رواية لليافعين يخوض بطلها مجموعة من المغامرات العجيبة متنقلا عبر الأمكنة والأزمنة، معتمدا على ساعته العجيبة. أثناء هذه المغامرات يتعرف إلى شخصيات أسطورية مختلفة تجمعه بها أحداث وحكايات. فهو في رحلته الأولى رفيق لفارس البحار يجتاز معه نهر دجلة بحثا عن حكيم الزمان, بغرض الحصول على المرهم السحري اللازم لعلاج والده المريض. وهو رفيق للحاكم شهاب في مغامرته الثانية التي تقوده إلى واخة الساحر الأكبر. فيستعيدان الأميرة شمس النهار، ويسترجعان القلادة العجيبة. تترابط المغامرات، وتتواتر أحداثها، وفي كل محطة منها يتفطن الصبي إلى أهمية المجهود الإنساني لإحداث التغيير المأمول.

أحسست بالحزن العظيم الذي يسكن أبي، وتساءلت داخلي: لو كانت ظروف أبي مختلفة، ترى كيف سيكون؟ ربما كان سيبتسم، بل لعله سيضحك ويقهقه، أظنه كان سيمازحنا ويتحدث معنا بل سيأخذنا في رحلات. لو لم يكن أبي غزاويا! فكرت بأسي، وعندما خجلت من فكرتي، عدلت أمنيتي؛ لو كنا نعيش في غزة! تذكرت القصف والحصار الذي يتحدثون عنه يوميا في الأخبار، فأحدثت تعديلا أخيرا.. لو أن غزة بلا قصف ولا حصار!

تقع رواية (جبل الخرافات) بين عالمين، يشتبك الزمن الحاضر ع الزمن الماضي ويشتد التداخل بين العالمين حين يرفض جيل صغير متمرد الانصياع لمعلميه في المدرسة بحجة أنهم جيل قديم بأفكاره، فهل ينجح في النهاية المعلم في ترويض الطلاب المتمردين وإرشادهم أم يظل الصراع باقيا؟

يحكى نصر سامي في هذه الرواية قصة تاجر مغرم بالحكايات، يسمعها، ويرويها، إلى أن يصبح قادا على العيش فيها. لكنه في إحدى المارت يفقد جسده البشري بشكل تام، وتعجزه الحيلة مثل سابق أيامه، فيعجز عن استعادة هيئته البشرية، ويطول به ذلك الأمر. ويظل سجينا في جسد آخر. وهكذا يعود إلى سابق حياته، محاولا أن يستعيد بشريته المسلوبة. ولا يستسلم لواقعه الجديد، بل ينقلنا معه في رحلة البحث عن ذاته إلى بلدته وأهله.

يتناول هذا الكتاب أحد أهم التجارب في الرواية العربية، ونقصد تجربة إبراهيم نصرالله، الذي بسبب ما يمتلك مما تسمى (ثقافة العين)، استطاع كتابة رواية مقروءة ومرئية ومسموعة في الوقت ذاته. رواية تحتم على القارئ وجوب تشغيل عينيه، وتوجيه أذنيه نحو الأصوات التي سيسمعها، وكذلك وجوب إيقاظ مخياله لرؤية المشهد بأكمله.

إن الرواية حين تتجه إلى التصوف، فإنها لن تقدم ـ فقط ـ عالما سرديا تجريبيا يشد الملتقي إلى تفاصيله، لكنها تمثل مقاربة للكينونة الإنسانية، والبحث عن لروحي في حياة الإنسان في زمن تطغى فيه المادة على الروح، وتتغول في تفاصيل حياتنا. كما أنها تسهم في رأب التصدعات في جسسد الأمة من خلال الانتماء إلى عالم الروح. إنه رهان جمالي ورؤيوي في الكتابة الروائية، ومحاولة جادة لتصويف السرد، أو تسريد التصوف أخذت تتشكل لتط نسقا من أنساق الكتابة الروائية.

هذه المقاربة النقدية قراءة معرفية للنتاج النقدي العربي الحديث الذي عمل على جعل تحليل الرواية ونقدها أساسا له. ولكن في مرحلة مميزة من تأريخ النقدية العربية. إنها مرحلة ما بعد الحداثة وبرؤية سوسيولوجية متطورة تطور النظرية النقدية نفسها. من هنا تعلقت الأسئلة والافتراضات جميعا (هل؟ كيف؟ لماذا؟) في محاولات معرفة آلية العلاقة بين المناهج ما بعد الحديثة والمنهج السوسيولوجي.

(مقابات في الرواية العربية) مشروع نقدي مفتوح يتتبع حراك المنجز العربي السردي الراهن بكل تيماته، ويقف على تحولاته، وخصوصا وأن الرواية العربية أصبحت محمولا اجتماعيا تنطق في أغلب تجاربها من المجتمع، وتنقل الكثير من تفاعلاته، فهي بمثابة الصوت الآخر الاجتماعي.

يتناول هذا الكتاب بالوصف والتحليل نصوصا سردية لعدد من الروائيين العرب من زاوية مصطلحات حديثة مثل التخييل والمتخيل والتخييل الذاتي والتشخيص والهوية السردية، وغيرها، باعتبارها آليات للإنتاج وبناء الدلالة. ومن ثم، فقد سعت المقاربة النظرية لهذه المصطلحات، وأخرى متصلة بالمقارنة والتأويل، إلى محاولة ضبط أسسها النظرية وأبعادها الإجرائية والتطبيقية بصفات أدوات منتجة في التحليل.