تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح في الدورة العاشرة.

ماهر مهران

الإسم الكامل: ماهر مهران

المعلومات الشخصية:

الاسم الكامل: ماهر مهران بخيت أبوزيد
مكان الولادة وتاريخها: أسيوط في 28 ـ 3 ـ 1968
الجنسية: مصري

السيرة الحياتية:

ماهرمهران معلم خبير لغة عربية بالتربية والتعليم ومؤلف باتحاد الإذاعة والتليفزيون كتب الشعر وأصدر 10 دواوين شعرية وكتب الرواية وأصدر 4 روايات أحداهن بدار الساقي ببيروت كتب 15 مسلسلا إذاعيا للإذاعة المصرية كتب العديد من سيناريوهات المسلسلات التليفزيونية قيد التنفيذ أجريت معه العديد من اللقاءات التليفزيونية كتبت عنه كبريات الصحف والمجلات فاز ببعض الجوائز المصرية

النتاج الروائي:

1ــ قاو أسطورة الدم 2ــ بنات قبلي 3ــ عشى ليلي 4ــ كرة النار

النتاجات الأخرى:

صدرت له 10 دواوين شعرية الف 16 مسلسلا إذاعيا له العديد من المسلسلات التليفزيونية قيد التنفيذ

نقد ودراسات عن الروائي:

نقد ودراسات عن الروائي: 1ــ هذه دراسة كتبها الناقد سلمان زين الدين عن رواية عشى ليلي ونشرت بالحياة اللندنية آليات صعود السلطة وانهيارها في «عشى ليلي» سلمان زين الدين «عشى ليلي» للكاتب المصري ماهر مهران (دار الساقي) هو الكتاب السادس عشر له بعد تسع مجموعات شعرية، وأربعة أعمال درامية، وروايتين اثنتين، أصدرها خلال ستة عشر عاماً. و «العشى الليلي»، بالمعنى الحقيقي، هو ضعف القدرة على الرؤية والتمييز بين الألوان ليلاً. وبالمعنى المجازي، هو ضعف القدرة على اتخاذ المواقف السياسية المناسبة، ما يؤدي إلى نتائج وخيمة. والمعنيان كلاهما موجود في الرواية، ولكل منهما نتائجه المباشرة. تتناول الرواية علاقات الصراع على النفوذ والسلطة في قرية مصرية، خلال السنة التي أعقبت ثورة يناير 2011، وهو صراع محلي يشكّل صورة مصغّرة عن الصراع الأكبر، يختلط فيه العائلي بالسياسي، والمحلي بالوطني، ويتمظهر في تمظهرات مختلفة تتراوح بين الصدام المباشر والانتخابات النيابية والرئاسية، وتُستخدم فيه شتى الأسلحة، المشروعة وغير المشروعة، وينجلي عن صعود عائلات وانهيار أخرى، ويؤدي إلى نتائج خطيرة. الفضاء الروائي الذي ترصده الرواية هو فضاء ريفي- زراعي- قَبَلي- شعبي. تتأثر فيه علاقات السيطرة والقوة بمراكز القوى المحلية المتوارَثة وبالتحولات الوطنية الكبرى، فثمة تصادٍ بين المحلي والوطني، وتلعب الخيارات الفردية دورها في مسار الأحداث، فربّ خطأ فردي في الحسابات تترتّب عليه نتائج جماعية. يصطنع ماهر مهران في روايته راوياً عليماً واحداً. يشهد على الأحداث ويرويها من دون المشاركة فيها، فيُمسك بخيطين سرديّين طويلين: أحدهما فردي، يتعلّق بحكاية حميد رزق السقّا، الرجل الستيني المصاب بعشى ليلي، وعلاقته بزوجته سنية، وما تؤول إليه. والثاني جماعي، يتعلّق بالصراع على زعامة القرية بين عائلة أبو الشامات التي تتوارث الزعامة أبًا عن جد، ومعارضيها من العائلات الأخرى مستفيدةً من التحولات التي أعقبت ثورة يناير 2011، وما يؤول إليه. والخيطان يتوازيان، ويتواشجان، وينتظمان في جدلية الظهور والاختفاء. وتكتنفهما خيوط أخرى قصيرة. والرواية هي هذا التواشج بين الخيوط المختلفة، طويلها وقصيرها. في الخيط السردي الأول، نتلمّس حياة الهامشيين المهمّشين الذين لا يشكّلون جزءاً من الصراع على النفوذ. ومع هذا، هم ضحاياه. هذه الشريحة الاجتماعية تتمظهر في الرواية من خلال السقّاء المتسوّل حميد رزق وزوجته سنية اللذين يتألّب عليهما حكم القدر وعبث الناس ما يؤدي إلى موت الزوجة على أبواب الفساد الطبي، وخروج الزوج عن طوره في وقفة احتجاج على ظلم القدر والناس. فحميد الستيني الذي يكدح في سقاية أهل القرية في مناسباتهم وأعمالهم مقابل التصدّق عليه بما ملكت أيمانهم، وينغّص علاقته بسنية عدم وجود ولد في حياتهما، تفاجئه زوجته بخبر حملها مستندةً إلى ارتفاع بطنها عن مستواها الطبيعي. وحين يقوم بعرضها على طبيب فاسد يؤكد له الخبر ويستغلّه بالتواطؤ مع صيدلي فاسد بدوره، حتى إذا ما مرضت سنية وتفاقم مرضها، يكتشف طبيب فاسد آخر عدم حملها وضرورة معالجتها من مرض الكبد. وإذ تضيق الدنيا في وجهه، يقوم حميد ببيع حيواناته القليلة ليعالج زوجته، لكن عشاه الليلي يجعله يفقدها في المستشفى ليعثر عليها ميتة لاحقاً، ولا يُسمح له بتسلّمها إلا بعد نزع بعض أعضائها. وحين يرفض اللحّاد دفنها من دون أجرة، يقوم حميد بحفر قبرها بنفسه. وهكذا، يتضافر على حميد وزوجته العقم والمرض والفساد الطبي والإداري والفقر والتجاهل… من هنا، صرخته الاحتجاجية في وجه ظلم القدر والناس حين يتسلّق شجرة الجمّيز أمام بيته، يضحك ضحكاً هستيريّاً، يُخرج عضوه ويبوّل على الناس، في خطوة رمزية خارجة عن المنطق، يرفض فيها الواقع الظالم. في هذا الخيط، ثمة وقائع مفاجئة مؤثّرة لم يرهص بها ما قبلها، لكنها كانت مؤثّرة في ما بعدها. ومنها: الحمل، عدم الحمل، المرض، الضياع، والموت. وهي كلها تتعلّق بالزوجة، وتترك تأثيرها في الزوج. وثمة وقائع عادية تملأ الفراغ بين واقعة مؤثّرة وأخرى. «العشى الليلي» الحقيقي يحول دون رؤية حميد السقّا بيته في الوحدة السردية الثانية، ويجعله يخلط بين زوجته وشوال القمح في الوحدة الثالثة، ويجعله يُفقدها في مستشفى القصر العيني في الوحدة الحادية والعشرين. أمّا «العشى الليلي» المجازي فتكون له تداعيات أخرى. في الخيط السردي الثاني الجماعي، يكون «للعشى