تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح في الدورة العاشرة.

إبراهيم عبدالمجيد: المكان يصنع شخصيات العمل الأدبي

إبراهيم عبدالمجيد: المكان يصنع شخصيات العمل الأدبي

أكد الروائي إبراهيم عبدالمجيد في محاضرة “رؤى وتجليات” ضمن مهرجان القرين الثقافي الـ 24 بالكويت، أن للمكان في العمل الأدبي مكانة كبيرة تساهم في بناء شخصيات الرواية.

ففي متحف الفن الحديث، أقيمت محاضرة بعنوان “رؤى وتجليات” – المكان بين الرواية والحقيقة” ألقاها الروائي إبراهيم عبدالمجيد، وأدار الحوار د. إمتنان الصمادي، وبحضور الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة محمد العسعوسي، وجمع من الأدباء والمثقفين.

في البداية كشفت د. الصمادي عن الجوانب الجمالية في منظومة المكان، التي اتسمت بها أعمال عبدالمجيد الروائية، خصوصاً، التي خص بها الإسكندرية بكل ما تحمله من ماض عريق وحاضر يحرك المشاعر في اتجاه الحزن على ما آلت إليه أحوال هذه المدينة الموغلة في القدم. وأشارت إلى الحب الذي أولاه عبدالمجيد للإسكندرية… وهو حب حقيقي يحظى بالألفة والدفء، كما أنه- في الوقت نفسه- حب يلوي ذراع الإسكندرية غضباً لأنها تغيرت، مما دعاه للهروب إلى القاهرة، ورغم ذلك ظلت الإسكندرية تلاحقه، مشيرة إلى أكثر من ثلاثين عملاً أنجزها عبدالمجيد بين السيرة والمجموعات القصصية والأعمال الروائية، خصوصاً ثلاثية الإسكندرية، التي شكلت حياة البشر الذين عاشوا وتعايشوا في هذه المدينة العريقة حضارة وتاريخاً.

ولفتت الصمادي إلى دراسة عبدالمجيد للفلسفة، وانعكاسها على كتاباته، معتبرة أن أعمال عبدالمجيد تستحق أن تقرأ برؤية تحليلية”، ثم أشارت إلى أنواع الأمكنة، ومنها المكان الذي يخاطب النخبة، والمكان الفني، وتحدثت عن المكان الذي تضمنته ثلاثية الإسكندرية، بتقاطعه مع السيرة الذاتية، والرصد المتقن لواقع مرت به مصر من خلال الإسكندرية.

من جانبه، أوضح عبدالمجيد أن موضوع المكان- بالنسبة له- مثير ومهم، خصوصاً في أعماله الروائية، فيما تحدث عن أسباب دخوله كلية الآداب قسم فلسفة، من أجل محاولة فهم الإنسان وما وراء الوجود، ما ترك الأثر الكبير في كتاباته، ثم تحدث عن تطور الرواية عبر العصور، وما لحقها من تغيرات وتحولات، خصوصاً في مسألة المكان.

ومن خلال حديثه، قال:” إحساسي بقوة المكان تجعلني أعتقد أنه هو الذي يصنع شخصيات الرواية”. وتطرق عبدالمجيد إلى الحرب العالمية الثانية، ومنطقة العلمين، والكثير من الذكريات التي تخص هذه الحقبة التاريخية من حياة العالم، وتحدث عن تسامح المجتمع السكندري وكيف أن الاحتفالات الدينية كانت محمية بالحب إلى درجة أن الباعة الجائلين في احتفالات كنيسة ماري جرجس هم أنفسهم في الاحتفالات بمولد المرسي أبو العباس.

من ناحية أخرى وبكثير من الألم، تحدث عبدالمجيد عن العشوائيات، التي أصابت شوارع الإسكندرية، والتشوه الذي لحقها في كل أماكنها، حتى منازلها وعماراتها أصابتها الفوضى في البناء، لتصيب حتى “البلاجات”، وأفضى إلى الأمل الذي يتطلع إليه في أن يرى الإسكندرية كسابق عهدها جميلة.

ثم التقطت الصمادي أطراف الحديث مرة أخرى، لتقول: “المكان في أعمال عبدالمجيد هو الأصل بل إن الإنسان هو صنيعته، وأضاف: “المكان ليس هذه البقعة الجغرافية بل التاريخ الذي انطلق منه الزمان، لتطرح بعضاً من أسئلتها على عبدالمجيد:” لماذا اخترت شخصيتين ثانويتين لتتطورا في الثلاثية وتركت الشخصيات الكبرى بلا تطور… ما مدلول التمازج بين سكان الإسكندرية، ولماذا الحدث لم يتطور في البيوت، وكانت كل الأحداث تقع في الناصية؟

في مداخلته، تحدث المخرج خلف العنزي عن المتغيرات التي طرأت على الإسكندرية، مشيراً إلى الفن ما بعد الدراما، وأشارت الروائية استبرق أحمد إلى كسر المكان وأثر خروج الأجانب من الإسكندرية على تركيبتها المعتادة.

من جانب آخر، انطلقت ورشة “فنية للخزف”، وتستمر أسبوعاً في قاعة معجب الدوسري في مركز عبدالعزيز حسين الثقافي بمشرف.

المصدر: صحيفة القبس الكويتية


أضف تعليق