تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح في الدورة العاشرة.

«سعدية».. رواية تستحضر الطبقات الاجتماعية الأردنية

«سعدية».. رواية تستحضر الطبقات الاجتماعية الأردنية

تمتاز رواية «سعدية» لكاتبتها الأردنية آسيا خولة عبد الهادي، عن غيرها من الروايات المحلية، باستحضارها الطبقات الاجتماعية الأردنية بكل شرائحها وفئاتها، والتي تتمثل في الطبقة العليا التي تضمّ فئة الأغنياء، والطبقة الوسطى التي تضمّ متوسّطي الدخل، والطبقة الدنيا التي تضمّ فئة الفقراء، ويتخلل هذا الاستحضار الطبقي، سرد روائي، واستعراض لوجهات النظر التي تمتلكها كل طبقة عن الأخرى، عدا عن الحوار، والمونولوجات الداخلية، التي تنتصر فيها الرواية لعالم الفقراء، مبرزة ما يتعرضون له من ظلم، وما يُمارس عليهم من فساد إداري ومالي.

وفي هذه الرواية، كتابة نسوية بامتياز، المرأة تكتب عن المرأة، في غناها وفي فقرها، في عزوبيتها وفي زواجها، المرأة عندما تكون ربة بيت وسيّدته، أو خادمة في بيوت الآخرين. وأمام هذه المفارقة البلاغية بامتياز، لم تفصل الروائية بين المرأة والرجل، إذ ثمة تكامل، وحبّ يُطوّق أعناق الجميع، باستثناء الرجال الذين رأت الروائية في تصرفاتهم خروجاً عن سياق الأدب والعادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية.

ثمة ذاكرة قوية تمتعت بها المبدعة، مكّنتها من الإمساك بجميع خيوط الرواية رغم كثرتها، والسير معها خيطاً خيطاً، حدثاً حدثاً، وشخصية شخصية، رغم كثرة الخيوط والأحداث والشخصيات، والوصول بها إلى النهاية المنشودة، عند تحويل الخادمة إلى سيّدة.

في الدراما يُمنع الروائي من التدخل في أحداث روايته، ولكن آسيا عبد الهادي، كانت تجعل بطلة الرواية «سعدية»، تُفضفض لزوجها «أحمد» بكل ما يجري، لم يكن الزوج يختزن المعلومات، بقدر ما كان يشارك في إبراز ردّ فعل الروائية على لسانه إزاء أحداث الرواية.

وفي موقف آخر تتدخل الروائية لتنهي عمل بطلتها «سعدية» لدى سيّدتها «أمّ فادي»، ذلك العمل الذي استغرق حوالى مئة صفحة من الرواية بأن غيّرت رقم هاتفها، كما تدخلت الروائية مرة ثانية وأوقفت السرد فجأة لتعلم القارئ بأنّ «سعدية» انتقلت مالكةً لمنزل «أمّ زياد» الذي دخلته عاملة قبل سنوات، واستغرق عملها فيه حوالى مئة صفحة أخرى من الرواية.


أضف تعليق