هذا ليس تقديماً لحسام فخر ولا لـ : حكايات أمينة ، لأن الموهبة لا تحتاج إلى التقديم ، مثلما لا يحتاجه نجم مشع ، أو نهر يتدفق. ولا تعوز الأعمال الجميلة لشق طريقها عبارات جميلة، فموهبة حسام فخر تنطق بصفائها وقدرتها، وتقيم سرداق احتفال بوجودها في حكايات أمينة.. وأنا واثق أن القارئ لن ينسى هذه الحكايات، وأن عذوبتها وانسانيتها ستبقى في روحه وعقله، لأنها إضافة حقيقية لشعور وذكاء وطموح الأدب عندنا. يكفى أن تقرأ حكاية واحدة مثل ” حكاية البغبغان ” وبعدها ستقول : عندك حق هذا كاتب فعلاً ، فى زمن انتشرت فيه كتابة ، غير كتاب. هى كتابات كتبها حسام على حد قوله : ” في العمل وفي الشارع وفي الأتوبيس ، على قصاصات ورق صغيرة ، وعلى الفوط الورقية في المطاعم . بل وعلى ظهر فاتورة تنظيف الملابس “.

تسبر الرواية أغوار عالم “الحريم” في حياة البطل، والذي تتشابك خيوطه عبر جميع العلاقات النسائية التي مرت في حياة هذا البطل، بدءا من أمه وحتى أخر حبيباته، حيث يؤرخ “الجزار” لبطله منذ أن كان طفلا يلهو في حارات القاهرة القديمة، راصدًا حسناواتها وتاريخهم السري والمعلن والذي يصطبغ معظمه بصبغة من العلاقات العاطفية والإنسانية.
ولا تغفل الرواية التطور المديني للقاهرة منذ أواخر الستينات مرورًا بالحقبة الساداتية والهجمة الوهابية على مصر انتهاءً بفترة التسعينات وما عجت به من أحداث سياسية واجتماعية، ألقت بظلالها على المجتمع المصري.

قفز على كتفي وأطبق بساقين من حديد على جنبيّ وأفشى لي السر:
لقد عشت مغامرات ومخاطرات تشيب لهولها الولدان وذلك في مدينة النحاس والله وحده يعلم كيف خرجت منها حيّاً، رأيت مالا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت، وأريد الآن أن أكتب ما رأيت، غير أني تعبان منهك ووقع اختياري عليك، سأركب كتفيك وأستعير مخك لثمانية أيام وسبع ليالي، سأخبرك بما جرى لي وأنت ستكتبه..

تحكي هذه الرواية عن سكان حي أسطوري في مدينة أمدرمان، سماه الراوي حي الزقزاق، وهم طائفة من البشر، يمتازون عن غيرهم بممارسة الزقزقة كالعصافير، وهذا ربما يرمز لتقبلهم اللامحدود للحياة، ولكن الحياة تتعكر بسبب زيدان الذي يشذ عن القاعدة ويجلب لنفسه العداوات ولحيه فقدان الأمان والراحة، وزيدان بطل الرواية الذي تعود جذوره إلى مناطق جبال النوبة شخص مثقف وله رؤاه ونظراته للأمور، وهذا ما جعله يصطدم بأناس لهم مصالحهم في إسكاته، هؤلاء يسميهم الراوي بالجماعة، وطوال الرواية لا نتبين هويتهم، فربما هم المافيا، أو أفراد ينتمون لأجهزة أمنية، وربما عصابة تريد أن تنهب المنطقة الأثرية التي تم اكتشافها في منطقة السينما المهجورة.
يتعرف زيدان على كاتبة صحفية يحكي لها عن حاله، وتنشأ بينهما علاقة حب، ترتكز الرواية في بعض فصولها على الاستفادة من هذه العلاقة وتوظيفها من الناحية الفنية.

تدور أحداث الرواية في حانة فريدة من نوعها افترضها الكاتب، تقع بالقرب من مقبرة قديمة على تخوم مدينة «باليم دو بارا» شمال البرازيل، حيث ترك بطل الرواية إبراهيم البحار سفينته وقرر البقاء في المدينة ليستقر به الحال في «حارة الفخارين» التي تقع فيها الحانة، وبذلك يبدأ رحلة ضياع جديدة، يشهد خلالها حكايات وحوارات أدرك حقيقة بعضها وغفل بعضها الآخر.. شهد أس العلّة، تساؤلات بلا أجوبة، حيرة بلا قرار، أفكار كسيحة قادت البشرية إلى التعاسة والوضاعة، شهد قصة حب مع إيماندا، صاحبة الحانة، حب من نوع نادر، هزه، هزه، حتى أزهرت قيعان عزلته التي يحملها معه أينما حل به المطاف.

