تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح في الدورة العاشرة.

«جنة لم تسقط تفاحتها».. شخصيات متقابلة تخوض صراعا مع الذاكرة

«جنة لم تسقط تفاحتها».. شخصيات متقابلة تخوض صراعا مع الذاكرة

تقوم رواية “جنة لم تسقط تفاحتها” للروائية الفلسطينية ثورة حوامدة، على خطاب الذات المفضي إلى الآخر وانعكاسه عليه، ضمن دائرة الصراع على الأرض والهوية وحقيقة الإنسان بين الفلسطيني ومُحتله، حيث حمل الخطاب السردي أزمة في الهوية نتجت عن أزمة الشرعية في الوجود، التي لا يزال المُحتل يحاول بترها من الذاكرة الفلسطينية بالقوة.

تحمل الرواية عدة شخصيات تروي الأحداث بضمير المتكلم بأفق متساو في الطرح والخطاب، رغم اختلافها وتصارعها، كل حسب ذاكرته التاريخية ورؤيته الوطنية، لكن قوة السرد تكمن في الأفق المفتوح الذي مكن كل شخصية من طرح مونولوجها بكل ما يحمله من ترسبات ماضوية وآفاق مستقبلية، إلى جانب تجاربها وانفعالاتها مع كل ما يحيط بها من مكونات مادية ومعنوية بشكل حيادي دون أن يحمل النص تصورا أيديولوجيا أحاديا ينجذب إلى قطب ما، على حساب التصورات الأخرى.

تضع حوامدة كل شخصية في إطار الحدث كفاعل حقيقي، حيث لم يحمل السرد رؤية متحيزة لموقف ما، بينما حملت كل شخصية زمنا إنسانيا خاصا بها، وذاكرة يمكن التحقق من مصداقيتها بسهولة من خلال أشكال طرحها وتعاطيها مع الحدث المحيط بها داخل النص، إلى جانب إمكانية تحديد أفق تحولاتها مع الممكن حسبما حملته بنية الرواية.

الجديد في السرد داخل هذا العمل، هو عدم وجود تصارع مباشر بين الشخصيات الرئيسية في إطار الحدث، بل اعتماد السرد على فصول متعددة، حيث حمل كل فصل اسم الشخصية المحورية فيه، لتصبح هذه الشخصية في سردها بضمير المتكلم تحمل خطابا يتضمن إشارة إسنادية في القول تشير إلى كينونة صاحبها وموقعه داخل ذلك الصراع، لأن الخطاب يتطلب إشارتين أساسيتين هما الاسم والفعل -حسب بول ريكور- وهذا التكنيك الذي حمله النص من بداية السرد حتى نهايته، أشار إلى حتمية وجود عدة خطابات متعددة تحمل آفاق ذاكرة مختلفة.

المصدر: موقع العرب


أضف تعليق