تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح في الدورة العاشرة.

إشهار رواية «فستق عبيد» للأديبة خريس في «شومان» بالأردن

إشهار رواية «فستق عبيد» للأديبة خريس في «شومان» بالأردن

احتفل في منتدى عبد الحميد شومان بالأردن، مساء الاثنين الماضي (22 مايو 2017) بإشهار رواية «فستق عبيد» أحدث إصدارات الأديبة سميحة خريس الصادرة حديثا عن الهيئة العامة للكتاب في القاهرة.

قدمت الأكاديمية د. رزان إبراهيم في الحفل الذي أدارته الكاتبة أسماء عواد ورقة نقدية عاينت فيها مضامين وجماليات الرواية لافتة إلى أن «فستق عبيد» استنبطتها كاتبتها من أحداث تاريخية متفرقة، غرفت منها وجمعتها وأعادت بناءها لتستوي منجزا متخيلا يصطرع في داخله أكثر من صوت، ورؤية، وسردية، تنهض على تعددية الأصوات، غايتها لغة تحررية تترك المساحة واسعة لشخصياتها للتعبير عن وجهات نظرها في علاقة حوارية متبادلة، دون أن يمتزج وعي أي من هذه الشخصيات بوعي المؤلفة بطريقة فجة ومنفرة.

أشارت إبراهيم إلى أن أبطال الرواية يتوزعون بين أصحاب بشرة سوداء وبشرة بيضاء هم أولاد عمومة وقبعات أوروبية يقتنصون الأطفال الجوعى بغواية فستق عبيد، وهو الفستق الذي كان يستخدم حيلة لإيقاع كثيرين في العبودية، لذلك حرص البعض على أن يزرعه كي يشبع الأولاد فلا يذهبون للعبودية، مبينة أن الرواية تفسح المجال واسعا لأحد الاسلاف كي يحكي قصة استرقاقه ومن ثم انعتاقه، فإنها تضع يدها على أنساق ثقافية ظالمة عايشتها شخصيات الرواية في «دارفور» بالسودان.

اعتبرت الناقدة إبراهيم، أنه على مدار الرواية جملة من المعاني والقيم والممارسات والعلاقات التي تتخلق باستمرار مشكلة جملة من عناصر معارضة للهيمنة أو بديلا عنها. أولى هذه الممارسات كانت مع الجد «كامونقة»، الذي ابتدت الحكاية معه، حين يتوه ويضيع، ومن ثم يساق إلى زريبة تاجر العبيد، ليصبح بضاعة يعرضها النخاس على منصة، فبات فعل الالتحاق بالعسكرية هدفا يسعى إليه لغرض تحقيق الانعتاق، وهو ما نجح فيه حين أصبح مجاهدا في ثورة المهدي.

توقفت الناقدة إبراهيم في الرواية على أحوال تلك الشخصيات التي تبدو مثل الكائنات المهمشة وهي تستغيث بكائنات قوية كي تنقذها من مصائر مشوهة، البعض فقد نظره وأطرافه وهناك من أصيب بالجذام. علما أن هذه الكائنات كثيرا ما ترتبط بثقافة شفوية روحية لا تتعارض ومنطقية التفكير لكن اللافت في حضور هذه الكائنات المستمر أنها رغم قرارها بضرورة التحرر من ماض يستعبدها، ويعيق ماضيها ويثقل خطواتها، بل استحالة انفلاتها من ماضي جذورها العميق.

من جهتها قدمت سميحة خريس، شهادة حول ظروف كتابتها هذه الرواية، بينت فيها أن مفهوم الحرية والعبودية بؤرة الصراع في الرواية، ظلا يلحان عليّها بدءا من روايتها المعنونة (يحيى) مروراً برواية (بابنوس)، فهي أعمال تحفر في أصل التوق إلى الحرية، سواء الشخصية منها أم تلك الحرية التي تعني أوطاناً تمتلك إرادتها وتنزع قيدها إلى أبشع حالات الاستعباد.

أوضحت خريس أن هناك ثيمة ثانية سيطرت عليها أثناء كتابة (فستق عبيد)، تتعلق بالزمان والمكان، حيث لم أكن في زمان أحداث الرواية، وإنها لم تعرف المكان معرفة حسية مباشرة، وهو ما شكل تحديا رغم ما بذلت فيه من بحث واستقصاء.

وقالت إنها عادت في رواية «فستق عبيد» إلى التاريخ لإماطة القناع الحضاري الأوروبي الجميل الذي ورغم كل التنوير والعلم والفلسفة ما زال يستمتع بتسخير سواعد العبيد المخطوفين من قلب إفريقيا، مبينة إنها منذ سنوات مستهجنه ابتعاد الرواية السودانية عن الثورة المهدية التي صنعت تاريخ السودان، إذ لم تعالج في الكتابة إلا بشذرات عابرة.

المصدر: صحيفة الرأي الأردنية


أضف تعليق