تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح في الدورة العاشرة.

«أنيموس».. رواية الحلم الذكوري الضائع

«أنيموس».. رواية الحلم الذكوري الضائع

بعد إصدارها مجموعتين شعريتين، صدر للشاعرة والروائية الأردنية صفاء أبو خضرة، روايتها الأولى «أنيموس» عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في الأردن، تقع في زهاء 186 صفحة من القطع المتوسط.

و رواية «أنيموس» هي رواية البحث عن الهوية، والبحث عن الحلم الذكوري الضائع، وبطلها (تيم) ضحيةُ الانبثاقات التي نتجتْ عن عالمهِ الداخليّ (الأنا)، والتي عجزَ فيها عن قمع الأنا في «لاوعيهِ» بمقدار الخضوع للمحرضاتِ الخارجيةِ التي جعلت منهُ ضعيفاً ضائعاً في مواجهة القوى الداخلية وقدرات الوعي، وقد عانى كما قد يعاني أيّ شخص مرّ بتجربةٍ رهيبةٍ وقاسيةٍ مثل تجربته التي فقد خلالها ذكورتهُ بعمر الرابعة عندما أُجريت لهُ عملية ختان، وقد كان ينمو ضعفهُ داخلَه، وتدخلَ في تقلُّباتهِ المزاجية والفكرية والحياتية، حتى تحول كل ذلك إلى نوباتٍ من الهلع والخوف، وقد وصلَ به هذا الضعف إلى فقدانهِ لهويتهِ الجنسية المتأرجحة ما بين الأنوثة والذكورة، حتى وصل إلى العجز التام.

ومن خلال تيم أرادت الروائية أبو خضرة أن يصل القارئ إلى  أنَّ النفس البشرية ليست وحدة واحدة،  إنما مكونة من تجمع مركبات متناقضة، فهي عادةً ما تكتفي بذاتها ولا تُراعي الاعتبارات الإنسانية ولا الأفراد، فعندما يتأهّب فعلٌ ما في اللاوعي تختزنهُ وتحتفظ به دون الاهتمام بمعرفة فيما إذا كان الوعي قد شعر بنقصه أم لا، فيصبح الوعي هنا مصدراً ضعيفاً، بينما يقف اللاوعي في أوجه، وهنا، حيث نجد  تيم على  أهبة التشظي الدائم، والهروب من ذاته إلى لاوعيهِ، الذي اختزنَ فيه طرقاً عديدةً للهروب من وضعه المأساويّ دون تخطيطٍ معلنٍ ودون اعتباراتٍ مسبقة لما سيحلّ بعائلتهِ جراء فعلتهِ بتحويل جنسهِ، ونظرة المجتمع له ولهم على حدّ سواء، وهنا نرى اصطدامه بالواقع أثناء بحثهِ عن ذاته وجسده الذي عاشَهُ دون هوية محددة، حتى أودت به إلى توجُّهاتٍ خاطئةٍ حيثُ لا تُحمَدُ عُقبى أفعالهِ وبحثه.

المصدر: صحيفة الدستور الأردنية


أضف تعليق