تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح في الدورة العاشرة.

هشام مطر: لست محترفا ولا أؤمن بالكتابة المحترفة

هشام مطر: لست محترفا ولا أؤمن بالكتابة المحترفة

يقول الأديب الليبي هشام مطر: «كنت معماريا ناجحا وأقوم بتدريس العمارة فى جامعة بريطانية، وكنت أؤدى عملى بجدارة وإخلاص، لكن دائما ما كنت أشعر أننى لست فى جلدى، وظننت أن هذه هى الدنيا وطبيعة الحياة، وكانت عندى علاقة قوية بالأدب كقارئ، لكن لم أعرف أن عندى روح الكتَّاب إلا بعد وقت طويل.
ويؤكد مطر أن شخصية الكاتب كانت موجودة داخله دوما، لكنه لم يكن يفكر أن يكون كاتبا، قائلا: «كانت لدى 3 أشياء أحبها وأنا صغير، الموسيقى والعمارة والشعر، لم تكن هناك أمثلة حولى أن أعيش كشاعر وكاتب كعمل لى، أما الموسيقى فقد حاولت فيها كثيرا ولم تكن عندى الموهبة للأسف، لكنى كنت أرسم جيدا وأحب المبانى، فأصبحت معماريا، والدراسة والشغل فى العمارة علمنى كثيرا عن الكتابة، فالعمارة تعلمك العلاقة بين الأشياء وتُدخلك فى التاريخ، تاريخ الفن الذى هو نفسه تاريخ الفكر، كما تعلمك الملاحظة، وكان أول درس فى أول يوم بالجامعة، هو رسم شجرة فى مدة طولها 3 ساعات، وأنا لم أنظر لشيء لمدة 3 ساعات طوال عمرى، واكتشفت يومها أنك لو توقفت أمام شيء وتأملت فيه لمدة 3 ساعات ستكتشف أن علاقتك به لم تكن علاقة قوية، كأنك لم تنظر له قبلا، فالعمارة علمتنى هذه النظرة الدقيقة».وعن أسباب اتجاهه إلى الكتابة من البداية، قال: «بالنسبة لى كانت بداية عجيبة، لم يكن هناك قرار واعٍ بذلك، لكن شعرت بالمصادفة أنى وصلت لبيتى وكأنى كنت مغتربا قبل ذلك، فقد وجدت فى الكتابة إحساسا عكس ما ذكرته من قبل، لم أكن أمثل ولم أكن خارج جلدى، وكان عندى أمل أن الرواية تُنشر لكن لم أكن أتوقع أن يحدث ذلك، ولم أتوقع أن تُنشر فى 30 لغة وتفوز بالجوائز التى نالتها».
مضيفا: «طبعا الجوائز مهمة والكتابة عن الرواية مهمة، لكن المتعة الحقيقية هى متعة الكتابة نفسها، وجودك فى جو الكتاب، فالكتاب ينظم لك فكرة، أشعر أننى ذكى حين أكتب وإذا لم أكتب أشعر أن فضولى قلّ، يفسر الفيلسوف الهولندى باروخ سبينوزا الذكاء بأنه الفضول».
وأردف مطر: «لكنى لست محترفا، ولا أؤمن بالكتابة المحترفة، فى الفن لابد أن يكون لديك جزء تجريبى، فلا أريد أن أكون كاتبا طوال عمرى، أتمنى ذلك ولكن لا أريد أن أكتب لمجرد أن أكتب فقط».

المصدر: صحيفة الشروق


أضف تعليق