تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح في الدورة العاشرة.

د. حميش يستجلي العلاقة بين التاريخي والتخييلي في الرواية

د. حميش يستجلي العلاقة بين التاريخي والتخييلي في الرواية

استضاف الصالون الثقافي التابع لإدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة والفنون والتراث، المفكر والروائي بنسالم حميش، وزير الثقافة المغربي السابق. ورحب الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزير الثقافة والفنون والتراث، بضيف الصالون الثقافي، مُسرّا للحضور أنه هو من اختار موضوع الندوة، وقال بتواضع المعهود:”الدكتور بنسالم حميش عندما كان وزيرا كان صديقي والآن هو أستاذي، اكتشفته عندما ترك الوزارة، وقرأت له, “العلامة” و”مجنون الحكم” و”هذا الأندلسي” وهو واحد من أبرز من كتب الرواية التاريخية”. وأضاف الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، خلال الندوة التي حضرها سعادة السيد المكي كوان، سفير المملكة المغربية بالدوحة، وعدد من المهتمين، أن الفكرة التي كانت تسيطر علي، هو هذا الخيط الرفيع بين الرواية والتاريخ، ومن هنا دعاه الصالون الثقافي معتبرا الموضوع مهما. وفي ذات السياق أشاد وزير الثقافة والفنون والتراث بلغة حميش واصفا إياها بـ “المتميزة”. وافتتح الروائي بنسالم حميش حديثه بشكره للوزير الدكتور الكواري على كلماته الطيبات التي تفضل بها وقال: لا أخفيكم أن الموضوع من وحيه واقتراحه، وأنه عادة ما يحسن أن يتكلم عنه النقاد»، منطلقا في تفكيك خيوط مداخلته التي وطّأت لها الدكتورة هدى النعيمي، بالاستشهاد بالآية القرآنية الكريمة: «إِنَّا نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ» وبالحديث النبوي الشريف «ما من شيء لم أره إلا رأيته في منامي هذا مما فيه الجنة والنار.».. واعتبر الدكتور حميش أن النص التراثي والتاريخي لا يفرق بينهما والعلاقة بين الروائي والتراث الذي يصلح أن يكون قاعدة انطلاق، وهي علاقة ضرورية ولازمة وملزمة، مشيراً إلى أن هناك روائيين يرون أن الحداثة هي محو كل ما هو ماض، ومن هنا يرى المحاضر أنها ستصبح مهزوزة ومنحولة لا مستقبل لها، ليسوق بعد ذلك رأيا آخر للذين يعتبرون أن الرواية ينبغي أن تتمحور حول المعيش. وقال بهذا الخصوص: لا أحد يمكن أن تكون له السيطرة على المعيش، وانطلاقا من هذه التصورات، الموهومة يتجهون لكتابة الهلوسات ويرتكزون على السيرة الذاتية». وأكد حميش، أن التحصيل التاريخي والثقافي يعد فرض عين على الروائي، ممثلا لذلك برائعة سلامبو لصاحبها جوستاف فلوبير وتدور أحداثها في قرطاج خلال القرن الثالث قبل الميلاد، وكيف أن فلوبير، أحاط نفسه بكل ما في هذه الفترة الزمنية، وكذلك الشأن عند بعض الكبار أمثال: أمبرتو إيكو في «اسم الوردة» وغيره كثير. وأثناء حديث الدكتور بنسالم حميش عن «التخييل»، أصّل له مثلما فعل مع «الرواية»، وساق في هذا الباب كتاب «التوهم» للإمام المحاسبي، الذي رضي عنه أحمد بن حنبل، وبه زخم من التخييل والاستيهامات، معرجا على قضية الحج العقلي عند الحلاج، وعند المتصوفة ورؤاهم المنامية ودلالاتها، ثم كتاب «تواريخ» لهيرودوت، الذي سمي بأبي التاريخ عند سيمورون، وبـ «الكذاب» عند آخرين، وماركو بولو الذي أطلق عليه بـ «المليوني كذبة»، بالإضافة إلى ابن بطوطة الذي كان بدوره يلجأ إلى التخييل عندما كان يكتب كتابه حتى لا يترك بياضات. وأوضح الروائي بنسالم حميش أن الاستشهادات ينبغي أن تكون بين مزدوجتين، وهو ما يقوم به في كتاباته، والتوثيق لها، منوها أن هذا الأمر هو من واجب النقاد الذي ينبغي أن يتطرقوا إليه، فضلا عن إشارته الذكية حينما أوضح أن الكتابة عن الواقع الراهن، يدخل ضمن الرواية التاريخية، إذ عندما يمر على عليها حين من الدهر، فستصبح مرجعا ووثيقة تاريخية تؤرخ للحقبة التي كتبت فيها وعنها. وكانت مسيرة اللقاء الأدبي، الدكتورة هدى النعيمي قد قدمت بين يدي الحضور ورقة عن الرواية التاريخية ومن برز فيها من الروائيين العالميين.


أضف تعليق