تخطي التنقل

لقد تم فتح باب الترشح في مسابقة كتارا للرواية والفن التشكيلي.

الفائزون في «كتارا للرواية»… جمعهم الهم الإنساني وفرقتهم الأشكال الفنية

الفائزون في «كتارا للرواية»… جمعهم الهم الإنساني وفرقتهم الأشكال الفنية

أعرب الفائزون في جائزة «كتارا للرواية العربية» عن بالغ سعادتهم بها، حتى أن أكثرهم لم يكن يتوقع فوزه وسط الأعداد الكبيرة التي تقدمت للمسابقة ، «القدس العربي» استطلعت آراء بعضهم الذين تحدثوا عن مضامين نصوصهم التي كانت تلتقي في الهم الإنساني وتبتعد في الشكل الفني.

واسيني: الجائزة تفتح قوسا والكاتب يغلقه

الروائي الجزائري واسيني الأعرج بدأ حديثه، أحب أن أعبر عن سعادتي لهذا المنجز جائزة «كتارا للرواية العربية» وهي مكسب كبير للرواية. والدورة الأولى ناجحة بامتياز، وسعيد بالجائزة وهي إضافة نوعية للجوائز العربية وأوسعها حتى أعطت فرصة للمخطوطة مجالا لتقديمها والاهتمام بها .
وأضاف واسيني، هناك شيء مفرح في هذه الجائزة وهي ترجمة الأعمال المنشورة إلى خمس لغات، وهذا يمنحها فرصة للتنقل في فضاءات أخرى، وأي جائزة كيفما كانت هي حتما لحظة مهمة، ولكن هذه اللحظة تنتهي بسرعة ليعود الكاتب لعالمه الأساسي وهو الكتابة، مع الإيمان بأننا لسنا الأفضل كفائزين، ولكن نصوصنا كان لها حظ أن تلتقي مع ناقد قارئ يملك ذائقة وحساسيات مقاربة من نصوصنا الروائية، لهذا تعتبر أي جائزة هي قوس تفتحه اللجنة ويغلقه الكاتب بسرعة ليعود لمهنته الكتابة. وعن عمله الفائز «مملكة الفراشة «قال واسيني الأعرج: «مملكة الفراشة هي رواية طبعت العديد من المرات، ووصلت في ظرف سنة ونصف السة إلى 15 طبعة، وفي أول انطلاقة لها سافرت إلى فلسطين ووضعت ريعها لصالح الأسرى من الكتاب الفلسطينيين، ومن خلال ما حققناه من ريع استطعنا طباعة أكثر من خمسة نصوص لهؤلاء الأسرى، واشعر بسعادة فائقة لهذا الفعل، لأنني أؤمن بأن الكتابة هي سخاء داخلي على المستوى الإنساني».
وعن تفاصيل عمله الفائز ذكر: الرواية تتناول وضعية الإنسان العربي بعد حروبه، وكيف تنشأ الأمراض داخل الحروب التقليدية والأهلية، وأيضا الحروب الصامتة التي لا يتحدث عنها أحد، و»مملكة الفراشات» تتناول اللحظة التي تتوقف الحرب الاأهلية لتبدأ حرب صامتة، بدون إعلان، وكل الشخصيات تعيش الأزمة، إما كذاكرة أو حضور/ وارجع استقبالها الجيد كرواية لأنها تحدثت بصراحة عن هذا العالم الخفي، ليس بخطاب تقريري مباشر اجتماعي، أو سياسي، ولكن بقراءة أدبية، مستعينة بكل الوسائط الفنية التي ترفع من قيمة النص وتخرجه من دائرة السياسي الايديولوجي المباشر.
وحول تحويل روايته «مملكة الفراشة» إلى عمل درامي قال واسيني: بخصوص المعالجة الدرامية للرواية وهل يمكن أن اسمح بتغيير بعض الأحداث للضرورة الدرامية، أن هناك الكثير من الروايات العظيمة التي نزلت بسبب الدراما، وأخرى بسيطة رفعتها الدراما، لأن السر في النهاية يكمن في المخرج الذي يتولى تقديم هذا العمل، مؤكدا أن الكاتب عليه أن يقبل بأن المخرج صاحب كيان مستقل ونظرة فنية لأي عمل أدبي، ولكن من دون الإضرار بالنص أو روحه، علما أنه يحبذ أن يكون هناك حوار بين كل من الكاتب والمخرج حتى تخرج الرواية من صورتها الكتابية إلى الصور المتحركة أكثر إشعاعا وتنظيما.

