تكشف الرواية عن علاقة انسانية تربط بين رجل وامرأة عن بانوراما مجتمعية أكبر، حيث يتضافر الخاص مع العام على نحو مذهل ليتبين موضع الخلل السائد وتفصح الحياة عن نفسها، إذ تستنطق نماذج اجتماعية عديدة ومتنوعة قابلة للانسحاب على مجموع اجتماعي أكبر وأوسع.

تكشف الرواية عن التحولات الإنسانية في عالمنا والتي باتت تسود كل مناحي الحياة، ضمن زمن منفلت يصعب الإمساك به وعبر آليات هائلة معقدة من الزيف والكذب والتدليس، ويتم ذلك كله دون مصدات مقاومة ومواجهة واعية باللحظة الراهنة وانقلاباتها.

إن رد الاعتبار إلى المهمشين عموما والمرأة خصوصا واستدعائهم إلى دوائر الرؤية الأدبية هو المستهدف من هذا المشروع الروائي للكاتبة، عبر كم من الروايات التي يمكن أن يسمى التاريخ منها خصوصا بروايات المعرفة التي تؤسس لمعرفة تاريخية جديدة تعارض المرجعيات الثابتة مما يعيد ترتيب الأولويات التاريخية.

كونك امرأة ،،،
عليك تحمل أوجاع الحياة والجزء الأكبر من اخطاء البشر!
وإياك أن تقفي في وجه نفسك
وان تصرخي وتقفزي
اختصري الحياة
أنت مسيرة لا مخيرة!
كوني حذرة جدا ألا تقعي في الخطأ
وإن وقعت
فعليك السلام!

كنت لا أستطيع الربط بين ثراء الرجل وثوار الجبل لكن في اليوم التالي ونحن نخوض في حوار متشعب حول كردستان والثورة الكردية أراني صورا تعود إلى الستينات يظهر فيها فتيا بملابس البشمركة بصحبة ملا مصطفى البرزاني وجلال الطالباني وصورا كثيرة مع جموع من المقاتلين ببنادقهم البرنو والسمينوف القديمة وقاماتهم الناحلة.

أنا مواطن عربي مصري الجنسية وإن كان لابد من أن أذكر ديانتي فأنا مسلم لكن أبي مسيحي وأبوه فرعوني أما جدي الأكبر فكان يدين بالكون العظيم، هكذا استهل سعيد سالم روايته التي يحكي فيها البطل حكايته منذ بدء الخليقة مرورا بيوم مولده ويوم خروجه مكرها مقهورا من مصر ويوم عودته إليها بعد عشرين عاما وانتهاء بما حدث بعد وفاته بعدة سنوات…

لون شيق من القص اعتمد البطل أو الحادثة محورا لإبداع مشاهده أو متوالياته لينطلق إلى عالم قصصي ثري بالتضاريس النفسية والاجتماعية، عمل فني جذاب يأخذ قارئه من أول سطر ويتجول به بين أحياء وأبنية وأحداث أقرب إلى الوقائع المعاشة.

ما يشبه ذلك بأنه الكمال المطلق والسمع المطلق والبصر المطلق والعقل المطلق المهيمن على كل شيء، فغضبت عليه الآلهة وأردته حتفه فما الآلهة الحاكمة المستبدة إلا فساق عرابيد، صابات من اللصوص الجبابرة لا أمانة لهم ولا فضيلة ولا شرف.

كداب ابن كلب…بور سعيدي…أنا عارفكم… قالها عبد المأمون وهو يرتجف من الغضب وأغلق باب الفصل خلفه، العيال وراء الشبابيك تبص وتشوف علي بن السيد عطية بينضرب كما لم ينضرب من قبل ومن مين..من حيوان…طور واقف يهز طوله على ولد مفعوص وحين انتهيا مني كنت قد أصبحت رمادا…

كل مكان في العالم مهما اتسع يمكن أن يكون سجنا أي بقعة ولو كانت فردوسا مفقودا تكون حبسا إذا أحاط بك الحراس أو حتى حارس واحد ومنعك من ممارسة حريتك، ليس من الضروري أن تكون حرية متيقنة يكفي أن تكون محتملة أو أن تكون على وشك ممارستها إن شئت.

