تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح في الدورة العاشرة.

«الصندوق الأسود».. تجربة عربية في عالم الروايات البوليسية تعتمد المنهج النفسي

«الصندوق الأسود».. تجربة عربية في عالم الروايات البوليسية تعتمد المنهج النفسي

تمزج رواية “الصندوق الأسود” للكاتب الفلسطيني وليد عودة، الواقع بالخيال على نمط روايات المنهج النفسي، في إطار من التشويق والغموض، لتشكل تجربة عربية جديدة في عالم الروايات البوليسية.

وتدور أحداث الرواية حول غموض ورعب يشوب تجربة رجل يجد نفسه دون سابق إنذار في صندوق خشبي مغلق ومظلم على شكل تابوت، ليختلط لديه الواقع بالحلم، ويحس بخروج روحه من جسده، ويرى نورًا ساطعًا يخلط مشاعره.

ويستفيق بطل الرواية في أحد المستشفيات، ليخبره الأطباء أنه الناجي الوحيد من حادث مروري مروع نجم عنه انفجار مدوٍّ.

وتعود لبطل الرواية ذكريات لمراحل مبكرة من طفولته، عن عائلته وأصدقائه، ويحس أن روحه سكنت جسدًا آخر، وسط تشويش واضح في ذكرياته، ولقائه بغرباء لا يعرف عنهم شيئًا.

ويصارع بطل الرواية لاستعادة حياته وذكرياته، مع استمرار الغرباء بحشر أنفسهم في تفاصيله ورؤاه، في واقع بديل وموازٍ يُحمِّله ما لا طاقة له به.

ويدخل عودة في خفايا النفس البشرية، مستفيدًا من نظريات التحليل النفسي على عادته في أعماله السابقة، مفردًا مساحة واسعة للا وعي، ليكون الحلم سيد فصولٍ بأكملها.

وسخر الكاتب مخزونه اللغوي للغوص في المكونات النفسية والتعبير عنها محولًا الخيال إلى نتاج إبداعي، ليعطي للقارئ انطباعًا بامتلاكه ناصيتي اللغة والعلم النفسي.

وساهم توالي الأحلام في الرواية بتجاوز رتابة النصوص الواقعية، وإبعاد القارئ عن الضجر، مستثمرًا عنصر التشويق، وتغير الأحداث والعوالم من حلم لآخر.

وتسير الرواية في خطين سرديين يسيران في معظمها بشكل متوازٍ دون أن يلتقيا من خلال سيرة حياة رجل وامرأة، ليختلط في كثير من المواطن الخيال بالواقع، ويضعنا أمام تساؤلات عن الأحداث التي تجري مع بطل الرواية؛ إن كانت حلمًا أم جزءًا من رواية قرأها وخزنها لا وعيه.

ويتطرق الكاتب في روايته للماورائيات، مسلطًا الضوء على حوادث يرى أن العلم لم يجد تفسيرًا لها حتى الآن؛ مثل خروج الروح من الجسد والعودة إليه، والتخاطر الذهني، وانتقال الأفكار من عقل إلى آخر، وغيرها من الظواهر المثيرة للجدل التي يشكك بها كثير من العلماء.

ويقول عودة على لسان بطل روايته: ”أنا مستلقٍ في صندوق خشبي! يا إلهي إني ألهث بشدة من شدة الخوف، أدفع بيدي السقف بكل ما أوتيت من قوة لعل الصندوق يفتح، تبوء محاولتي بالفشل، أتحسس ملابسي بحثًا عن أية أداة أستخدمها لفتح الصندوق أو كسره، لا شيء.. جيوبي فارغة. أين أنا ومنذ متى وأنا محتجز هنا؟ هل سينفد الهواء الصالح قريبًا؟ أفكاري تزيدني خوفًا. أبحث بهلع عن ثقوب في الصندوق تدخل هواء نقيًا يبقيني على قيد الحياة“.

وصدرت الرواية حديثًا عن الدار العربية للعلوم؛ ناشرون، وتقع في 262 صفحة من القطع المتوسط.

المصدر: موقع إرم نيوز


أضف تعليق