الليلي» معنى مجازي يترك تأثيره في الجماعة وليس في الفرد كما في الحالة الأولى. ويؤدي إلى فقدان عائلة أبو الشامات زعامتها على القرية. في هذا الخيط يتناول مهران آليات الصعود والانهيار لعائلات سياسية وتيارات دينية. وهي، في معظمها، آليات غير مشروعة، فيبدو زعيم العائلة أقرب إلى زعيم عصابة منه إلى رجل سياسي، يمارس البلطجة والتشبيح وصرف النفوذ والاحتيال والتجارة السوداء والسطو ولا يتورّع عن القتل…، ويستخدم زعيم العائلة المعارضة الآليات نفسها؛ فعائلة أبو الشامات، الحاكمة في قرية قاو، يبدأ نفوذها مع الجد الذي يخون قريته ويتحالف مع الحكومة ضدّها، فتمنحه لقب «بك» وتجعله نائباً للخديوي، ويتوارث الأبناء والأحفاد النفوذ، ويكون منهم نواب ووزراء. تبسط نفوذها بعروض القوة والتحالف مع السلطات المتعاقبة والرشوة والخدمات حتى تؤول الزعامة إلى الوزير الشاب الذي ينتمي الى النظام السابق، ولا تكشف الرواية عن اسمه وكنيته حتى الصفحة الثالثة والثمانين، فنعرف أن اسمه ياسر وكنيته أبو لؤي، وقد يعود ذلك إلى أن المسمى يغني عن الاسم في هذه الحالة، فالمهم الدور وليس الشخص. مع سقوط النظام السابق، ينقضّ المتربّصون بالعائلة النافذة، المرتبطة بالنظام، على زعيمها الوزير مستغلّين حواراً جنسيّاً مسجّلاً على الهاتف بين زوجته الثانية وعشيقها، ينشرونه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فتغدو سيرة زوجة الوزير على كل شفة ولسان، وتُروى شطور من الحكاية في أماكن مختلفة من أناس مختلفين، يرويها عامل النظافة في المدرسة، والمرأة الأربعينية في مبنى الشؤون الاجتماعية، والفلاح في الجمعية الزراعية، وصياد السمك على ضفة الترعة…، وتترتّب على هذه الفضيحة نتائج ومضاعفات اجتماعية وسياسية مدمرة، تتراوح بين الطلاق والفرار والشقاق والطرد والقتال… يتهم الوزير صديقه السابق مرسي أبو كرسي، زعيم العائلة المعارضة الأخرى، بالوقوف وراء نشر الحوار، ويقرّر الانتقام منه، ويضرب عرض الحائط بنصيحة والده بعدم تعريض العائلة للاختبار لئلا يكشفها، لكن «العشى الليلي»، المجازي، المصاب به الوزير، يدفعه إلى اتخاذ قرارات خاطئة، تتحالف ضده العائلات الأخرى، تستميل التيار الديني الصاعد بأساليب ملتوية مستغلاًّ الفقراء والمحتاجين والجهلة والغاضبين والمأزومين نفسيّاً، وتتمخّض المواجهة بين الفريقين عن هزيمة عائلة الوزير في الانتخابات النيابية والرئاسية، وعن هزيمتها في الصدام المسلّح الذي يُصاب فيه الوزير نفسه. وهكذا، يؤدي «العشى الليلي» المجازي معطوفاً على التحولات العامة إلى انهيار عائلة نافذة لتصعد أخرى، وإلى «أن الحكومة ومرسي وعائلة أبو الشامات يضربون بعضهم بعضاً بالأسلحة الثقيلة ضرباً مبرّحاً…»، كما تنتهي الرواية (ص144). يكتب ماهر مهران روايته بصيغة المضارع، ما يحرّر السرد من ماضويّته، ويمنحه راهنيّة معيّنة. يُمسك بخيوط سردية عدة في الوحدة الواحدة بدءاً من السابعة. يُغرقنا في الوصف والتفاصيل والنعوت، ما يجعل الرواية تنوء بوقائع غير منتجة روائيّاً، فيهتم بالأطر والخلفيات والفضاء أكثر من الأحداث، ويجعل حركة السرد بطيئة. يُكثر من استخدام أدوات الربط، فيستخدم «ثم» أربعاً وعشرين مرة في الوحدة الثانية عشرة وحدها، على سبيل المثال. يُكثر من استخدام النعوت المشتقّة من الألوان، في تضادٍّ، واعٍ أو غير واعٍ، مع عنوان الرواية، وفي تعارض بين الكاتب وبعض شخصياته. يُؤثر الجمل القصيرة والمتوسطة. يُكثر من المفردات التقنية، ويشرحها في الحواشي. يستخدم المحكية في الحوارات القليلة. يستخدم الأمثال الشعبية ما يضيء الخلفية الريفية- الشعبية- الزراعية لشخصياته. «عشى ليلي» رواية التحولات التي واكبت ثورة يناير المصرية وأعقبتها، غير أنها تتوقّف عند لحظة سياسية معيّنة تأتي التطوّرات الراهنة لتتجاوزها. وبذلك، تغدو الرواية شهادة على لحظة مضت وإن كانت ارتداداتها لا تزال مستمرة. 2ــ وهذه دراسة أخرى كتبها الأستاذ ياسين رفاعية في اليمامة «عشى ليلي» وجع الجنوب المصري بيروت ياسين «عشى ليلي» هي رواية الريف المصري وعلى ما يعاني فيه الفقير من آلام وعدم الاهتمام به، إذ يموت على قارعة الطريق، أو في ممرات مستشفى القصر العيني في أسيوط، بينما الكبار واللصوص والزعماء هناك لهم البصلة وقشرتها، وفي نزاع مستمر على النفوذ إلى حد الاقتتال بالسلاح، ليس السلاح العادي، بل، بالرشاشات الثقيلة، والمدفعية، ولا أحد يعرف من أين لهم هذا السلاح، حشاشون علناً وكحوليون علناً، مجتمع فاسد، لا تعرف الدولة عنهم شيئاً، بل لعلها تؤيدهم في السر، للحصول على الرشاوي بالآلاف.. إن لم يكن بالملايين. هناك لقطتان أساسيتان: الفقير المدقع: حميد رزق السقا، والوزير ذو النفوذ، وبالتالي الاستيلاء على الأراضي من دون ثمن. العقدة الأساسية عندما يلتقط الوزير تسجيلاً صوتياً لمكالمة هاتفية بين زوجته فيفي وعشيقها، فينشر الخبر في قرية هاقاو «مكان الرواية والسرد» ليكون سبباً في زيادة الانقسام، ويعزز الخلاف السياسي القائم ويسهم في تأجيج الصراع في زمن الثورة «أو الثورات» التي اضطرمت نارها في البلاد، وبدأ لهيبها يصل إلى هذه القرية النائية، قرية وصلتها التكنولوجيا من هاتف محمول وتلفزيون، وهي لا تزال محرومة من أبسط مقومات الحياة لتعيش حالة من الفانتازيا لموجعة في تفاصيلها. رواية واقعية أجاد مؤلفها ماهر مهران في تصوير دقيق لمشاكل هذه القرية التي يقطنها مسلمون وأقباط.. ويقترب