تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح في الدورة العاشرة.

«رغوة سوداء».. رحلة البحث عن الوطن المفقود

«رغوة سوداء».. رحلة البحث عن الوطن المفقود

تبدو قضية الوطن من القضايا الأساسية والملحة لدى كثير من الروائيين والمبدعين العرب، لا سيما إذا كان هذا الوطن مكانًا للهم والقهر وضياع حقوق الناس، ولذا يكون على الروائي دومًا أن يبحث ويرصد ويدور حول طرق النجاة التي يسعى إليها الناس في بلادهم  في سبيل الحصول على حقوقهم في الحياة والكرامة الإنسانية.

من هؤلاء الروائيين المهمومين بتلك القضية بشكلٍ خاص، ولا تكاد رواية من رواياته تخلو من بحث دءوب لبطله أو أبطاله عن معنى الوطن، الروائي الإريتري «حجي جابر» الذي حمل على عاتقه هم وفكرة تعريف العالم العربي بوطنه الذي لا يعرف الكثيرون شيئًا عنه وعن شعبه، وما دار ويدور فيه من ثورات، وما يعانيه مجتمعه من صراعات ومشاكل، وكيف يمكن أن يقضي الناس حياتهم فيه سعيًا للحرية، ولكنهم يموتون أيضًا في النهاية بطلقة رصاص.

في روايته الجديدة «رغوة سوداء» يخوض جابر تجربة روائية جديدة وفريدة في عالمٍ غير معروف أو مطروقٍ من قبل، عالم اللاجئين الإريتريين الهاربين من بلادهم بحثًا عن أملٍ في الحياة والحريّة، هؤلاء الذين اضطروا لتغيير دياناتهم والتحوّل إلى «اليهودية» بعد أن سمعوا أن ثمّة أرضًا موعودة «ليهود الفلاشا» يمكن أن يذهبوا إليها، ومن خلال حكاية «داود» المنزوع من بلاده الذي لا يعرف له أمًا أو أبًا، يسرد رحلة الألم والمأساة التي تعصف بهذا البطل الذي لم يكن بطلًا إلا في الرواية حتى نهاية رحلته المشئومة.

منذ البداية سيكتشف القارئ أن هناك إصرارًا من الكاتب على توضيح مستويين من السرد، أحدهما تلك الحكايات الخيالية التي يرويها «داويت» للخلاص من موقفٍ أو أزمة يمر بها، يأخذ الحكاية طريقًا لاسترضاء من أمامه حتى يمنحه ما يريد أو يقنعه بحكايته، ولعل أبرز تلك الحكايات حكايته أمام الموظف الأوروبي الذي كان سيمنحه فرصة اللجوء إلى بلد أوروبية، ورغم أن الحكاية تستهوي «الأوروبي»، فإنه لا يمنحه ما يريد.

 


أضف تعليق