تشارك الكاتبة والروائية الكويتية خلود علي الكندري بمعرض الكتاب بدورته الـ 43 وذلك في جناح «نوفا بلس للنشر والتوزيع» من خلال روايتها الجديدة «سحابة صيف غادرة»، وهي رواية اجتماعية إنسانية تهم المجتمع والإنسان، تحمل داخل طياتها قصصا حقيقية وواقعية بعيدة عن الخيال، تدور أحداثها إبان الغزو الصدامي الغاشم على الكويت.

وقد كان الإعلام الكويتي والكويتيون يعتبرون التوتر السياسي بين البلدين هو بمنزلة «سحابة صيف» عابرة، مصيرها الزوال عاجلا لا آجلا.. كانت تلك العبارة تقال لتهوين التوتر الذي ساد العلاقات الكويتية ـ العراقية إبان أيام المحنة.

ولكن.. تمضي الأيام لتنقلب تلك السحابة إلى عافور مدمر مخلفة وراءها «ضحايا كثر» منهم أبطال هذه الرواية التي رصدت تفاصيل ما عانوه خلال تلك الأيام العصيبة، وقصص أسرهم فلاقوا من المعاناة والأسى والحزن ما يشيب له الرأس.

فمن قصة أصغر طفلة شاركت بالمقاومة واستشهادها أمام عيني والدتها، إلى قصة شهيدين عملا يدا بيد في مستشفى أمراض السرطان رغم صعوبة الظروف في تلك الأيام وخطورة الأوضاع.. وتبقى قصص أهاليهم الذين لاقوا الويل حين حاولوا النفاذ بأرواحهم والخروج من نيران الغزاة.

كما تضمنت الرواية جانبا مؤلما، إلا أنها لم تخل من جانب مشرق، فقد أظهرت تلاحم أهل الكويت واعتبار مصلحة البلد فوق كل اعتبار وكيف أنهم تكاتفوا يدا بيد.. لتمضي بهم أيام الغزو الصدامي وتشرق عليهم شمس التحرير بعد أشهر مظلمة حملت قصصا وعبرا ما زالت تروى ويتناقلها الناس لتؤكد معاني الوقوف صفا واحدا في وجه المحتل، وأن الحق لابد أن ينتصر، وأن تضحيات أهلنا وشهدائنا لن تنسى وستبقى في ذاكرة وضمير الجميع، نتناقلها جيلا بعد جيل لترسيخ حب هذا الوطن في قلوبنا جميعا.

قد ارتبطت شخصيات الرواية بالواقع من خلال اعتماد الكندري في روايتها على شهادات ذوي الشهداء الذين زودوها بتفاصيل عن شهداء روايتها من أسرة بوحيمد وأسرة البلهان، وأسرة دشتي، مما كان له بالغ الأثر في إثراء الرواية بمصداقية المعلومة وتنوير القراء، معتمدة أيضا على مراجع توثيقية لسير هؤلاء الأبطال الشهداء.

وجاءت الرواية باللغة العربية الفصحى مع العامية بأسلوب شيق وقريب من القلب، مما يجعل من الأحداث تبدو وكأنها شريط ذكريات لدى القارئ، بانتظار التالي للتعرف على ما سيكون!

المصدر: الأنباء الكويتية