عدد سكانها العشرة آلاف. أول ما نرى تمني حميد رزق أن يمنحه الله ولداً رغم بلوغ زوجته الأربعين عاماً وهو في الستين عاماً. ثم نرى من يحاول الهروب إلى ليبيا ليعمل فيها والدولار هو الوسيلة ثمناً لتعب هذا أو ذاك، فيحكي فريد الذي ترك زوجته الشابة وأخته الخرساء صفية وسافر إلى ليبيا بعد أن دفع خمسة آلاف جنيه لأحد المهربين للعمل هناك، إلى ذلك يهربون الحشيش المغربي والسلاح الإسرائيلي إلى صعيد مصر. ويحكي الحاضرون عن ثورة الخامس والعشرين من كانون الثاني «يناير» وعن مبارك، والثوار، والحزب الوطني، وعن الوجوه الملتحية التي ظهرت بكثرة بعد الثورة، إلى صراع العائلات الكبيرة، حتى، لو بالسلاح، لتأمين النفوذ، وتحويل الفقراء إلى عبيد، أو إلى مسلحين يؤمرون من هذا الزعيم أو ذاك. وأقسى ما يقع على الوزير «غير مذكور اسمه في الرواية» خيانة زوجته التي يحبها وله منها ولدان، يطردها في البداية، ثم لا يستطيع فراقها، فيعيدها إلى بيته، ويؤكد للناس أن خيانتها ليست صحيحة، بل من «فبركة» أولاد الحرام. ونرى فقراء الريف أمام مبنى الشؤون الاجتماعية حيث ينتظر «الغلابة» والمرضى والأرامل والمطلقات والنصابون، وأصحاب العاهات وذوو الروائح الكريهة والتجاعيد الظاهرة، والأوجاع المتربعة، أن يصرف لهم الموظف، الذي ليس سوى لصّ قابع في حجرة التكييف داخل المبنى الخمسة والستين جنيهاً تحت بند الضمان الاجتماعي الذي تصرفه لهم الدولة شهرياً، وطبعاً يسرق من هؤلاء المال، فمعظمهم أميون، ويسرق منهم المساعدات والمعونات والبطاطين والأطعمة التي يرسلها سكان القاهرة من أشيائهم التي يريدون الاستغناء عنها. ما يفرح حميد رزق السقا، الذي يعتمد في الأصل على مساعدات أهل القرية الذي يحمل لهم المياه الصالحة للشرب، أن زوجته ذات الخامسة والأربعين سنة أن بطنها ينتفخ بعد هذا العمر الطويل وأنها حامل ستنجب لزوجها ولداً، وعندما يعلم أهل القرية بحمل سنية زوجته يفرحون لهما ويحملون إليهما الهدايا، خاصة للطفل مولود، ويبتسم حميد.. وتبتسم زوجته سنية وهو ينظر إلى ملامحها المختلطة والممزوجة في عينيه بفعل العشى الليلي، لكن هذا المزج لا يقدر على إخفاء فرحتها، يظل حميد يحدق في وجه سنية لحظات ثم يعود ويكلم ابنه الذي في بطن أمه لحظات أخرى، مرة يلومه على تأخره في المجيء، ومرة يشكوه على أنه قرر المجيء، وقرر أنه يحمل اسمه ويحافظ على البوابة المفتوحة إلى يوم الدين، وسيذهب إلى بنات عمه وعماته في الأفراح، وسيتلقى العزاء في من يموت، ثم يراه عندما يتزوج، وينجب، ويحافظ على اسم حميد رزق السقا حياً كشجرة الجميز العريقة، وسنية غير مصدقة، وترجوه أن يخفي فرحته حتى تتأكد من الخبر، لكن سرعان ما يكتشف أطباء القرية أن سنية ليست حاملاً، وأن ثمة سر في بطنها، ومن طبيب آخر، مما يضطره أخيراً على حملها إلى المستشفى حيث بدأت تنزف، وفي زحمة مستشفى القصر العيني لا يجد له دوراً لفحص زوجته، وبعد دقائق تختفي سنية، من دون أن ينتبه حميد، ويبدأ بالبحث عنها في طوابق المستشفى العديدة ولا يعثر عليها إلى أن وجد ممرضاً يسأل عن زوج امرأة ورفع يده، فاقتادوه ليجد سنية ميتة في أحد الممرات.. يدهش ولا يعرف ماذا يفعل، ويضطرب بشدة، وعندما يحاول أن يحمل سنية يمنعه الممرض قبل أن تخضع للتشريح ومعرفة سبب الموت. بعد ذلك، وبعد أن أخذوا من جسدها كل شيء صلح، يسمحون له بأخذ الجثمان، فيحملها ويعود حزيناً وقد كسى وجهه السواد. وفي البيت، وقد أصابه ما يشبه الجنون، يجلس منكسراًحزيناً، ينظر يميناً ويساراً بحثاً عن سنية، يقف متحاملاً على ركبتيه ينادي بصوت حزين: – سنية أنتِ فين يا سنية. وعندما يذهب بها إلى المقبرة ليدفنها، رفض اللحاد أن يدفع له أتعابه قبل أن يدفنها، وليس مع حميد قرشاً، فيعمل على حفر القبر بنفسه ويدفن سنية ويهيل عليها التراب، ويرش عليها الماء ويقرأ لها الفاتحة ويدعو الله أن يرحمها ويجعل مثواها الجنة، ثم يعود إلى بيته وقد انحنى ظهره واستطال قفاه وثقلت خطاه، وما أن يصل إلى الرهبة «فسحة البيت» حتى يجلس تحت شجرة الجميزة ويتذكر اللحظات الجميلة التي عاشها مع سنية، حتى حماره الذي يرى بعينيه هذه المأساة ينهق بصوت مفزع للغاية، ثم يتكوّم جثة هامدة، يدرك حميد أن الحمار قد حزن على سنية وعليه، ولم يقدر تحمل كل هذا الحزن. وسرعان ما يتحول حميد إلى مجنون، يفتح صدره وينظر إلى الناس الذين تجمعوا بكثافة وهو يضحك ضحكاً هستيرياً ويصم أذنيه عن كلامهم. (….) وينظر إلى أعلى حيث الغربان السود غطت سماء القرية غير مكترث بالرصاص الأحمر الذي انتشر غزيراً حيث بدأ الصراع بين أبرز عائلتين يضربون بعضهم بالمدفعية الثقيلة.. وحزن حميد فوق كل هؤلاء، وواحد من الأنقياء والطيبين والفقراء والمهمشين، في ذلك الجنوب المنسي منذ عقود طويلة. رواية موجعة بكل تفاصيلها، تبرز أمام القارئ طازجة كأنها كتبت قبل لحظات، وأجاد ماهر مهران في رصد هذه الأحداث ببراعة كأنه واحد من هذا الجنوب وهذه القرية 3ــ وهذه دراسة أخرى كتبها الأستاذ أحمد ياسين ونشرت في المستقبل اللبنانية رواية «عَشَى ليلي» لماهر مهران أصداء ثورة يناير في صعيد مصر أحمد ياسين الشخصيتان الرئيستان، اللتان هما من الشخصيات الرئيسية لرواية «عشى ليلي» للكاتب والروائي المصري ماهر مهران، هما الشخصيتان اللتان اجتاح التحوّل الكبير والنوعي، طبيعتي حياتيهما، بحيث انقلبتا، رأساً على عقب، وذلك بفعل الأحداث الدراماتيكية التي أحاطت، أو على نحو