تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح في الدورة العاشرة.

تداولات أدبية غير مستقرة تتناول أزمة النظرية والنقد الثقافي في الدراسات العربية

تداولات أدبية غير مستقرة تتناول أزمة النظرية والنقد الثقافي في الدراسات العربية

استضافت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، الدكتور محمد الشحات الذي تحدث من خلال محاضرة أدبية علمية عن (أزمة النظرية والنقد الثقافي في الدراسات العربية).

انطلق الشحات في محاضرته التي قدمتها الشعثاء العلوية من خلال وعي النظرية الأدبية بين تاريخ الأدب والتاريخ الثقافي وقال إن كتاب الخالدي كان واحدا من المحاولات المهمة التي لفتت أنظار اللاحقين من الباحثين والنقّاد ومؤرّخي الأدب العربي إلى ضرورة الانفتاح على ثقافة الآخر.

وأشار الشحات إنه ليس مستغربا أن يكون السياق الثقافي الذي أنتج فيه الخالدي كتابه هو سياق النهضة العربية ذاته الذي أنتج فيه محمد المويلحي “حديث عيسى بن هشام” (1907) وقسطاكي الحمصي (1858- 1941) “منهل الورّاد في علم الانتقاد” (1907)، وغيرهم.

وأوضح الشحات في محاضرته أن أغلب المناهج التي استُخدِمت في تناول الرواية العربية كانت مستمدة من الغرب، وهذا لا يقلّل أبدا من قيمة الجهود النقدية التطبيقية العربية التي مارست عددا محدودا من المناهج النقدية على الرواية العربية في النصف الأول من القرن العشرين (مثل: المنهج التاريخي، المنهج النفسي، المنهج الموضوعاتي، المنهج الاجتماعي)، على حسب قوله.

أما فيما يتصل بالرواية العربية، أو السرديات العربية، قال المحاضر الشحات، لم يكن ثمة بُدّ لدى النقّاد والباحثين العرب المعاصرين، خصوصا في الربع الأخير من القرن العشرين، وبالتحديد مع ظهور مجلة “فصول” في بداية الثمانينيات، وانخراطها في الواقع الثقافي العربي المتلهّف على كل جديد في حقل (علم) الدراسات الأدبية والنقدية، من متابعة التحولات المنهجية المتسارعة في النظرية السردية الحديثة. وأوضح المحاضر الدكتور محمد الشحات أنه مما لا شك فيه أن ثمة علاقة حتمية بين النظرية والتاريخ من جهة، وبين النظرية الأدبية والنقدية وتاريخ الأدب الذي هو جزء أصيل من التاريخ الثقافي العام من جهة أخرى.

وقال أيضا: “لقد أصبح من المستقرّ في حقل تاريخ الأفكار وفي أدبيات النظرية الثقافية أن ظاهرة ما بعد الحداثة لامست العديد من المجالات مثل الهندسة المعمارية والفنون والآداب والفلسفة، وبطريقة ما، تدّعي ما بعد الحداثة أن العصر الحديث قد انتهى، وأننا نعيش الآن في عصر ما بعد الحداثة، حيث تمثّل المعلومات الآن كل شيء، موضحا إن المعرفة والحقيقة والواقع والهوية مفاهيم متغيرة وسياقية وجزئية”.

وأكد الشحات على أن الثقافة هي العنصر الذي نتعايش معه دائما باعتبارنا موضوعات، كما أنها هي ما يحدد الإطار العام الذي يضمّ كلا من الممارسات والعادات والتقاليد والصور والتمثيلات الخاصة بأي مجتمع؛ ذلك لأن الثقافة هي “موقع القيم، كما أن دراستها تُظهر لنا كيف أن القيم تتغير من مجتمع إلى آخر، ومن لحظة تاريخية إلى أخرى.  لكن الثقافة ليست شيئا مجردا، بل على العكس من ذلك، إنها شيء يتجسد قي كل ما هو نصيّ، كما يتجسد في اللوحات الفنية وأعمال النحت والأثاث والموضة وبطاقات المواصلات العامة”.

أما فيما يخص النقد بوصفه ممارسة، فهذا يأتي نتيجة لما أحدثته الدراسات البينيّة أو الدراسات العابرة للمجالات المعرفية من تمديد لآفاق التلقّي المعرفي منذ سنوات معدودة، وفي ختام قوله يقول الشحات نتصوّر أن مثل هذا النوع من الممارسة النقدية أو الفكرية، الواعية بسياقات النشوء وتحولاتها المفاهيمية، من شأنه أن يفتح آفاق النظرية المحدودة على تاريخ آداب العالم.

المصدر: صحيفة الوطن العمانية


أضف تعليق