مبتلا، كنت أنتظر أن تتفوه بكلمة ما، لكنها ظلت صامتة إلى أن أخذها نوم أول الصباح

نزلت من السيارة مرعوبا طرقت الباب فاذا بوالدة عفاف تفتحها و هى تنوح نواح الثكلى تاكدت حينها ان ما كنت على الجبين لابد ان تراه العين .

تأسرنا هذه الرواية منذ اللحظات الاولى لقرءتها حيث اختار الكاتب أن يدخلنا بقوة فى أحداثها منذ البداية
تبدأ الاحداث بجريمة قتل يحاول المحقق فك خيوطها , فينكشف اثناء ذلك الوجة الخفى لاشخاص تشابكت أقدارهم .

حنا مينا يتجه إلى الصين لينسج أحداث “المغامرة الأخيرة” هناك فوق مرتفعات الحبل العطري، وفي نواحي المعبد البوذي ترتفع أصوات الشخصيات، التي انتقاها من بلدان مختلفة، وتتدافع الأحداث التي مزجها الروائي بطابع سياسي اجتماعي إنساني، ولكنه ومهما اتسعت المساحة الروائية ومهما تنوعت المناخات التي زج الروائي بها أفكاره، إلا أنه يبقى للفعل الإنساني عند “حنّا مينه” المساحة الأرحب والمناخ الأهم.

استطاع الروائي جلول قاسمي أن ينحت اسمه في مجال السرد المغربي في الألفية الثالثة، فقد أصدر خلال العشرية الماضية أربع روايات، بدأها برواية “سيرة للعته والجنون” سنة 2002، وفي السنة الموالية 2003 أصدر روايته الثانية “سوانح الصمت والسراب”، ثم ” مدارج الهبوط” سنة 2005، وصولا إلى روايته “العابر”، موضوع الدراسة، والصادرة سنة 2009، عن دار “أفريقيا الشرق” بالدار البيضاء.

قصة البحث عن صلاح الدين وعالمه وعلاقاته ومصيره الغامض، هي التي توجّه حوادث الرواية وترسم عوالمها ومعالمها، وهي عوالم تغري بالقراءة، فهي «تنبش» لمعرفة أحوال سورية منذ مئات السنين حتى اليوم. فقصة مصير هذا الصحافيّ البارز، ومطاردة الجنرال له، هي قصة الصراع بين السلطة ومُعارضيها، ويجسّد اختفاؤه الغامض قصة اختفاء (موت) الكثير من السوريّين، سواء في السجون أو في المنافي والاغتراب. هذا من جانب، لكن قصة حياة صلاح، من جانب آخر، هي قصّة نجاحات سوريّ على غير صعيد، في التعلّم ومهنة الصحافة، كما في العشق والمغامرة.

مفارقات جميلة واحداث مشوقة ولغة بسيطة وسهلة استطاع المؤلف خالد موسى الجميلي ايجادها ضمن تحركات ابطال رواية لعنة الخابور حيث خلف وحماد وعلاقتهما بقريتهما الخابور وبين تحقيق حلم كل واحد منهما فالاول خلف الذي حاول انتهاز فرصته بان يتزوج من امراة غريبة من خارج قريته ولا تنتمي لها عسى ان يجد ضالته بهذا الاقتران وامنية البطل الثاني حماد الذي راوده وما اخبره عرافه ونبؤته المستحيلة في عقله ليختطا مسيرة العناء والهجرة الى المجهول الذي في نهاية مطافة العودة من الهروب القاتل واللجوء الى افتراضات ملأت الاحداث باحاسيس مشدودة الى تطلعات ومغزى الرواية التي صدرت عن دار الابداع للطباعة والنشر والتوزيع بطبعتها الاولى لعام 2018 وحصل على رقم ايداع لدى دار الكتب والوثائق الوطنية ببغداد بالعدد 2755 لسنة 2018 وقد اخرج الغلاف المصمم اسامة محمد صادق وتنضيدا لسولاف الحمداني واحتوى الكتاب على 221 صفحة وقد وفق الروائي على ايصال حقائق شتى بمجريات وتفاصيل روايته التي اعادت الى ذهن القاريء حكايات من زمن نقي وصافي وحقيقي بابعاده الومانسية والمكانية.