أدق، أحاقت بكل واحد منهما على حدة، وعلى وجه الخصوص ـ وهما شخصيّتا: السّقاء حميد رزق السّقّا (وهو رجلٌ طيّب تجاوز الستين من عمره بشهور قليلة) والزعيم الشاب ياسر أبو الشّامات (الملقب بالوزير نسبة إلى زعامته). فالأول ـ وهو المقطوع من شجرة على ما يقال ـ فضلاً عن انتمائه إلى فئة الفقراء والمعدمين والمهمشين المسحوقين في مجتمعه، بل هو، في هذه الرواية، رمز لهذه الفئة ـ أدى به مُصابُه «الطبيعي» (الواقعي) بالعش الليلي، أي بداء عَمَى الألوان ليلاً، إلى ان يضيّع زوجته، التي ليس له، في الدنيا سواها (لم يرزقا أولاداً)، الأمر الذي افقده صوابه وأضاعه، هو شخصياً، وبشكل مدوٍ، بعد أن وجدها ميّتة، مِيتة مفجعة، ومُفجعة حتى لحماره العجوز، الذي لازمه طيلة حياته العمليّة كسقّاء والذي قضى كمداً؟! بسبب من حزنه الشديد على صاحبيه (حميد وزوجته التي فقدها بسبب الفساد الصحّي). والثاني، ولأنه هو الذي تمتّع زمناً طويلاً جداً بزعامته السياسية والاجتماعية كزعيم متفرِّد، بصفته صاحب سلطة عليا، في محيطه الاجتماعي تجذّرت، وبسبب من علاقته الوثيقة، بنظام الحكم المتمثل بنظام حسني مبارك والحزب الوطني، رفض الامتثال لنصيحة والده له بأن يحاول قراءة الوقائع المستجدة، بعد الثورة، وإسقاط حكم مبارك وانهيار الحزب الوطني، قراءةً فاحصة متبصِّرة وجيّدة (واقعية وموضوعية)، بل ركب رأسه وجرَّه عناده المستفحل، الى ممارسته سلوكيات تهوريّة خطيرة للغاية بنتائجها الوخيمة عليه، والتي دفع ثمنها غالياً بخسارته مكانته، من خلال استماتته التي أعمت بصيرته، بالكامل، عن حقيقة ما جرى، في محاولاته الحثيثة للحفاظ على زعامته المطلقة، ما جعله ـ وعلى حدّ وصف والده هو له، وبالمعنى السياسي للكلمة هنا ـ بأنه اشبه ما يكون «بمريض العشى الليلي الذي لا يرى تفاصيل الصورة (من حوله) ولا يقدّر الأمور حقّ قدرها». إذ وبعد صراع عائلي مرير بين عائلة أبو الشامات بزعامة الوزير، وعائلة الشاب مرسي ابو كرسي المناوئة ـ تاريخياً لها ـ مع عائلات أخرى، لاستبدادية عائلة أبو الشامات، اصلاً، هذا الصراع المسلّح الذي ذهب ضحيته قتيل شاب من عائلة الوزير وجرحى من الطرفين (العائلتين)، بينهم الوزير نفسه، آلت الزعامة إلى مرسي أبو كرسي. ويتشكل العالم الروائي لـ «عشى ليلي» من خلال مركزية مكانية وصفية، تشكل العلاقة بالمكان، مقوّماتها الجمالية (الفنيّة) كافة، من خلال حكايتين رئيسيتين: حكاية فردية هي حكاية حميد السقا وزوجته سنيّة؛ وحكاية جماعية هي حكاية مجتمع بكامله يتأكله الفساد، بأنواعه ووجوهه كافة، وهما حكايتان يجمعهما، فضاء واحد، إلى جانب مرفودات حكائية فرعية، تشكل وحدات سردية صغرى للسياق السردي المتمثّل بمتوالية سردية، قوامها تقنيات عدة، منها: الحوار، الوصف بمنحييه السكوني والديناميكي، الحديث العادي، الفلاش باك، السرد التزامني (تجاور حدثين أو اكثر، في الوقت نفسه في الفصل الواحد). واستطاع الراوي/ الكاتب لهذه الرواية، ان يحرّك، خيوطها وبمهارة فنية، تقوم على الكشف و»المساءلة» بمنحييها: المضمر والمعلن للواقع المرجعي المعيش لروايته هذه، وذلك باعتماده لغة نقدية لاذعة لخطابها (قولها) الروائي عامرة بدلالاتها. وأحداث رواية «عشى ليلي» ومن خلال التمظهرات التي تتلاحق على كامل المدى الروائي لهذه الرواية، من خلال المنظورين الروائيين لحكايتيها الرئيستين، المنظوران اللذان يحكمان روائية «عشى ليلي» إذ هما اللذان اعطياها عنوانها هذا، هو الغامض، للوهلة الأولى، قبل الدخول إلى عالمها. وتبدأ «عشى ليلي» بما مفاده، ان الحياة، بقيت طبيعية، وسائرة على هدوئها ورتابتها المعتادين، في قرى صعيد مصر (ثماني قرى، أكبرها قرية «قاون» والتي هي قرية الراوي/الكاتب وحميد والوزير ومرسي ابو كرسي، هي القرية الأم للقرى المحيطة بها، والتي تجمع حدودها كلها)، وذلك إلى ما يقرب من عام كامل تقريباً، بعد قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير في العام 2011؛ لكن وقبيل حلول الذكرى الأولى لهذه الثورة، يقع حدث مفصلي/مركزي، قوامه تسجيل صوتي، إباحي، خليع، لزوجة الزعيم (الوزير) الثانية فيفي وعشيقها رامي، ما شكل فضيحة «مطنطنة» انتشرت حكايتها في البلد كله، فوجّه الوزير اتهاماً مباشراً وصريحاً لمرسي أبو كرسي، الذي كان الصديق الحميم للوزير ثم اصبح عدوه المنافس على السلطة بعد الثورة، لكن والد الوزير نصح إبنه، بأن لا يدخل في مواجهة مباشرة مع مرسي ابو كرسي خصوصاً في هذا الوقت بالذات، لأن ذلك سيفضح نهائياً مكانتهم اي مكانة عائلة أبو الشامات التي امتد تسلطها هنا لعشرات السنين، بعد نجاح الثورة، وانهيار حكم مبارك الذي كانت عائلتهم، عائلة أبو الشامات، تستند عليه، لكن الوزير لم يعر كلام أبيه أدنى اهتمام ما عجّل في انهيار مكانته ومكانة عائلته بشكل سريع ومريع، وأدى هذا الانهيار ما أدى إليه. وعلى هذا فإن أحداث رواية «عشى ليلي»، تدور زمانياً في فلك زمن الثورة، ثورة الخامس والعشرين من يناير، وتدور مكانياً في قرى صعيد مصر، والمتخيّل الروائي لـ»عشى ليلي» تنهض مفاصل بنيته، على تصوير تجليات أصداء ثورة الخامس والعشرين من يناير، في قرى صعيد مصر، اي في هذه البقعة ـ النائية من الارض المصرية، وعلى ذلك فهي رواية تجليات أصداء هذه الثورة وما مثلته من تداعيات خطيرة، في هذه الرواية، على المجتمع الصعيدي/الريفي/المهمش رسمياً، وهي تداعيات سياسية وإجتماعية وأمنية.. هي من صلب هذه