تخطي التنقل

لقد تم فتح باب الترشح في مسابقة كتارا للرواية والفن التشكيلي.

«منتجع الساحرات».. لغة ساخرة ترصد مفارقات الواقع للروائي أمير تاج السر

«منتجع الساحرات».. لغة ساخرة ترصد مفارقات الواقع للروائي أمير تاج السر

«منتجع الساحرات» رواية للكاتب السوداني أمير تاج السر، صدرت لأوّل مرة عام 2015 عن دار الساقي في لندن.

تدور الرواية حول علاقة اللاجئة الإريترية أببا تسفاي، واللص عبد القيوم دليل جمعة، الذي تمرّس في السرقة ويعيش مشرّداً، وتبدأ قصته مع أببا حين شاهدها في موقف السفر تهبط من باص قادم من حدود إريتريا، وتتعرض لمشاكل اللجوء وكثير من التغيرات في المجتمع خلال فترة الثمانينات، فهب إليها، ونصّب نفسه حامياً لها، وأحبها حباً غيّر حياته، بيد أن القدر رسم خاتمة أخرى لحكايتهما.

ويقول أمير تاج السر عن الرواية شارحا علاقتها بحادثة حقيقة شاهدها هو بنفسه في بورسودان حيث كان يعمل: «هذه ليست القصة الحقيقية لعبد القيوم دليل، الذي تعرفت إليه ذاتَ يوم في عنبر الحوادث بمستشفى بورسودان، ولا القصة الحقيقية لحبيبته بائعة الشاي اللاجئة، الجميلة جداً أببا تسفاي، التي تعرفت إليها في عنبر الحوادث أيضاً، لكنها قصة موازية، فقط النهاية واحدة، نهاية الواقع ونهاية النص».

حظيت رواية منتجع الساحرات بتفاعل كبير في مواقع قراءات الكتب، وتباينت آراء القراء المدونة في تعليقاتهم حولها، ما بين منتقد لانهيار السرد فيها ومباشرته إلى درجة تشبيه الرواية بأنها مجرد «فيلم عربي»، وبين من أثنى على أسلوب تاج السر وطريقته في رسم الشخصيات، فهذا أحد القراء يكتب عن الرواية قائلاً: «منذ فترة طويلة وأنا أرغب في القراءة لأمير تاج السر، وبمجرد أن وصلت روايته هذه إلى القائمة الطويلة للبوكر لهذا العام، قررت أن أبدأ رحلتي الأولى مع قلمه الروائي، وقد بدأتْ الرواية بداية قوية للغاية، بوصف رائع للمكان محل الأحداث، ورسم بسيط للشخصيات الرئيسية الواحدة تلو الأخرى، وتمهيد لأحداث تبشر برواية جيدة».

ثم يضيف نفس القارئ بعد ذلك فيما يشبه التعبير عن صدمته فيما تلا ذلك من الرواية: «مع الأسف، ومع توالي الصفحات بدأ الانبهار الأوّلي يختفي، والشغف لمعرفة ما سيحدث في الصفحات القادمة يتحول إلى ملل، حتى وصل بي الحال قبل نهاية الرواية بحوالي عشرين صفحة، إلى درجة من النفور جعلتني أفكر في ترك الرواية دون إكمالها».

ويتساءل قارئ ساخراً من هبوط حبكة الرواية ومُلمحاً لوقوعها في المباشرة الشديدة: «ماهي القصة إذاً؟. فيلم عربي. أي نعم إنه فيلم عربي أبيض وأسود كمان، أو فيلم هندي، اختر ما شئت!».

أحد القراء على الرغم من نقده اللاذع للرواية وأحداثها، يثني على الأسلوب السردي لأمير تاج السر في روايته تلك ويقول: «النقطة الجديرة بالاهتمام في هذه الرواية تتمثل في الأسلوب المميز لأمير تاج السر، فمن الواضح جداً أن الرجل صاحب أسلوب سردي خاص به، وهي نقطة تستحق الإشادة بغض النظر عن جودة القصة والحبكة». غير أن ثمة قارئاً آخر يرى أن الرواية هي استمرار لبراعة أمير تاج السر المعهودة، في الكتابة عن حكايات الناس في واقع الفقر والبؤس والجهل والعشوائيات، وأنها تتميز بأسلوب جميل في تصوير الشخصيات بأحوالها المختلفة.

قارئة أخرى أثنت على الرواية واعتبرتها أول رواية عربية، تتناول موضوع اللجوء بهذا العمق الإنساني، وبلغة شيقة وجذابة، خصوصاً ذلك اللجوء لأوطان فقيرة تعاني الويلات ولا طاقة لها باستيعاب نكبات الغير. واعتبرت القارئة أن لتاج السر لغة ساخرة، وعيناً ترصد التفاصيل والمفارقات الباعثة على الضحك والبكاء، وأكدت أن أي قارئ للرواية سيعرف فوراً من صفحاتها الأولى أن كاتبها هو أمير تاج السر، لتميز أسلوبه وفرادته.


أضف تعليق