تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح في الدورة العاشرة.

«النبيذة».. عمر من الأحلام والهزائم العربية

«النبيذة».. عمر من الأحلام والهزائم العربية

من ثورات الربيع العربي تبدأ إنعام كجه جي روايتها «النبيذة» لتعود ببطلتها الاستثنائية تاجي عبدالحميد (تاج الملوك) إلى أيام الثورات العربية القديمة والانقلابات والأحداث الكبرى التي عصفت بالأمة العربية، منذ عهد الملكية حتى الجمهورية وما بينهما من مظاهرات وحروب وحركات تمرد في أرجاء الوطن العربي كله، من العراق شرقًا إلى مصر والجزائر غربًا.

نعود مع بطلة الرواية العجوز تاجي عبدالحميد التي كانت شاهدة على الكثير من الأحداث التاريخية الفارقة، بالمصادفة حينًا وبالمشاركة أحيانًا، لتقلب في تاريخ العراق منذ عهد الاحتلال الإنجليزي وما دار في أيامه من معاهدات بين المحتل والملك، وكيف ثار الناس عليه وانقلبوا، وكيف تحولت حياتها بناءً على تلك الثورات والتغيرات السياسية الكبرى.

لكن «النبيذة» لا تروي حكاية «تاج الملوك» وحدها. هي شخصية ثريّة مرسومة بدقة، وبأبعاد وخلفيات استثنائية، كيف لا وقد كانت الصحفية الأولى التي تلفت إليها الأنظار في البلاد، والتي ساعدتها الظروف لتشارك في أكثر من مناسبة لعدد من زعماء العرب والعالم. ولكن ثمة حكاية أخرى لنبيذةِ أخرى أسرتها العراق وغيّرت شكل حياتها، هي بطلة الرواية الشابة، الصورة النقيض لنجاح وسيطرة وقوة ونفوذ تاج الملوك، إنها الشابة المغلوبة على أمرها «وديان الملاح» التي قادتها الصدفة لأن تكون رفيقة تلك المرأة القوية، ومستودع حكاياتها وأسرارها، بل وتكون هي التي تذلل لحظة لقائها بحبيبها الذي طال انتظاره.

بين هاتين السيدتين (العجوزة والشابة) وما بينهما من فروق، وما في جعبة كل واحدةٍ منهما من آلام ومشكلات وحكايات، يظهر منصور البادي، الصحفي الفلسطيني الذي يحمل همًا آخر، وحكاياتٍ أخرى، ويحمل مع كل ذلك مأساة بلاده، التي تبدو كجرحٍ مفتوح غير قابلٍ للاندمال، ويحكي حكايته وحكاية أسرته من الاحتلال للتفرق والشتات، وكيف سعى بكل ما أوتي من ثقافة ولسان وقوة لأن يعرَّف العالم بعدالة قضيته وقضية وطنه.

يلتقي منصور وتاج عبدالحميد مصادفةٍ وكأن القدر اختار لهما أيضًا أرضًا محايدة غير عربية «إذاعة كراتشي» ليسكنا إلى بعضهما لفترة وجيزة، وتنشأ بينهما قصة حبٍ لم تكتمل، وتفرق بينهما الأقدار والمسافات مرة أخرى ولكن يذكي الشوق نيرانها، ويستعديان التواصل، ولا يجدان إلا الشابة محطمة القلب وديان الملاح مرسالاً للغرام.

المصدر: موقع إضاءات


أضف تعليق