الأصداء. وتنتهي رواية «عشى ليلي» والتي هي رواية المكان بتحولاته، تنتهي بما تمثله ـ عادة ـ المأساة ـ المهزلة، وذلك بسبب الهستيريا التي اصابت حميد رزق السقا، نتيجة فجيعته الخاصة بزوجته هي التي ماتت ميتة لا إنسانية، إذ انه فضلاً عن انه وجدها جثة هامدة مرميّة على الارض، في إحدى زوايا مستشفى القصر العيني في مدينة اسيوط، جثة غارقة بالدم الأزرق، مُنع من ان يأخذها ويدفنها، إلا بعد ان سلبوا منها العينين والقلب وبعض الأعضاء الأخرى، ثم سلموه إياها ملفوفة في كفن أبيض أخذوا منه ضعف ثمنه، وعندما أخذها ليدفنها في القرية، رفض اللحّاد أن يدفنها لأن حميد لا يملك أجرة الدفن، هو الذي لم يبقِ معه مرض زوجته الخبيث بالكبد، فلساً واحداً، فاضطر لأن يدفنها بنفسه، على ان هستيريا حميد المعلنة، تقابلها هستيريا مضمرة اصابت أطراف الصراع على النفود في صعيد مصر (في الرواية)، ما ابقى مصير الفقراء والمهمشين في هذا المكان المنسي اصلاً من قبل الجهات الرسمية، مصيراً ضبابياً، فباتوا ضحايا فساد نوعي آخر، وبكل أنواعه بمجيء سلطة أعتى وأشرس في البطش والتسلط والتحلل من القيم الأخلاقية أيضاً، ما جعلهم ضحايا مضاعفين تتقاذفهم رياح المجهول مرة أخرى، هم الذين كانوا يرون ثورة يناير هذه «طوق نجاة لهم من يأس وفقر وظلم وجهل وتهميش واستبعاد عاشوا فيه». لذلك نرى إلى خاتمة الرواية وقد جاءت على هذا النحو المؤلم ـ وكما يصوره الراوي/الكاتب: يصعد حميد إلى أعلى نقطة في الجميزة العجوز، أمام بيته، ثم يقف ويفتح صدره، وينظر إلى الذين تجمعوا بكثافة اسفل الجميزة، وهو يضحك ضحكاً هستيرياً، ويصم أذنيه عن كلامهم، ثم يرفع حجر جلبابه الواسع إلى أعلى، ويضع يده السمراء العفيّة الصلبة، داخل سرواله القطني المتسخ، ويخرج قضيبه الطويل الأسود المرتخي.. ويحركه إلى أعلى واسفل، مرات عديدة، وهو يبوّل على الناس، ويقطر عليهم، ماء بوله الأصفر في كل الجهات، وهو يضحك، ثم ينظر إلى أعلى حيث الغربان السود غطت سماء القرية، غير مكترث بالرصاص الأحمر الذي انتشر غزيراً، والأصوات المرتفعة التي تعالت، وهي تقول إن الحكومة ومرسي وعائلة ابو الشامات، يضربون بعضهم بعضاً، بالأسلحة الثقيلة، ضرباً مبرحاً، جعل سماءنا الصافية ناراً وسعيراً، لا يحتملهما العقلاء ولا الأنقياء ولا الطيّبون ولا الفقراء والمهمّشون في الجنوب المنسي منذ عقود طويلة. جريدة المستقبل. … وهذه دراسة نقدية كتبها الناقد أحمد إبراهيم الشريف عن رواية بنات قبلي ، ونشرت في جريدة اليوم السابع:ــ أحمد إبراهيم الشريف يكتب: \”بنات قبلى\”.. تقاطع الواقعى والأسطوري اليوم السابع ، الأربعاء، 04 سبتمبر 2013 – 04:09 م الشاعر \”ماهر مهران\” له العديد من الدواوين الشعرية منها \”هفهفات النخيل\” و\”عزيزة\” و\”أغانى أشجار السنط\” و\”الخدامة\” و\”أوجاع متوحشة\” و\”تعليم مجانى\” و\”إيه ده\” و\”الترنج الأبيض\” وآخرها \”يقول عبد الصبور\”، وله أيضا روايتان، الأولى \”قاو أسطورة الدم\” والثانية \”بنات قبلى\”، والكتابات جميعها يربط بينهما خيط دقيق من حيث المشروع الممتد الذى قصد من ورائه ماهر مهران تقديم صورة عن الصعيد الحقيقى، وليس الذى يُقدم فى الإعلام، ذلك المملوء بالمبالغات والتزوير، فهو يكشف من خلال الدواوين المتعددة والروايتين عن الكامن فى النفوس الصعيدية، أى الذى يعرفه الناس ولا يبوحون به، يقصُّونه فى حكايات ليلية على أبنائهم الصغار كى يعرفوا بهذه الحكايات أصدقاءهم من أعدائهم، لكن هذه الحكايات عندما تقع فى قلب أديب شاعر مثل ماهر مهران فهو يصيغها فى شكل أدبى، لذا هى بجانب دورها فى الإبانة والكشف عن نمط الحياة الحقيقى فى الصعيد هى تملك آليات فنية جيدة وقدرة تشويقية عالية. وفى روايته الأخيرة \”بنات قبلى\” الصادرة عن قصور الثقافة، يرصد ماهر مهران لظروف المجتمع من خلال نسائه اللواتى يمثلن البوابة التى يدلف منها الروائى المهموم بقضايا مستمرة لا يمكن الفكاك منها، فقط يمكنه الكتابة عنها. وعلى هذا يصيغ ماهر مهران تجربته من خلال أطر معينة، هذه الأطر تتجاوز دورها الكتابى والفنى وتعمل مثل حزام ناسف يحيط بالشخصيات وبالمكان والحكاية، ومن هذه الأطر: – إطار الحكاية، والتى لم يحدد لها المؤلف زمنا محددا، لكنه وضع مجموعة من الإشارات يمكن من خلالها تحديد الفترة تقريبا وليس تماما، لأن هذه الإشارات خادعة، فالذى يحدث فى قرية فى الصعيد ربما يكون حدث فى بلدة أخرى قبله بعشر سنوات، وبالتأكيد حدث فى القاهرة منذ خمسين عاما، فوجود سيارة عبود لتركبها العروسة ودخول البنات إلى المدارس فى قرية جبلية فقيرة ربما يضعنا صعيديا فى بداية الثمانينات أو قبل ذلك بقليل، ومن جانب آخر يتم بناء الحكاية على عدة تيمات منها واقع معيش ومنها تاريخ كان للروح الشعبية والسارد الشعبى دور كبير ومؤثر فى تشكيله. – إطار آخر، هو ذلك الرجل الدموى الذى يبدأ الحكاية ثم يعود لينهيها، وهو الإطار الصعب والمستمر، والذى يتم فى حركة دائرية، فدوره لا ينتهى أبدا، والملاحظ أنه دور مقدَّر على هذا المكان الجبلى الصعب وعلى النفوس التى تعانى من قسوة المكان ومن قسوة الآخرين، وليس مهما الشخص الذى يقوم بهذا الدور الدموى سواء أكان شيخا (فهيم العقيلى) أم طفلا (عبد العزيز)، المهم هو الدور الذى يقوم به، والبندقية المستعدة أن تفرغ ما فى جوفها فى قلبك، يحدث ذلك لأسباب تراها تافهة ويراها هو صلب الموضوع وجوهره، والتناقض بين القسوة المفرطة التى