تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح في الدورة العاشرة.

طبعة جديدة لكتاب «حي بن يقظان»في مجلة الدوحة

طبعة جديدة لكتاب «حي بن يقظان»في مجلة الدوحة

صدر حديثاً، ضمن سلسلة كتاب الدوحة الذي يصدر مع مجلة {الدوحة}، كتاب {حي بن يقظان… لابن طفيل}. الكتاب من تحقيق وتعليق أحمد أمين، وقدم له حسن حنفي. وتأتي هذه الطبعة لقصة حي بن يقظان بعد عشرات الطبعات المختلفة لدى دور النشر العربية.
حيت يشير المفكر المصري حسن حنفي في مقدمة الكتاب إلى أنه لا يوجد نص فلسفي كُتب أربع مرات من أربعة فلاسفة مختلفين وأحياناً مع تغير العناوين مع بقاء المضمون مثل قصة {حي بن يقظان}. فهي مع أصلها اليوناني {سلامان وأبسال} قصة رمزية لابن سينا، ولابن طفيل، وللسهرودي، وابن النفيس. والموضوع واحد، كيفية الوصول إلى الحقيقة بالعقل الخالص، والعقل الخالص هو العقل الطبيعي الذي يتأمل في الظواهر الطبيعية الجمادية، والنباتية، والحيوانية، هو العقل التجريبي وليس العقل الاستنباطي، العقل البرهاني.
حي بن يقظان قصة رمزية تتناول حياة الإنسان في بحثه عن الحكمة والوصول إلى حقيقة الوجود، وهي في ذلك نص أدبي يعتبره كثيرون أصل فنون القصّ العربية بما تحويه من لغة وسرد وخيال أدبي وفلسفي على مستوى في غاية العمق. وولادة حي بن يقظان تبقى لغزاً، ومع ذلك فإن الرواية السائدة تقول إنه قد ولد تولداً جسدياً مألوفاً من أم هي شقيقة ملك إحدى الجزر الهندية، ومن أب هو قريب لها اسمه يقظان، كانت شقيقة الملك قد تزوجته خفية عن شقيقها الذي منعها من الزواج، وعندما وضعت المرأة طفلها خشيت من نقمة شقيقها الملك، فوضعت الطفل في تابوت وألقته في البحر. حملت الأمواج التابوت حتى ألقته على ساحل جزيرة مجاورة هي جزيرة الواقواق. وصادف أن مرت في المكان الذي استقر فيه التابوت ظبية كانت تبحث عن ابنها الذي فقدته فسمعت صوت بكاء الطفل فاتجهت نحوه، وكان أن عثرت على حي الوليد فأرضعته وحضنته.
و تنتمي قصة حي بن يقظان في الأصل إلى تراث ما قبل الحضارة الإسلامية ثم اختفت قرونا طويلة لتعاود الظهور على يد الشيخ الرئيس ابن سينا للمرة الأولى باللغة العربية. ثم يمر زمان حتى يعيد كتابتها ابن طفيل الذي نقلها إلى حيز الرواية مضيفا إليها أسئلة جديدة كانت تشغله كأحد أهم فلاسفة الأندلس، ثم يقدمها للمرة الثالثة تحت عنوان {الغربة الغريبة} شيخ الإشراق السهروردي الذي حمّلها مفاهيمه الصوفية معتبراً عمل ابن سينا فصله الأول الذي يكمل عليه. وكثيرون نشروا هذا القصة لغرابتها وشعبيتها، ومنها الطبعة التي تعيد إصدارها مجلة {الدوحة} القطرية. فالنافل أن الكاتب المصري أحمد أمين نشر رسالة {حي بن يقظان} سنة 1952 وأعيد نشرها سنة 1966 عن دار {المعارف} في مصر في طبعة ثالثة ضمن سلسلة {ذخائر العرب} مع رسالتي كل من ابن سينا والسهروردي اللتان تحملان الاسم نفسه.


أضف تعليق