تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح في الدورة العاشرة.

الرقيب السياسي يدفع الروائي العماني يونس الأخزمي إلى الاحتماء بالماضي

الرقيب السياسي يدفع الروائي العماني يونس الأخزمي إلى الاحتماء بالماضي

تأتي رواية «بر الحكمان- ثلاثية بحر العرب» للكاتب العماني يونس الأخزمي بعد رواية «الصوت» عام 2012، وبعد أربع مجموعات قصصية: «النذير» 1992، ثم «حبس النورس» 1996، ثم «حمّى آيار» 1999، وأخيراً «نقوش» 2007.

ويعكف حالياً على بعض المراجعات النهائية لمشاريع سردية قادمة، فبين يديه رواية «كهف آدم»، بالإضافة إلى الجزء الثاني من «ثلاثية بحر العرب».

تعود أحداث «برّ الحكمان»، وهي الجزء الأول من ثلاثية بحر العرب، إلى القرن الماضي، حيث تدور أحداثها في «المنطقة الوسطى» في بلدة محوت العمانية.

وعن اختيار هذا الزمن وهذه المنطقة يحدثنا ضيفنا قائلا: «دوافع الكتابة عن تلك المنطقة كثيرة، فبالكاد أتذكر أنني قرأت عملا أدبيا تجري أحداثه في تلك المنطقة الفريدة من نوعها، حيث تلتقي الصحراء بالبحر، وحيث تلثم سفينة الصحراء مياه البحر وتعبر على متن نظيرتها، العبارة، من شط إلى آخر، وحيث وجود حياة تتسم بالصعوبة البالغة لبشر قرروا، مخيّرين وليسوا مجبرين، تحدي قسوة البحر الهائج، ووحشية الرمال. تلك حياة يصعب تصورها ويصعب تخيّل لماذا قرر البدوي الذي يعشق الترحال في الأصل أن يحارب ويجابه كل ما حوله من ظروف تستطيع أن تقضي عليه في لحظة».

ويتابع الأحزمي «من واقع عملي في بدايات التسعينات من القرن المنقضي وأيضا في السنوات الخمس الأولى من القرن الحالي كانت لي زيارات عديدة إلى المنطقة، قضيت فيها ليالي طويلة. عشت هناك وتعرفت من خلالها على الكثير من العادات الجميلة. لكن فكرة الكتابة عن المنطقة لم تواتني إلا وأنا في العام 1999. فبدأت الكتابة في الجزء الذي سيكون الثاني من الثلاثية، لكن لاعتبارات معيّنة عدتُ لأكتب الجزء الأول «برّ الحكمان» في عام 2012، ثم توقفت لأسباب لها علاقة بضغوطات العمل لأعاود الكتابة منذ 2014 ولتستمر كتابة برّ الحكمان نحو عامين. وبكل تأكيد استفدت من كل ما هو مكتوب وموثق وشفهي عن المنطقة».

تكشف خاتمة الرواية عن الرغبة في الخروج من عباءة الأب. ورغم أن هذا الخروج ارتداد ماضوي لا ينسجم مع طبيعة تقدّم ونمو الحياة وتطورها الحتمي إلا أن الماضي المتمثّل في «مبخوت» كان أكثر حداثة من الحاضر المتمثّل في ابنه «سليّم». هذه الخاتمة المفتوحة جعلتني أسأل ضيفي عن ذلك، ليجيب قائلا «قد يكون ذلك صحيحاً من وجهة نظر ما ولكن الأمر في الرواية ليس كذلك، فهو ليس خروجاً عن عباءة الأب بقدر ما هو انكشاف لهشاشة عظام المدن التي تبني قوتها وتستمدها من الرجل الواحد القوي المهاب، القائد، الذي يمتلك من الصفات ما يمكنه من أن يقود بلدته إلى ما يريد من واقع ثقله وقدراته الشخصية والمادية. لكن ذلك سيتداعى حتماً إن لم يجد من يستطيع أن يحمل اللواء بعده ممن هو بمثل صفاته».

المصدر: جريدة العرب اللندنية


أضف تعليق