يملكها والرحمة الواسعة التى يخجل من أن يسردها، حيث إنه يفعل الخير سرا كى لا يُتهم بالضعف، هذا التناقض يضع إطارا عاما للتناقض المجتمعى الواسع. – إطار ثالث يمكن من خلاله متابعة الحكاية وهى شخصية \”السعفاء\” البطلة التى تحرك الأحداث وتدفعها دفعا ناحية الاشتعال، وهى من أول وجودها الأسطورى الذى تمثل فى حلم رآه الأب، والذى يفسر التسمية الغريبة \”السعفاء\” ونهايتها الأسطورية المفتوحة المتعلقة بالضياع فى الصحراء، وماهر مهران استغل هذه الشخصية الغرائبية التى ترتبط بالتفكير الأسطورى الذى يمكن أن يجد له صدى فى قرى الصعيد كى يمرر من خلالها الذى يريده من وجع عام، ويمكن ملاحظة أن غرائبية شخصية \”السعفاء\” تكمن فى تقدميتها، فكل الذى تريده هو أن تقرر مصيرها فى ظل مجتمع متربص بأبنائه. – إطار رابع يرتبط بالنساء الضعيفات المظلومات، وهذا الإطار يجمع بين الخالة \”نعمة\” التى مثلت النموذج الجمالى للراوى، والتى فشل زواجها الأول نتيجة تسلط أخت الزوج، لأن \”نعيمة\” لا تنجب، ثم أصابها الفشل الكلوى فى عز شبابها، لدرجة أن \”أطباء المستشفى الجامعى فى أسيوط رفضوا دخولها المستشفى بحجة أن أمرها قد انتهى، وعليها أن تموت على حصيرتها، وفى بيتها، ووسط أهلها بدلا من البهدلة على حد قول الطبيب\”.. وامرأة أخرى \”حسنية بنت عبد النعيم\” التى أدانها المجتمع وأقر قتلها، وفى الوقت نفسه لم يسأل عن الفاعل الذى أودى بها لهذا الطريق، وماهر مهران يدين المجتمع الذى يرسم مصائر أبنائه، لكنها ليست إدانة مباشرة بل هو يصبغ هذه الشخصيات بدائرة من التعاطف. – الإطار الخامس من خلال الرؤية التى يقدمها \”الراوى الطفل\” والتى يركز خلالها على سمات المهمشين من خلال المكان الفقير والشخصيات الضائعة، وبداخل هذه الرؤية نلمح الآخر الأسطورى فى مقابل الأنا العادى، ففهيم العقيلى فى مقابل الأب، والأم فى مقابل الخالة \”نعمة\”، والسعفاء فى مقابل الأنا الراوى، فعلى الرغم من روح السعفاء التواقة للفعل، والتى تصنعه أيضا، نجد الراوى المتلقى المشارك فى دور المراقب، حتى ما حدث لحسنية عبد النعيم لم يكن له دور رغم أنه كان يعرف الحكاية، لكن دوره السلبى ظل لم يتغير رغم الأحداث التى تطورت، كانت السعفاء بنت بـ100 راجل فى مواجهته هو الذى قال عنه شيخ الخفر: \”دا ولدك باين عليه خواف\”، أو كما قال هو عن نفسه \”لكن كلما حاولت أن أجرب ذلك كنت أفشل، فعودى نحيل، وذراعاى ضامرتان، وجلدى مكرمش، وقواى خائرة، وحرقان البول يصر على أن يلازمنى، كل ذلك كان يكتب الفشل على محاولاتى\”. هذه الأطر هى مجرد مفاتيح يمكن من خلالها الدخول إلى عالم \”بنات قبلى\” وهذا العنوان بدوره يحمل دلالة مزدوجة، ربما قصد بها بنات \”الشق القبلى\” من قريتهم، وربما قصد منه بنات الصعيد على الإطلاق، وهى رواية مستمرة لا تنتنهى، لأنها لا تعبر عن مرحلة محددة لكنها تقصد إلى عرض شخصيات ومشكلات قائمة، وهى تمثل حلقة مهمة فى مشروع ماهر مهران الكتابى وهذه دراسة نقدية عن رواية بنات قبلي كتبها الناقد محمد رفيع ونشرت بجريدة التحرير محمد رفيع يكتب:بنات قبلى المنسحقات يهبن الحياة فى روايته الثانية بنات قبلي الصادرة من سلسلة حروف عن الهيئة العامة لقصور الثقافة مازال ماهر مهران يثبر أعماق قاو بلده الريفى الصعيدى اَخذاً على عاتقه ان يُكمل مشواره الذى يريد فيه ان يقول \”ليس الصعيد ماقالته شاشات التلفزيون بل إن صعيد مصر مازال يحمل الكثير من الأسرار ومازال قادراً على إحداث الدهشة\”. إختار ماهر ان يقدم رواية ريفية جديدة تضاف إلى هذا الزخم الكبير من روايات الريف فى مصر والعالم العربي، وعمر الرواية العربية هو عمر رواية الريف ذاتها، منذ صدور رواية زينب لهيكل سنة 1911 والذى صدرها بإهداء قال فيه\” الى مصر إلى هذه الطبيعة المتشابهة اللذيذة الى هؤلاء الذين احببت وأحب إلى بلاد بها ولها عشت وأموت\” على ما فى هذا الاهداء من دلالة على المرحة الرومنسية التى بدأت بها روايات الريف ، وتوالت الروايات التى تتحدث عن الريف بعدها عابرة مرحلة الرومانسية الى الواقعية ومابعدها وعلى ذلك فإن اى طرق على باب الرواية الريفية بعد هذا التراث الزاخر يٌعد مغامرة . فلسان الحال يقول : قدم جديداًفى هذا المضمارأو أصمت عنه للأبد، لكن ماهر مهران كان ولا يزال يملك عن الريف الصعيدي اسراراً لم تروبعد . وأخذ ذلك التحدى مطمئن لمشروعه وذاكرته وحسه الفنى.اما التحدي الثانى الذى خاضه ماهر فى هذه الرواية فهو إختياره للراوي المركزي طفل فى المرحلة الثالثة الدراسية حيث سيضعه ذلك فى تحدٍ دائم اثناء السرد وهو تقديم العمل بوعي ذلك الطفل وعلى ذلك سيكون عليه ان يرسم شخصياته من الخارج وإن دخل فى اعماقها فليتمهل تمهل الطفل وليدرك إدراكه ولا يزيد عنه شيئا وكذلك عليه أن يفعل فيما يخص الأحداث والأماكن وهي مغامرة بلا شك. وعى ذلك ماهر وكان الوعى الطفولى المتسم بالنقاء والصفاء والوضوح هو ثمة السارد فنجده يقول \”عندما شاهدت كل ذلك سألت نفسي : هل بعد ان تأثر عواض لمقتل أبيه أبو سمكة هل سيفرح السمك وهل سيعود مرة ثانية للترعة بعدأن هجرها حزناً على هذا الرجل المسكين الطيب ابو سمكة ، هل سيعود السمك مرة اخرى ثانية؟ وهل سأصطاد سمكاً كثيراً كما كنت أفعل \” وهكذا لم يتخل ماهر عن وعى السارد إلا فى اليسير وحسبه فى ذلك ان الوعى الطفولى نسبى ومارأيته خرج منه إلا عندما قال\” كيف يمر كل هذا الماء العذب الشهى بجوارنا ويسقوننا ماءً مالحاً طعمه لا يطاق واصاب نصف سكان القرية بالفشل الكلوي والنصف الأخر بحرقان فى البول ومغص فى الكليتين والمثانة والحوالب\” فما حسبت عين الناقد هذه عين طفل ولكن فى المجمل الأعم إلتزم السارد بهذا الوعى الطفولى كما أسلفنا وبالنظر إلى بناء الرواية ومعمارها ندرك على الفور أن الكاتب افاد من مهنة السيناريو فى تقديم شكل أقرب إلى المقاطع وليس الفصول ولا الأبواب وأن لغته اَنية وجل أفعاله مضارعة لتتدفق الأحداث فى شاشة مخيلته ثم تنطبع على الورق . ولم يتبع ماهر هنا الواقعية السحرية منهجاً وإنما جاءت روايته واقعية تأخذك من يدك وتضعها فى طين الأرض لتتحقق من صلابتها وملمسها الخشن المتناغم مع حياة من يقفوا فوقها لتدرك من أحداثها أن حياة الفلاح الراكضة لا استراحة فيها فالشقاء ديدنه ومصيره من مهده إلى لحده وتُدرك ان بنات قبلى المنسحقات هن واهبات الحياة على ما فيهن من وجع أبدى ، فشخصيات الرواية النسائية كلها بين المتزوجة فى طفولتها المقهورة والمنبوزة المطرودة من رحمة المجتمع و المريضة التى يأكلها المرض أوالمضروبة ، المحروقة ، المجبرة على الزواج ممن لا تطيقه . غير ان الكاتب لم يترك هذا الخط الغارق فى الواقعية إلا وقد سيجه بإطار عجائبي تمثل فى الحكاية المتقطعة المؤطرة للنص وهى حكاية فهيم العقيلي تلك الشخصية الأسطورية قليلة الحجم عظيمة الفعل سريعة القتل غير ان التناقض بين شكلها وفعلها لا يؤسطر الشخصية بقدر ماهو التناقض الكامن فى االافعال نفسها . ففهيم العقيلي هو قاتل رحيم يحج البيت ويحنو على الفقراء ويمتهن القتل كمهنة اولى، ويتبرأ من أولاده لو مات واحد منهم ميتة طبيعية، فهو يسطُر طريقهم فى سطور تدفعهم من القتل وإلى القتل . وكما جاء الخط الواقعي متمثل فى بيت الراوي ومدرسته، فى الأب المكافح المسحوق والأم القاسية المسحوقة ايضاً وحسنية المنبوذة والمطرودة من رحمة الخلق حية وميته من جراء تفريطها فى نفسها ، وسعفاء الأسطورية التى رفضت إسمها الذى لا تحبه والمدرس المتحرش بها فضربته كما رفضت تزويجها من منازع الذى لا تطيقه كل ذلك جاء فى خط واقعي تراجيدي . وجاء الخط العجائبى فقط فى حكاية فهيم العقيلى . غير ان هذين الخطين ظلا متوازيين ولم يتقاطعا إلا فى موضعين إثنين ؛ موضع مقتل خليفة على يد أهل القرية وموضع بداية السعفاء أخت الراوى ونهايتها العجائبية . فالسعفاء سٌميت بهذا الإسم طبقاً لحلم فنتازى حلمه الأب وقيل له فيه ان يُسمى إبنته السعفاء ولو غير إسمها ستموت تلك البنت . وعلى هذا كانت بداية السعفاء نبوءة واسمها تفاحة مُحرمة . ونهايتها التى اتت فور حرق قدميها \”بالمحساس\” ذلك السيخ المحمى فى نار الكانون ، جزاء لتمنعها على زوجها منازع صاحب العشى اليلي . هربت بعدها السعفاء من البلدة إلى الصحراء وظلت تبتعد وتبتعد حتى أصبحت نقطة فى الأفق، والعجيب ان اباها هرِم وشاخ فى نفس اللحظة بقدر بعدها وفرارها منه . فى هذين الموضعين السابقين فقط تلاقا الخطان الواقعي والخط العجائبي المؤطر له ولو كان هذ الخط العجائبى مضفور داخل الواقعي لسميتها رواية واقعية سحرية، لكن الكاتب الذى يريد لنا الصدمة ويريد بنا الولوج إلى عالم الصعيد ارادها واقعية منتمية إلى الأرض داخلة بنا إلى عمق الصعيد لنرى \”الدٌخلة البلدى\” فى مشهد قاس ونرى ماحدث لحسنية التى سلمت نفسها لمٌعتمد فلُعنت حية وميتة ولم يرحم أحد حتى لحمها الميت ولحقتها اللعنات والبصقات حتى وهى مقتولة مُدرجة فى دمائها. ورأينا السعفاء التى ثارت على إسمها فسمت نفسها \”صفاء\” وتمنعت على زوجها فأُذيقت صنوف العذاب حتى تلين وما لانت ، رأينا الأم القاسية التي إستحالت حارسا للتقاليد بما فيها تقاليد تقهر بنات جنسها لتكون أشد ذكورية من الذكور وأحفظ لهم لقهرهم \”بنات قبلى\” بأكثر مما يحتظوا لأنفسهم بهذا الحق. والعجيب ان المشاهد الواقعية فى هذه الرواية اكثر ادهاشا من العجائبي منها وتجعلنا أكثر شغفاً للإنخراط فى واقع قاو تلك القرية الصعيدية التى اختارت الرواية نصفها القبلى كمسرح لأحداثها . الشخصيات فى هذه الرواية ، الرئيسية منها مرسوم والثانوى عبرا السبيل دون اثر ملحوظ لتجىء شخصية السعفاء فى مقدمتها والتى رأيتها مسيحاً تحمل عذابات الأرض ثم صعدت إلى السماء . وفهيم العقيلى الذى كتب على نفسه -كما كتب على أولاده- ان يموت مقتولاً على يد إبن أخته عبد العزيز والذى سرعان مايحتل مكانه لتبدأ هذه الشخصية التى أطرت حكايتنا فى الإنسياب من جديد . وفى النهاية رواية بنات قبلى لكاتبها ماهر مهران تستحق القراءة لما فيها من زخم وعالم بكر كلما ولجنا إليه إزدادنا به جهلاً. وهذه دراسة عن كرة النار كتبها الناقد والمترجم عاطف عبدالمجيد ونشرت بجريدة القاهرة الجنوب..بين الناي والبندقية عاطف محمد عبد المجيد هناك شعراء كثيرون تحوّلوا من كتابة الشعر إلى كتابة الرواية، منهم من تحول ليجرب عالم السرد، ومنهم لإحساسه بالفشل شِعريًّا، ومنهم من تحوّل عن الشعر ليجني مكاسب الرواية من شهرة سريعة، وتوزيع نُسخ أكثر وحوارات، وما إلى ذلك.