سرد مختلف يقدمه الروائي السوداني حامد الناظر في روايته الجديدة «الطاووس الأسود»، الصادرة عن دار «مداد» عام 2016.

ويذهب المؤلف في هذا العمل إلى أن بعض التنظيمات السياسية المتشددة تستثمر الشخصيات التي تعاني اختلالات نفسية حادة، لتصبح آلات قمع للمجتمع، وهم الذين يطلق عليهم في الرواية صفة «كتائب التأديب»، والتي تتألف من أناس يعانون النبذ الاجتماعي، ويحملون أحقاداً على المجتمع.

تتبع الرواية منابع هذه الشخصيات، والواقع المحدد الذي أنتجها، والأسباب النفسية التي تسببت في تراكم العقد لديها، مقدمة كل هذه العوالم والفضاءات بسرد شيق ممتع يستند إلى تفكيك طبيعة الشخوص وفق مناهج علم النفس الحديث.

أبطال الرواية يختبئون داخل دهاليز نفسية بالغة التعقيد، يتلونون بأقنعة مختلفة باختلاف الوقائع، تخرج خباياهم النفسية في لحظة الموت، بفعل سقوط طائرة تقلهم في النهر، فيحكون عن المرارات التي عاشوها كما هي الحال عند «آدم» بطل الرواية الرئيسي، الملقب بالطاووس الأسود، إذ يقول: «ما أعرفه على وجه الدقة؛ أنني أختزن قدراً عظيماً من الألم، وربما الحب، ومن المعارف والأحداث ما لم أعشه أو أسعى إلى اكتسابه قط، أحسها تملأ روحي، هذه الجثة السوداء لا شأن لها، سوى أنها مستودع عظيم للأحزان والخيبات والأمجاد، إنها محض جثة تعبر فوقها الأرواح».

المصدر: صحيفة العرب اليوم