تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح في الدورة العاشرة.

حزامة حبايب: رواية «مخمل» كانت مشروعا عشته بكامل تفاصيله

حزامة حبايب: رواية «مخمل» كانت مشروعا عشته بكامل تفاصيله

أعلنت دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة، مساء الإثنين، فازت الكاتبة الفلسطينية حزامة حبايب بجائزة نجيب محفوظ للأدب لعام 2017، عن روايتها «مخمل».

وقالت «حزامة»: بداية أتوجه بالشكر إلى الجامعة الأمريكية بالقاهرة ودار النشر فيها على منحي جائزة نجيب محفوظ في الأدب، وأخص بالشكر أعضاء لجنة التحكيم الذين اختاروا روايتي «مخمل» لنيل هذه الجائزة الرفيعة.

وأضافت «حزامة» في كلمتها خلال مراسم تسلمها الجائزة بالجامعة الأمريكية: «مخمل» جاءتني على هيئة هجوم مباغت على حواسي، نمت ذات ليلة على عطش كبير في قلبي، قبل أن أصحو في الفجر على رائحة عنيفة، كانت رائحة طين طازج، تراب صبر على الجفاف طويلًا وبلله أخيرًا مطر متمنع، ومن وسط سحابة الرائحة الحسية التي نفذت إلى روحي الدائخة، تخايل أمامي فجأة وجه امرأة، وقفت هناك، ساقاها غرست في الطين، أو ربما في تلك اللحظة كانت تُجبل لتتشكل منحوتة حية من الرغبة، رقبتها بأفتتان وشيء من أسى، لم أشا أن أمد لها يدًا، كنت واثقة أن كائنًا شهيًا مثلها أختارت أن ترسم مشهديتها بطريقتها، وفي النهاية شقت إمرأة الطين البهية الطين والتراب وماء السماء، وحاكت حكايتها من مخمل أثير، يتخايل في طبقات الحرير الجوانية، فيه دفء وعشق بطعم الحرمان.

وأكملت «حزامة»: فلنتفق على شيء واحد وهو أننا قد نعرف كيف نبدء حكايتنا، ولكننا على الأرجح لا نعرف إلى أين تقودنا وكيف ستنتهي، وإذا سمحنا لأنفسنا بأن نتجرد من الأحكام المسبقة والآراء المتحيزة والأيدولوجيات، وأكذوبة انتصار الخير والحق على الشر والظلم، سوف نفاجأ بمنعطف السرد في النهاية مضيفة: صحيح أننا نخلق شخوص الرواية، لكنهم سرعان ما يخرجون من وصايتنا، فالحكاية هي التي تحيي وتُميت، وحين تموت ناس الحكاية، أو الذين يشبهوننا، حتى وأن لم نعترف بذالك صراحة، فأن العيش كما الموت، يمليه منطق الحكاية، لا التمنيات والآمال. وفي نهاية المطاف.

وتسألت «حزامة» لماذا الحكاية؟ أنا امرأة بلا وطن، ورثت من أبي حكاية ناقصة عن بيت كان لنا في الوطن، وولدت بعده ببيت فى المنفى، مليء بحسنا وحواسنا بهمسنا وضحكاتنا، بنشيجنا الخافت، ولكنه راح في حرب كالعادة نحن ضحاياها كل شيء ضاع ، خشب الذكريات، والملابس التي كانت تتمدد على أجسادنا، وروزنامات السنوات الفائتة التى كنا نحتفظ بها.

واختتمت «حزامة» كلماتها قائلة: حملت الوطن الفكرة، الوطن المتخيل ومشيت في الحياة، تهشم قلبي مرات ومرات، وفي الطريق تعثرت ونهضت، وفي الطريق أيضًا فقدت بيوتًا ومدنًا وخرائط، شيء واحد فقط في رحلة الفقد استبقيته، شيء واحد ضننت عليه من الضياع: الحكاية، لقد كانت الحكاية هي الدليل بأني وجُدت يومًا، وهى البرهان بأني عشت.. عشت حقًا.

وحزامة حبايب ولدت ونشأت في الكويت ودرست في جامعتها وتحديدا في قسم اللغة الانجليزية بكلية الآداب، ثم اشتغلت بالصحافة، وعقب الغزو العراقي غادرت إلى الأردن لتكتسب هناك شهرتها ككاتبة قصة قصيرة، وبعد أربع مجموعات قصصية نشرت حبايب روايتها الأولى “أصل الهوى” عام 2007، وفي عام 2011 نشرت روايتها الثانية “قبل أن تنام الملكة”، التي اعتبرها بعض النقاد ملحمة روائية تتناول اللجوء الفلسطيني، وتعتبر رواية “مخمل” عملها الروائي الثالث، كما أن لها ديوان شعر بعنوان “استجداء”.

المصدر: جريدة الشروق


أضف تعليق