إن المحنة الخفية التي لا يدركها من دخل تجربة مخيم رفحا بأنهم أبناء وطن استلهم روحا وأخلاقا ومقدساته من الماء وعلى حين غرة باغتتهم الصحراء ليقطنوها لزمن انعدمت فيه ملامح الأرقام، فصاروا فريسة التناقل بين أخلاق المال وأخلاق الصحراء، أما المحنة المعلنة والتي يعلمها الجميع هي أنهم مطرودون من ذلك الوطن مطرودون وحسب، ولكن هل كانوا يستحقون هذا الطرد والإبعاد إنها قضية سيشكل التاريخ ملامحها، للتاريخ تعرجاته وتفاعلاته مع الحياة، المهم في كل ذلك أنهم شهود المرحلة وشهدائها.

ثمة نساء لا يمكن لرجل إلا أن يعشقها أروى امرأة فاتنة تجمع أصدقاء الطفولة اوسال وشوقي ومنيف وباسل في حلبة واحدة للمنافسة على حبها إنها ( هيلين الإلياذة ) التي قامت حرب طرواده من أجلها، لكن الحرب الطاحنة بين أصدقاء الأمس تتفجر هنا بتأمر قاتل أصم دون ضجيج، اوسان يقع في غرام أروى التي تزوجت من منيف، وباسل يحاول الدخول على الخط والإيقاع بين الثلاثه الأخرين، فيما يظل شوقي عاشقا سريا لا يتزحزح، المرأة المشتهاة التي لا يستأثر بها أحد من الأ صدقاء تبقى ذلك أسيرة أخيها رضوان الذي تتنفس حبه مع كل نسمة.
بين العشق المركب والحب الأخوي الغامض جدا تتأرجح نوازع أروى وشهوتها تمتلك عشاقها وتأسرهم وتحبهم وتحتقرهم جميعا.

ملح الأرض ليس بالضرورة أن تكون المواجهة دائما بالسلاح فقد يكون حامل السلاح لصا أو قاطع طريق، ويكون صاحب الفكر والكلمة ثائرا بدون أن يتعاطى مع السلاح
(وهل تضنينا أنه إذا تغيرا وضع طرابلس سيسلم البلد ؟ المدينه الحضارية ستبقى المؤشر لوضع الوطن وأحواله ).

هذه الرواية توضح أن حالات الفقر الشديد يمكن الخروج منها في العمل والإرادة والجهد والإنتاج، وأن الشخص الذي نشأ في بيئة فقيرة ليس محكوم عليه أن يظل فقيرا طوال عمره، وكذلك الشعوب يمكنها الخروج من حالات الفقر والتخلف والعوز إذا صدقت النيات.

وداعا أيتها السماء كانت رياح الخماسين لا تزال واضحة عند الأفق وتحجب قرص الشمس خلفها غطت العاصفه قريتنا لليوم الثاني على التوالي بالرمال، كل شي بدا مهزوما فانيا مقبورا كان جوا أسطوليا يتوافق مع مشاعره ويليق يوم الوداع، ولكن لا شييء ولا أحد يشعر بالخوف والغضب اللذين تملكاني وأنا أبدأ أول خطوات طريقي إلى المجهول، سارت السيارة ببطئ وراحت تبعدني تدريجييا عن مسقط رأسي في مقبرة أحزاني مرقت على حقل الموز الذي كنت أزوره أيام مراهقتي ومررت على النيل.

