تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح في الدورة العاشرة.

«أصوات من هناك».. نعيم آل مسافر يفتح نوافذ دلالية متعددة

«أصوات من هناك».. نعيم آل مسافر يفتح نوافذ دلالية متعددة

في روايته الصادرة عن دار شهريار تحت عنوان “اصوات من هناك”، يفتح لنا الروائي نعيم آل مسافر من خلال عنوان الرواية نوافذ دلالية متعددة، فرغم معرفية اسم الاشارة (هناك) الا ان سعة افق المشار اليه تجعله مفتوحا على جهات متعددة لا يمكن تحديد ابعادها الزمكانية؛ فهي مفتوحة باتجاهات متداخلة، ومتعاكسة، ومتوازية في آن واحد. انها مساحة هلامية لا يمكن ترسيم حدود لها، وهذا الانفتاح الزمكاني اعطى بعدا هلاميا للأصوات المشار اليها، فهي، وان وضع بعضها الروائي في إطار ما سجله في روايته، الا انه هيأ دواخلنا للتحري عن الاصوات التي لم تفتح بوابات همسها له، وهو بهذا يضع القارئ امام تحد ليختبر قدرته على اكتشاف همس الاصوات الاخرى المحيطة به، وتحفيزه على ازاحة الغشاء المانع من الاصغاء لها.
ولعل الروائي من خلال تنكير مفردة (اصوات) اراد ان يضفي عليها عمومية القصد بدلالة عتمية الجهة المشار اليها. ولعل هذا هو ما جعل نوافذ ابعادها الدلالية مفتوحة على أكثر من فضاء.
وقد عزز هذا الانفتاح الدلالي للعنوان من خلال تعدد اصوات الرواة، حتى نكاد ان لا نحس بوجود شخصية الروائي، لولا ذلك المدخل الذي احالنا الى همس شخوص الرواية، فلم يكن الروائي سوى مصغ لذلك الهمس شأنه شأن اي مصغ آخر، وكأنه اذ اوهمنا بتخليه عن متعة الهيمنة على عوالم الرواية، اراد ان يشاركنا متعة الانقياد اللذيذ لهمس تلك العوالم، او اراد ان يوحي لنا بانه مدعو اخر مثلنا للبحث عن اصوات هامسة في فضاءات، وازمنة اخرى.
ولعل شخصنته للاماكن هي دعوة اخرى؛ لمحاولة اكتشاف همسها باعتبارها خازن دائم لأسرار، ومشاهد لا تنضب.
ان هذه الرواية بأسلوبها البوليفوني، والتوظيفات المثيولجية والانتربولوجية انها تشكل اضافة مضيئة للرواية العراقية، وهي جديرة بان تكون مجالا لدراسات، وقراءات متعددة.

المصدر: صحيفة الصباح الجديد


أضف تعليق