غير أن قلة من الشعراء هم الذين انتقلوا إلى عالم السرد الروائي إيمانًا منهم بقضية ما، ربما وجدوا أن الشعر ليس هو الأسلوب الأمثل لتوصيلها إلى المتلقي، فحاولوا أن يقوموا بتوصيلها سرْدًا، وهناك نماذج كثيرة نجحت في هذا، فيما فشل الذين تحولوا دون أن تكون لديهم موهبة سردية كافية، أو قضية مُلحة عجز شعرهم عن التعبير عنها. (1) لأكثر من سبع ساعاتٍ متواصلاتٍ، وأنا راكعٌ على أشجار القطن الخضراء، أقلّب أوراقها بيدي الاثنتين ورقةً ورقةً، وأقارن بين إخضرار لونها وإصفرار لون النُّوار، وصهد الشمس يكوي قفاي، يأسرني لون نوُّار القطن الأصفر الجميل، وفجأةً يخترقني طيفُ المرحوم أبي بوجهه الأسمر الحافل بالكرمشات، والتجاعيد البارزة، والأهداب المترهلة، وبشفته المتدلية لأسفل كجملٍ عجوز، والدموع تكاد تقفز من عينيه الحزينتين اللتين تغلفهما طبقةٌ من المياة البيضاء.ما سبق هو المقطع الافتتاحي الذي يستهل به الشاعر والروائي ماهر مهران روايته الجديدة ” كرة النار “ الصادرة عن دار غراب للنشر والتوزيع، والتي يرمز فيها بالناي إلى المسالمين الذين يحبون الحياة معترضين على كل ما يسبب أذًى لأي إنسان، بينما يرمز لأنصار الثأر والإفساد في الأرض والذين يلعبون بكرة النار بالبندقية.مهران يثبت، روايةً بعد أخرى، أنه لم يدخل باب الرواية من الأبواب الخلفية، بل من بابها الشرعي الوحيد، ليضع بصمته الروائية الخاصة به في عالم الرواية الحديثة، متعاملًا مع كتابتها كما يتعامل مع فعْل الحياة نفسها.مهران يقف في رواياته، كما في دواوينه الشعرية، مع البسطاء، الذين تربّى بينهم، ورأى بعينيه حجم مأساتهم وكَمّ العذابات التي تنهال عليهم من كل جانب، راويًا في روايته كرة النار سيرةً ذاتية لكل إنسان بسيط، وربما مغلوب على أمره، تسير الحياة بكل مُتعِها أمامه كقطار سريع، لا يتوقف حياله ولو للحظة واحدة، إنه إنسان يشاهد الحياة على شاشةٍ أمامه، لكنه لا يعيشها، لأن آخرين، بقسوتهم وبجشعهم منعوه من أن يأخذ ولو قسطًا هيّنًا من مَلذّاتها.في كرة النار يعيش البطل حالةً من الوجع والحلم، يرمز الروائي لهذه الحالة بأُخْتيّ البطل وجع وحلم، يتوجع من الواقع الذي يعيشه هو وكل من حوله، ويحلم بزمان يتغير فيه هذا الواقع البغيض الذي يُعادي الحياة. ” أبحث وأنا أمشي منكفئًا بخطىً قصيرةٍ جدًّا بمحاذاة رفاقي من الأولاد والبنات، خوفًا من غضب الريس الضبع الذي يمشي خلفنا وهو يمسك السيجارة بيدٍ، وعصًا خضراء من الجريد بالأخرى، لكن رغم انشغالي به، يخترق ذهني طيفُ المرحوم أبي، بيدٍ سوداء وأصابع طويلة كأصابع الشيطان، وهو يسكب السولار في مصابيح الفوانيس النحاسية المعلقة أمام بيوت الأغنياء في قرية الترعة العمياء، يصيح الريس الضبع فيَّ غاضبًا فأنتبه، وأعرف أنه عثر خلفي على لطْعة بها الآلاف من دود القطن “. (2) هنا يُجيد مهران التصوير الروائي كما يُجيد السرد، مُشكّلًا جُمَله الروائية بعناية فائقة، جاعلًا من لغته بطلًا أولَ لعمله، إلى جانب أبطاله الآخرين: ” تغرورق عيناي بالدموع، وتتشرَّب بشرتي السوداء التي حمصتّها الشمسُ بحمرة الخجل، وتهطل دمعةٌ صغيرةٌ من عينيّ، أمسحها بكف يدي التي يغطيها عسلُ القطن الأسود، وآفة الْمِنُّ، وأطلب منه أن يسامحني هذه المرَّة، وأنا أقاوم الحرائق التي اشتعلت في عيني، وأعده بأن أنتبه في المرَّات الأخري القادمة ! “.هذه الرواية يمكن أن نُطلق عليها رواية الفقر، أو رواية المُعدَمين، وكمْ يبدو مهران قاسيًا على قارئ روايته هذه، وهو يُصور حالة الفقر المُدقع، التي يُعاني منها بطله، ومثله ملايين الآخرين الذين يسكنون، أقصد لا يسكنون أساسًا، بعيدًا عن أعين المسئولين وأقفيتهم: ” وأنا رغم أنني لا أجد قوت يومي إلا أنني لا أريد الموت الآن ليس حبًّا في الحياة ولكن أملًا في أن أعمل في جمع دودة القطن، الثلاث مُدَد الباقية، أي الخمسة والأربعين يومًا، وأحصل على الست جنيهات وخمسة وسبعين قرشًا، أجري في الشهر ونصف، هذا لأوفِّر لأخي الأكبر خليل وأخوتي حلم ووجع، بعض الدقيقٍ ، وقليلًا من الشاي، والسُّكر، وربما ادَّخر بعض المال لنشتري مرايل المدرسة، وبعض الكراسات، والأقلام، ويا حبذا لو زاد المبلغ قليلًا، ودفعنا المصروفات المدرسية، التي يُهيننا سكرتير المدرسة إهانة بالغة عندما نتأخر في سدادها “. (3) كذلك يتعرض مهران للعلاقة بين بعض الأثرياء وبين من كانوا يعملون لديهم من المسيحيين، إذ كانوا يذلونهم درجة أن أحد الأثرياء كان يركب النصراني كأنه يركب حمارًا، هذا النصراني نفسه هو الذي آوى سيده بعدما تبدلت به الحال وهاجر من بلدته إلى إحدى مدن الشمال.الرواية ترصد انهيارات سياسية واجتماعية إنسانية حدثت، فتصدعت نتيجةً لها جدران المجتمع المصري، كما تُظهر لنا عددًا من الشخصيات الغريبة والعجيبة.وأخيرًا هذا هو ماهر مهران الروائي الذي لم يكتب سوى عن عالمه القروي الخاص، الذي يعرف، عن قُربٍ، كل تفاصيله، وناسه المطحونين بين رحى الحياة وتجاهل المسئولين، دون أن يُقلد أحدًا، أو أن يُفكر في دخول عالم غريب عنه، ولا يدرك أيًّا من مفرداته. معلومات أخرى (جوائز، ندوات، استضافات.. إلخ) نال بعض الجوائز المصرية وأقيمت له العديد من الندوات واستضافته معظم القنوات التليفزيونية وكتبت عن أعماله كبرى الجرائد والمجلات المصرية والعربية والأوروبية ترجمت بعض أعماله لبعض اللغات أشاد الأديب العالمي الأستاذ نجيب محفوظ بنصوصه وإبداعاته تم ترشيح رواية عشى ليلي لجائزة الشيخ زايد وجائزة الأستاذ نجيب محفوظ (الجامعة الأمريكية)

معلومات أخرى (جوائز، ندوات، استضافات.. إلخ):

1ــ جائزة أحسن سيناريو زحوار لفيلم دعائي قصير 2ــ جائزة أخبار الأدب الأولى عام 1998 3 ــ شارك في العشرات من الندوات والمهرجانات 4 ـ كتب عنه كبار النقاد والأدباء 5ــ كتبت عنه كبريات الصحف والمجلات العربية والمصرية