تحكي هذه الرواية عن واقع الأسر المصرية في الشارع المصري البسيط، وكيف أن مسعود ذو الخمسين سنة يعمل عامل فى مقهى عام وبسيط أيضا كيف يعول أسرته المكونة من خمسة أبناء ووالدتهم، ويحكي لنا كيف تنقل من عمل إلى عمل وكيف كان يملأ بيته من كل أصناف الطعام فى السابق إلى أن تدهور به الحال ووصل إلى حالة من الفقر والبؤس حتى أصبح بيته خاليا حتى من بعض الأرغفة التي يقيت منها أطفاله، كي يكف عن واعضة ويسرع في الإجراءات كانت سهام قد قاطعت بابتسامة رائعة ليس هناك داعم ثم أردفت الطلاق أفضل لكلينا، قالت الجملة الأخيرة برقة شديدة مصحوبة بأجمل ابتسامة رأيتها في حياتي لدرجة وددت لو أنها أعادت جملتها مرة أخرا وتماديت في مشاعري حتى نهايتها، وتمنيت لو أبقى حتى نهاية عمري مع امرأة يمكنها النطق بهذه الجملة.

تحكي هذه الرواية قصة الحب والحرية في منعطفات الحياة القصيرة التي نحياها على كوكبنا المفعم بالاضطراب، سالم يبحث عن الاستقرار وزكي عن الخلاص وزينب ومالك عن السلام، من يفلح منهم ومن يخفق في جروف الخطر وحافات التهديد، من يحالفه الحظ في الإفلات من قبضة عالم محكوم بسلطات جعلت الانسان سجينا لا يفكر إلا في الهرب من قدره، وما حكاية كريستينا التي تظهر أثناء ذلك ؟ ( شوارع العالم ) رواية المصير الانساني عبر رحلة تكتنفها الأسئلة والتحولات.

يقولون بأن الغريق يتمسك بالقشة ها أنا اليوم أتمسك بالأوهام والأكاذيب، أتمسك بالسحر والشعوذة بالدجل والخرافة، يا لهذه الأقدار التي تحملنا على أن نفعل أمورا لم نكن نرضى عنها أو حتى نؤمن بها، لعلها طبيعة الانسان في وقت الحاجة ووقت المحنة ….

هل هي رواية ؟ هل هي خواطر ؟ مذكرات ؟ لايهم (( سمها ما شئت )) يقول المؤلف مخاطبا قارئه قبل أن يستدرك….
(( هو كتاب عن الناس في أحداث لبنان )).
ولناس جبران مسعود حكايات عادية مألوفة في يوميات النار والدم لكنها خارقة ببطولاتها الصامتة، حكايات عن ناس يناضلون للعيش بكرامة على هامش الحروب التي تنهش الوطن ويؤمنون بالوحدة بالرغم من التشرذمة بين أيادي الطوائف والأحزاب، منهم أستاذ لا يزال يتقن الفرح عند رؤية شعار ولو أنه من شعارات الحرب مكتوب على أحد جدران المدينة بلغة عربية صحيحة، أستاذ يرفض الهجره والالتحاق بأبنائه في الخارج بالرغم من لوعة ابتعاد عنهم مفضلا الموت بين كتبه، ومنهم أيضا الصبية اليتيمة المثابرة مريم، والجنوبي المجتهد علي اللذان تجمعهما قصة تجاوزت اختلاف الطوائف ووجدت ملاذها عالم جديد يعد بغد خالص من شوائب المتاريس والمحرمات، بين دفتي الكتاب تتلاقى مصائر كثيرة وتسرد حكايات كثيرة عن ناس لفظتهم دوامات العنف التي تفتك بالوطن فيلفهم (( أنين الغضب )).

نستطيع تصنيف رواية ابن الانسان على أنها رواية تكاد تخرج من القاع النفسي والعقل الفلسفي لمؤلفها، لتصنف ذاتها ضمن الروايات ذات الموضوع الانساني وبأسلوب مغاير للسرد المتعارف عليه حيث يكون فيها البطل هو السارد، بينما في رواية ابن الانسان تتجلى شخصية البطل عبر مجموعة من الشهادات والأوراق والتنقيب، الذي تقوم به الباحثة لتكون انطباعا خاصا عنه وتختلط حياتها بحياته ولتنقل ما توصلت اليه إلى القراء …

تدور أحداث الرواية في مدينة دبي والتي عاشت فيها الكاتبة حوالي عشر سنوات، حيث تروي قصة أربع نساء من مختلف البلدان العربية بما فيها مصر، وتأثير المكان عليهن وما أحدثه من تغييرات في حياتهن بين الواقع الذي أتين به من بلدانهم والتجربة الجديدة التي يعشنها في دبي، المدينة التي تهدي إليها أمنية طلعت روايتها واصفة إياها بالمدينة الفاضلة.