تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح في الدورة العاشرة.

أول عرس روائي عربي

أول عرس روائي عربي بقلم - جاسم الجاسم

أجمع الكتاب المنصفون سواء كانوا عربا أو أجانب على أن دولة قطر تشهد نهضة وتقدما على كافة الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. ولكنها تهتم أكثر بالتعليم والثقافة لأنه السبيل للوصول لأعلى درجات الرقي والحضارة. وتسعى دائما لإقامة الأسابيع الثقافية مع الدول الأخرى، سواء العربية أو الإسلامية أو الأوروبية. وتم تتويج الجهود القطرية في هذا المجال باختيار الدوحة عاصمة للثقافة العربية عام 2010.
وأكد الدكتور حمد عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث، أمام القمة الثقافية الدولية بمدينة أدنبرة، المكانة الرفيعة للثقافة في رؤية دولة قطر الوطنية 2030 واستراتيجية التنمية 2011 – 2016 قائلا : “لقد أصبحت الثقافة في دولة قطر خياراً استراتيجياً إلى جانب الخيارات الأخرى في مجال التحديث السياسي والاجتماعي والاقتصادي للعمل على بناء دولة عصرية تحتل مكانها اللائق بها بين سائر الدول المتقدمة في عالمنا المعاصر”.
ونظراً لأن قطر تلعب دوراً ريادياً على الصعيد القومي فقد أطلقت عدداً من المشاريع الثقافية لخدمة الحراك الثقافي العربي، وفي مقدمة هذه المشاريع إطلاق المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” في مارس الماضي أضخم جائزة سنوية للرواية العربية والتي تعد الأولى من نوعها عربيا من حيث الربط بين الرواية والدراما والترجمة، لأنه ستتم ترجمة أعمال الفائزين إلى ثلاث لغات عالمية هي: الإنجليزية والإسبانية والفرنسية، وفي الوقت نفسه سيتم تحويل إحدى الروايات الفائزة إلى عمل درامي مميز. وتعد أيضاً الأكبر عربياً من حيث المقابل النقدي حيث يبلغ مجموعها 650 ألف دولار سنوياً.
وتسعى الجائزة لتحقيق أهداف أهمها كما قال مدير عام “كتارا” د. خالد السليطي : “إن تصبح كتارا منصة إبداعية جديدة في تاريخ الرواية العربية تنطلق بها نحو العالمية، وحافزاً دائماً لتعزيز الإبداع الروائي العربي ومواكبة الحركة الأدبية والثقافية العالمية، والإسهام عبر هذه الجائزة في التواصل الثقافي مع الآخر من خلال الترجمة والأعمال الدرامية”. وأيضاً التعريف بالروائيين من مختلف أنحاء الوطن العربي، وإبراز الدور الحضاري البناء الذي يقوم به الروائيون في إثراء الثقافة الإنسانية عامة والأدب العربي خاصة، وتعزيز الحوار بين الحضارات، وبناء روح التقارب بين الأمم من خلال ترجمة الروايات.
وتتميز الجائزة عن المسابقات الأخرى بأنها تفتح باب المنافسة أمام دور النشر والروائيين على حد سواء بما فيهم الروائيون الجدد الذين لم يتم نشر رواياتهم. وبأنها تقتصر على الروائيين الأحياء لتكريمهم وتشجيعهم على المزيد من الإبداع . ومما يدفعنا للثقة الكاملة في الترشيح أن المسابقة تتمسك بقيم الاستقلالية والشفافية والنزاهة خلال عملية اختيار المرشحين، لذلك تم تشكيل 4 لجان للفرز ولتحكيم تضم أساتذة متعددي الاختصاصات من مثقفين ونقاد وفنانين، وتعمل هذه اللجان على قراءة ودراسة الروايات الواردة في سرية، وتطبق قواعد الترشيح المحددة من قبل لجنة إدارة الجائزة لاختيار عشرة فائزين، لا يحق لأي عضو في “لجان التحكيم” الترشُّح للجائزة إلا بعد مرور دورة واحدة.
وقد أحسن خالد عبدالرحيم السيد المشرف العام على الجائزة بالتأكيد على تخصيص فرع برنامج طلائع كتارا في الرواية العربية كأول مبادرة متخصصة تستهدف الشباب القطري من سن 18 عاماً وحتى 30 عاما للانخراط في الإبداع الأدبي عبر كتابة الرواية بفنونها المتنوعة، وتهدف إلى تكوين كتّاب شباب لديهم المهارة والقدرة على العمل والكتابة الإبداعية. وكنت أتمنى أن يتسع برنامج الطلائع ليشمل شباب مجلس التعاون الخليجي لتشجيعهم على الإبداع، وأيضاً خلق روابط مشتركة بين الشباب الخليجي باعتبارهم عماد المستقبل وبناة العمل الخليجي المشترك في كافة المجالات.
وقد يكون التعاون بين الشباب الخليجي في مجال الرواية بداية لمنابر تعاون أخرى في المجالات العلمية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والعسكرية لبناء قاعدة شبابية قوية تتحمل مسؤولية مواصل مسيرة النهضة والتنمية.
ومن المبشر أن تشهد الدورة الأولى للجائزة إقبالاً واسعاً، فحتى منتصف الشهر الماضي بلغ عدد الأعمال المشاركة 225 عملاً ولا زال باب تلقي الأعمال مفتوحاً حتى نهاية شهر أكتوبر المقبل ومن المتوقع أن يصل عدد الروايات المشاركة أكثر من 500 عمل روائي، وهذا يجعلنا نتوقع انعقاد أول عرس روائي عربي بالدوحة في مارس عام 2015 لإعلان خمس جوائز للفائزين المشاركين من خلال ترشيحات دور النشر، ويحصل فيها كل نص روائي فائز على جائزة مالية تقدر بستين ألف دولار أمريكي، وخمس جوائز لفئة الروايات غير المنشورة تبلغ قيمة كل منها ثلاثين ألف دولار، وجائزة لأفضل رواية قابلة للتحويل إلى عمل درامي من بين الروايات الفائزة بقيمة مائتي ألف دولار أمريكي.


أضف تعليق