منيرة سوار: عن العنصرية اللونية والاختلاف

بدورها، قالت الروائية البحرينية منيرة سوار الفائزة في صنف الرواية المنشورة عن روايتها «جارية»، أنها لم تكن تتوقع الفوز، وهذا ليس تقليلا من شأن ما كتبته ولكن بالنظر إلى الآلية التي تم اعتمادها من طرف لجنة الجائزة، ودخول 700 عمل منافس، كما أنها كانت تخشى أن يتوه عملها وسط كم الأعمال الكثيرة التي تم التوصل بها، أو يتم اختيار أسماء تسبقها شهرتها، ولكنها تشعر بالفخر لكونها فازت وكذا لكونها الخليجية الوحيدة التي توجد في قائمة الفائزين العشرة، وهو ما يحملها المزيد من المسؤولية، خاصة أن «جارية» وإن كانت تعد روايتها الثالثة في مسارها ككاتبة، إلا أنها وبعد هذه الجائزة أصبحت تنظر للكتابة بجدية أكبر، كون جائزة «كتارا»تعد حافزا أكبر لها من أجل تقديم ما هو أفضل وأجود.
وحول «جارية» قالت منيرة سوار: تتناول الرواية عقدة الاختلاف والعنصرية اللونية إلى أي مدي يؤثر فينا نفسيا وإنسانيا، من خلال بطلة الرواية سوداء البشرة.

إبراهيم عبدالمجيد: ليتحول حديث العالم عن الإرهاب إلى الأدب

وبدأ الروائي إبراهيم عبدالمجيد من مصر الفائز أيضا في صنف الرواية المنشورة عن روايته «أداجيو» بخفة ظله المعهودة: سعيد بالجائزة والجوائز كالزواج قسمة ونصيب. وأضاف إبراهيم : أن الجائزة تتميز بالعدد الكبير من الفائزين، وهذا أمر غير مسبوق، وكذا لكونها تفتح أمام الروايات الفائزة آفاق ترجمتها إلى عدة لغات عالمية ستكون بدون شك بوابة للوصول إلى العالمية وإلى جمهور أوسع، ليتحول الحديث عن الإرهاب إلى الإبداع والأدب وهذا ما يبقى ويدوم، فنحن لا نعرف من الاستعمار الإنكليزي والفرنسي سياسيها، ولكن نعرف مبدعيها، ونجيب محفوظ لفت أنظار العالم لمصر في فوزه بنوبل وترجمة أعماله، فضلا عن أن الجائزة تفتح المجال أمام أي روائي لكي يعانق طموح تحويل روايته إلى عمل سينمائي أو درامي.
وعن «أداجيو»عمله الفائز ذكر عبدالمجيد: اعتبرها رواية موسيقية، هي قصة حب في زمن الخراب، الاحتضار وانتظار الموت وتسجل لحظة الفراق، من خلال زوجة مريضة بالسرطان، وبيت يتشقق وطوال مرضها يبقى زوجها الموسيقي بجانبها يفعل كل ما تحبه يعزف لها وينسق الحديقة وينزل إلى المقهى القريب من البيت لتنقل الرواية ماذا يحدث في الشارع من حوادث العصابات وسرقة البلد، وفي نهاية الرواية ينهار البيت مع خروج روح الحبيبة.

ميسلون هادي: عقود من تاريخ العراق

أما الروائية العراقية ميسلون هادي الفائزة في صنف الروايات غير المنشورة عن روايتها «العرش والجدول» فتحدثت عن مضامين هذه الرواية التي قالت إنها تعالج من خلالها ثلاثة عقود من تاريخ العراق الحديث ما بين 1977 و2007، من خلال قصة حب بين فتاة تنتمي لتيار سياسي وشاب ينتمي إلى عائلة مناوئة للحكم القائم حيث تسقط كل الأحداث التي عرفها العراق على هذه العلاقة من خلال التقلبات والصراعات.