مثلاً هذه أنثى رائعة الجمال، لكنها خائفة من شيء ما، وتلك أخرى تدمر جمالها بالصراخ وخشونة الطباع، فالعصبية تقتل رقّة الأنوثة، وأخرى مهملة للغرائز، بل تتكتّم على تدفق الرائحة في ساعة مرورها.

تلك جميلة الملامح، لكن رائحة فمها تنبعث كغاز سام، حتى غدت رائحة الجسد الأنثوي تعمل ضمن جهاز لقياس شبقها أو حاجتها الماسة لأمور لا يمكن البوح فيها هنا”.

قذفته أمٌّ تعمل راقصة في سيرك، من أبٍ يعمل قبطانًا لكن لبساطٍ وليس لطائرة.. شبّ في هذه الأجواء وكبر على شغف كبير بمراقبة الآخرين…

رواية ساخرة تطرح أحداثها وأبطالها وأماكنها بقسوة الحياة نفسها وغرابتها. تدعوك لتلتقي وجهًا بوجه بمجرمين وبائعات هوى ومعتوهين وسحرة وثوّارًا ومهرجين في كرنفال يبدو أنه بدأ في زمن لا يعرف أحد متى ينتهي.

تصوير متقنٌ لمشاهد حياتية قد تبدو بسيطة للوهلة الأولى لكنك تجد فيها الحياة كلها من طموحات ورغبات ونزوات وجنون وجشع ورغبة في القتل والتحرّش.

قصة مهرّج وسائق تاكسي وجد نفسه متورّطًا بخصوصيات الآخرين فرواها بلا تردُّد. لم تجىء قط مكملةً لروايتي الكاتب السابقتين بل بنت معلمًا روائيًّا جديدًا وإن يكن راوي الحاج حاضرًا فيها بقوّة.

وقوة الرجل يا ابنتى تظهر جليا ان اراد وصال من يحب و من احب بصدق هانت عليه الاسباب ,
اما من يتخلى اول الطريق فلا يستحق ان يكون فى ذكراك حتى فلا تحزنى .

صراع نفسى تمر به بطلة الرواية حينما تقرر الانصياع لرغبات المجتمع مهملة بذلك رغباتها الشخصية مما يُلقى بها إلى نيران تُحرق ما تخفيه بداخلها، فهى منذ طفولتها تشاهد شهوانية، لا تستحى، تقوم بالفعل الفاحش فى الطريق العام، ويتقرب منها ذئب آخر فتلفظه بينما توافق على الارتباط بمن يساومها حينما تسعى للحصول على فرصة عمل تساعد بها أسرتها، وقبل أن تحصل على المقابل المادى لجسدها تفيق فإذا بها أسفل قرد يتنكر فى ثياب بشرية وتقرر الفرار لدنيا كثيرا ما كانت تحلم بها تجد هذا المجتمع الذى لا يخجل من عريه يهاجمها بمنتهى القوة ويتهمها بأبشع التهم هنا تسقط سقطة مدوية تكاد تفقدها حياتها

وقفت أمى غابريلا على مشارف البحيرة الجليدية فى كونيغسبيرغ تتامل والدها الاسير ,
راقبت حزينة المشهد الاخير من فصول حياته , كم تمنت لو انها ركضت صوبه ,
امسكت بيديه وقادته خارج المشهد لتبعده قدر الامكان عن حتفه ,
لكنها كانت مجرد طفلة صغيرة , اكتفت بالمراقبة و البكاء ,
لم تنسى والدتى تلك اللحظه الدهرية .

بهذه الخطوط المتوجسة يطرح الكتاب قضية المرأة بهمومها وشجونها ويتنقل بك بين الموضوعات كل الموضوعات التي تفيض بها السجالات، مرة بأسلوب متهكم وساخر، بل وساخط على السائد، ومرةً بأسلوب قلق من عمق الجراحات المتروكة في جسد المفاهيم الخاطئة؛ وفي حمأة كل ذلك، نلمح – بين السطور- ظلاً أنيساً وساحراً لمخلوق رائع اسمه … المرأة

من عرس الروح من ذاكرة الاوجاع الجماعية من ملايين الرسائل المغلولة بصدى الاصفاد
تتمزق الشرنقة و يتحقق العناق بين عيون الجلادين ووشم الشخصيات على اجساد الرياحين .