تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح في الدورة العاشرة.

محمد حسين هيكل.. صاحب أول رواية عربية لم ينسبها لنفسه

محمد حسين هيكل.. صاحب أول رواية عربية لم ينسبها لنفسه

تحل اليوم الذكرى التاسعة والعشرين بعد المئة لميلاد الكاتب والسياسي المصري محمد حسين هيكل، صاحب أول رواية عربية بالمعنى الحقيقي، حيث كان ما سبقه من أعمال كانت لا ترقى لتصنيفها أدبًا كما فعل هو في روايته الأشهر «زينب».

نشأته في قرية كفر غنام، التابعة لمركز النسبلاوين بمحافظة الدقهلية، لم تكن عائقًا أمامه في التدرج الوظيفي، والحصول على أعلى الشهادات العلمية، بداية من التحاقه بمدرسة الحقوق الخديوية، مرورًا بحصوله درجة الدكتوراه في القانون من جامعة السوربون في باريس عام 1912، وهي الفترة التي كتب فيها روايته، وتم نشرها عام 1913، انتهاء بعودته لمصر وعمله في سلك المحاماة لمدة عشر سنوات، واختياره لرئاسة تحرير جريدة السياسة، وهي الجريدة التي كانت ملاذًا لكبار الكتاب أبرزهم عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، بالإضافة إلى دوره الفاعل في صياغة دستور 1923.

بالرغم من كل هذه المناصب والتدرجات العلمية التي حصل عليها محمد حسين هيكل، إلا أن ما فعلته روايته «زينب» جعل اسمه مرتبطًا بها أي محفل يُذكر به، خاص أن الرواية لها قصة طريفة جعلت شهرتها وشهرة مؤلفها أوسع.

نشر محمد حسني هيكل روايته «زينب» بدون كتابة اسمه عليها، فقد صدرت ممهورة بتوقيع «فلاح مصري»، حتى قرر المخرج المصري وأحد رواد السينما المصرية محمد كريم إخراج الرواية لتكون أول مرة عام 1930، بعد أن صاغ لها المعالجة الدرامية، وقدمت البطولة وقتها بهيجة حافظ، بمشاركة الفنانين: سراج منير، دولت أبيض، زكي رستم، وحسين عسر.

وفي عام 1952 أعاد محمد كريم إصدار الفيلم مرة أخرى بأبطال مختلفين، هم فريد شوقي، يحيى شاهين، راقية إبراهيم، وسناء جميل، وبعدها بأربعة أعوام، تحديدًا في الثامن من ديسمبر توفي محمد حسين هيكل، عن عمر ناهز الخمسين عامًا.

يُذكر أن دار المصرية اللبنانية أعادت طبع الرواية عام 2012، ضمن سلسلة «كلاسيكيات»، لتحفيز الكتاب الشباب على تعلم كتابة الفن القصصي، حسبما صّرح وقتها رئيس مجلس إدارة الدار، محمد رشاد قائلًا: «لاحظنا أن الشباب، خصوصًا الذين يحاولون كتابة الأدب، لغتهم ضعيفة، برغم أن لديهم أفكارًا جميلة ورؤى عصرية، فحاولنا ربطهم بتراثهم القريب، حتى لا يظنوا التراث الغربي في الأدب والفكر هو التراث الإنساني الوحيد».


أضف تعليق