عبدالجليل الوازني: امتداد لرواية سابقة

أما الروائي المغربي عبدالجليل الوازني التهامي الفائز عن فئة الرواية غير المنشورة برواية «امرأة في الظل» فقال إن روايته تعد امتدادا في أحداثها لرواية سابقة أضاع في نهايتها امرأة وأراد إعادتها إلى الساحة، من خلال هذه الرواية، في شخص «زينب» التي تطغى بشخصيتها على كل أحداث الرواية، منوهاا في السياق ذاته باختيار الرواية من طرف «كتارا» مما يفتح أمامه أبواب العالمية، خاصة أنه قادم من تطوان إحدى مدن شمال المغرب، حيث ستفتح الجائزة أمامه باب وصول أعماله إلى كل العرب.

أمير تاج السر: اللغة الشعرية ما يميز 366

واعرب الروائي السوداني أمير تاج السر الفائز عن فئة الراوية المنشورة براوية «366» عن سعادته بالفوز، وأنه لم يتوقعه بسبب اختلاف أذواق لجنة التحكيم وقال: إن جائزة «كتارا» تعد الأكبر بالنسبة له، مشيرا إلى أنه ومنذ أن بدأ الكتابة لم ينجذب يوما إلى عالم الجوائز أو التنافس حولها، حيث أن مشاركته في جائزة «كتارا»هي الأولى له بعد مشاركته في البوكر العربية، ولكنها تعد الأهم. مشيرا إلى أن الدورة المقبلة ستكون ذات زخم أكبر.
وأضاف تاج السر، أن أسلوبه الخاص الذي يكتب به والغني باللغة الشعرية هو الذي ميّز روايته ودفع لجنة التحكيم لاختيارها، من ضمن الروايات الفائزة، مؤكداً أن مهرجان «كتارا للرواية العربية يقدم للإبداع والمبدعين العرب دعماً للتقدم بالرواية والأدب العربي

جلال برجس:عشق يواجه التطرف الديني

وقال الروائي الأردني جلال برجس الفائز في صنف الروايات غير المنشورة عن رواية «أفاعي النار ـ حكاية العاشق علي بن محمود القصاد»، إنه لم يكتب روايته من أجل الجائزة، بل إنها كانت جاهزة للطبع في إحدى دور النشر، حيث يرجع الفضل في مشاركته بالجائزة إلى ابنه الذي أخبره بوجود إعلان لجائزة «كتارا»في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قرر المشاركة فيها ليعبر عن سعادته بأن يكون أحد الفائزين في دورتها الأولى، لكونها تختصر على الكتاب عشر سنوات من أعمارهم لأنها الجائزة الوحيدة التي تتوج 10 روائيين دفعه واحدة، فضلا عن أنها تتمتع بالسرية والموضوعية وتحترم المبدع العربي.
واوضح برجس، أن روايته تتحدّث عن محورين هما: «التطرف الديني»و»التطرف الإجتماعي»والعلاقة القائمة بينها ضمن قالب حكائي عناصره شخصيات تحلم بالحياة.

سامح الجباس

أما الروائي المصري سامج الجباس الذي فاز بجائزة الدراما لفئة الرواية غير المنشورة عن رواية «حبل قديم وعقدة مشدودة» فأشار إلى أن روايته كانت حلما وفوجئ بفوزها والاستعداد لتحويلها إلى عمل درامي، خاصة أنها أول مرة يتم فيه تتويجه بإحدى الجوائز بعيدا عن مصر، وكان الأمر مفاجأة وضربا من الخيال لم أصدقه . وكشف الجباس عن روايته التي تدخل في قالب اجتماعي، أن ما يميز الرواية وجود عدد كبير من الأبطال وليس بطلا واحدا، كالأعمال الدرامية العربية المعتادة، وهذا ما سيجعلها بعيدة عن الاستنساخ وقريبة جداً من الواقع العربي، مؤكداً أن طريقة الكتابة والسرد في روايته صنعت بطريقة مختلفة ستكون مفاجئة.