تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح في الدورة العاشرة.

«همس الشبابيك» للأردني سمير أحمد الشريف.. هدم مركزية الذات

«همس الشبابيك» للأردني سمير أحمد الشريف.. هدم مركزية الذات

في رواية “همس الشبابيك” لسمير أحمد الشريف، الصادرة طبعتها الأولى، في نوفمبر 2015، منشورات دار كتابات جديدة للنشر الإلكتروني، يُعايش المتلقّي أفقاً سردياً استثنائياً، تكمن قيمته المعرفية والجمالية على حدّ سواء، في معيارية الانفلات من الخندق الذاتي المثقل بأبجديات ووصاية المحلّي، عبر ما سمّاه الكاتب “شبابيك” حسب مدلول التعتيب الروائي، أو ثغرات لتجاوز معاناة الأنوي، إلى أفق المجاورات الثقافية التي قد تجود بها تجارب الاحتكاك بالآخر، العربي وغيره، قياساً إلى انتماء إنساني، تتحقّق معه وعبره مقاصد الانفتاح الإيجابي التكاملي، والمعتقد بالتعدد والامتداد، صوناً لذات الكائن وهوية الآخر، انتهاءً بمرام تفعيل جملة المفاهيم المحتمية بجوهر العالمية،كرهان لا مفرّ منه، يخوّل معطيات الانتصار على لغة الموت وآلية التدمير، لكائن ألفيّة الجنون هذه والمتسلّحة بهكذا عقلانية مبالغ فيها، وكيف أنها لم تفرز لحدّ الساعة، سوى التقنية الجائرة والمغرّبة للروح الإنسانية وماهية الكون.

يستهل المبدع بإهداء مغرق في الديباجة الفلسفية، قسطاً يترجم زيادة منسوب الشكّ والقلق لدى الذات، إذ تحاصرها تجاوزات راهن الاغتراب الروحي، والتمكين لسلطة التقني، ما يوهمها، أي هذه الذات المرغمة على الانتشاء بدوختها،خارج حدود أسباب الخلاص.

تتنفس هذه الذات خلاصها إبداعياً، ورشقاً بأسلوب ضمني مراوغ، تتيحه الرواية كجنس سردي، يمكنه أن يذود ويبلور الرؤى الناجمة عن كامل هذا الاختناق، بأريحية وشعرية،لم تعد مضطرّة أو معنية بتفسير الواقع ورصد أحداثه حرفياً، ولا عن طريق استدعاء شخصيات من رحم الواقعية، ومثلما نقشت ملامحها في وعينا، ذاكرة السرد العربي القشيب.

تباغت الرواية بمنظومة أسئلة تبحث في غائية الكتابة، من الأصل، ثمّ تنتقل إلى جرد هذه الثغرات في الأنا المتطلّعة لفوقية أسمى وأرحب.

المصدر: صحيفة النهار اللبنانية


أضف تعليق