لم يزبط معه شيء كل مراهناته الخاصة والعامة تقود إلى مستنقع يأس وإحباط، لأول مرة يصغي عزرائيل ويمتثل لنداء ذلك الرجل الصالح، ولقد أرادها الله في توقيت خارق الله يأمر وأبوك ينادي وعزرائيل ينتبه، هل تتكرر سيرة أبيك فيك؟!

نتابع في دار الجيش أولئك الأبطال الذين نعرفهم عبد الفتاح الأصفر ومحمود الشيص وأبو ليلى ويوسف أبو نصرة وأبو سمكة والمهندس وخلافهم.
نعرفهم جميعا فهم منا دون استثناء، هؤلاء الأبطال يتابعهم زياد عبد الفتاح ويلاحقهم بطريقته العميقة الهادئة، يتأملهم بسخريته العجيبة والمرارة التي تسبب نشاف الريق وبقدر كبير من الفرح الداخلي الذي يضيء ساطعا لاقادما من منابع عميقة.

في البدايات بدا تأسيس وكالة للأنباء أمرا صعبا ولايصدق لأول مرة وكالة أنباء للثورة وليست للدولة، ليست استثمارا فرديا أو استثمارا مؤسسيا. وفي البدايات أيضا كان القرار مفاجئا ومربكا كيف نبدأ؟ ومن أين؟ ليست هناك إمكانات تقنية ولا موارد بشرية.
كان الذين يبدؤون يكادون من نقطة الصفر وكان الحصول على كوادر مدربة وقادرة أمرا عسيرا فالثورة لم تكن جاذبة إلا لأولئك الحالمين المغامرين الذين أرواحهم على أكفهم.

جميلٌ أن يمتشقَ المرءُ قدميه، وأن يصافحَ الحياةَ بوجه طلقٍ متسلّحاً بالإيمان والصبر، بعيداً عن العذاب الملتهب الذي يحمله المغتربون في ذاكرتهم.
وجميلٌ أيضاً، أن نجعلَ الآخرين يغتسلون بطهر البياض والنقاء، وأن ندرّبهم على اصطياد لحظات البراءة والحبّ، وأن نؤكد لهم أن القلوب إذا لم تتمسّكْ بالإيمان تخدعُ أصحابَها وكذلك العقول…
والأكثر جمالاً أن نجعل الآخرين يتحلّون بأخلاق الياسمين، وأن نحملهم خارج أسوار الأيام المسكونة بالانتظار والقلق، من دون أن ينهزموا أمام الزمن وجسامة الأحداث…
هذا ما هدف إليه طلعت العبدالله في عذاب ذاكرته، وما احتفظ به من أسرار وأحداث في خزانة اغترابه، ليؤكد لنا أننا قادرون بإيماننا أن نمنحَ الآخرين فرصة المصالحة مع الحياة، وأن نضيءَ أمامهم الدرب من أجل أن يتولّوا ولادة أنفسهم من جديد، خصوصاً، عندما يخالفُ الواقعُ الزائفُ والبرّاقُ الحساباتِ المفترضة…

يوضح الكتاب فنا جديدا قديما و لكن بشكل جديد.
و ينظم طه حسن فيه 150 مقطوعة من هذا الفن و لكن نثرا وليس كما جرت العادة شعرا.
و تتنوع المقطوعات مابين الحكم و المواعظ و الدعوة إلى الخير و مجرد النثر.
كما تتنوع بين الصعوبة على الفهم و السهولة.
و يبقى الكاتب مبدعا و القارئ حكما!.

عندما يجتمع الحب والحرب في زمان واحد ومكان واحد، ماذا يكون حال العاشقين، في هذه الرواية “مشهد البحر” للأستاذ طراد حمادة من لبنان، صورتان، صورة الحرب، وصورة الحب، فكيف تجتمع الصورتان معاً، فالحب دائماً عشقٌ للحياة، فهل تكون الحرب دافعاً للبقاء أم خوفاً من الموت؟
عبّر الكاتب من خلال شخصيات الرواية عما حدث أثناء الحرب الإسرائيلية على لبنان، وكيف أن إرادة الحياة كانت أقوى من كل شيء، جسدها الكاتب من خلال شخصية سعيد وتجربته في الحب وفي النضال معاً يقول: “لقد غيرت فيه الحرب ما غيرت، وهذا هو الحب يكمل عملية التغيير في خطوات واثقة وصريحة، ولذلك نظرت إلى تجربته الجديدة بعين السرور والرضا”.