تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح في الدورة العاشرة.

أزمة تمويل تهدد جوائز الرواية في الجزائر

أزمة تمويل تهدد جوائز الرواية في الجزائر

في إبريل 2018، أعلنت “دار الجزائر تقرأ” إطلاق جائزةٍ أدبية خاصّة بالرواية غير المنشورة ومخصّصة للكتّاب الجزائريين باللغة العربية، بهدف “دعم الإنتاج الأدبي الجزائري، وإبراز المحتوى الإبداعي للكتّاب الجزائريّين وإيصاله إلى القارئ العربي”.

وعلى خلاف معظم الجوائز الأدبية في الجزائر، التي تقف غالباً عند توزيع مبالغ ماليةٍ على الفائزين، من دون أن تستكمل ذلك بالتسويق للأعمال الفائزة أو ترجمتها إلى لغات أُخرى.. إلخ؛ حدّد القائمون على “جائزة الجزائر تقرأ للإبداع الروائي” سقفاً مرتفعاً لها؛ إذ أعلنوا أنَّ الفائز سيحظى، إضافةً إلى القيمة المادية التي تُقارب خمسة آلاف دولار أميركي، بترجمة روايته إلى اللغتَين الفرنسية والإنجليزية، وتحويلها إلى عملٍ مسرحي، وإصدارها في طبعةٍ جزائرية عن منشورات “الجزائر تقرأ”، وأُخرى عربية بالاشتراك مع “منشورات المتوسّط”.

وكان لافتاً إعلانُ القائمين على الجائزة تمسُّكهم بتمويلها ذاتياً، أي بعائدات دار النشر التي أطلقتها، وعدم اللجوء إلى تمويلها من أيّ جهةٍ حكومية أو غير حكومية، وذلك “حفاظاً على استقلاليتها”، وفق تعبيرهم.

في نوفمبر من العام الماضي، أُعلن فوز رواية “كولاج” لأحمد عبد الكريم بالجائزة في دورتها الأولى التي ضمّت قائمتها القصيرة أربع رواياتٍ أُخرى؛ هي: “وادي الجنّ” لمبروك دريدي، و”أوركسترا الموت” لآسيا رحاحلية، و”حرب القبور” لمحمد ساري، و”هالوسين” لإسماعيل مهنانة. وقد ضمّت لجنة تحكيمها كلّاً من الكتّاب والأكاديميّين الجزائريّين سعيد بوطاجين، وجميلة زقاي، ومحمد لمين بحري، إضافةً إلى الروائي العراقي برهان شاوي، والقاصّ المغربي أنيس الرافعي.

بدا أنَّ “دار الجزائر تقرأ” نجحت في كسب رهانها الأوّل، والمتمثل في إطلاق جائزة مختلفة عن السائد وتحظى باهتمامٍ في المشهد السردي، لولا أن أعلن الكاتب أحمد عبد الكريم مؤخّراً، على صفحته في فيسبوك، أنَّ القائمين عليها لم يفوا بأيّ من التزاماتهم التي تعهّدوا بها؛ والمتمثّلة في المبلغ المالي، ومسرحة الرواية، وإصدارها في طبعة عربية.

وبناءً على تلك التصريحات، ردّت الدار ببيانٍ ذكرت فيه بأنَّ عدم تسلّمها تمويلاً من وزارة الثقافة أدّى إلى تأخُّر تنفيذ التزامها مع الفائز في الدورة الأولى، موضّحةً بأن وزير الثقافة السابق عز الدين ميهوبي، عرض عليها قبل مغادرته منصبه تمويل الجائزة، فوافقت بعد إصرار الوزير، حرصاً منها على أن تعتمد على تمويل ذاتي، وفق البيان. وذكرت الدار بأنّ ذلك تسبّب أيضاً في تأجيل إطلاق الدورة الثانية من الجائزة، الذي كان مفترَضاً إعلانه مطلع السنة الجارية.

وبينما لا تزال مستحقات الفائز عالقةً، أعلنت الدار قبل أيّام نتائج الدورة الأولى من جائزةٍ ثانية أطلقتها نهاية العام الماضي باسم “جائزة الجزائر تقرأ للروائيين الشباب”، وهي موجهة للكتاب الذين تقلّ أعمارهم عن خمسة وعشرين عاماً، وقد عادت إلى ناجي أمين بن باطة عن روايته التي تحمل عنوان “الأوفردايف”.

يقول مدير “الجزائر تقرأ” قادة الزاوي ، إنَّ الدار لم تتنصّل من مسؤولياتها تجاه الفائزين، وإنّ تسليمهم مستحقاتهم هي مسألة وقت فقط، معتبراً ما حدث مجرّد “مشكلة تقنية بحتة”.

يتحدث الزاوي أيضاً، عن العقبات التي واجهتها الجائزة، قائلاً إنها فضّلت في البداية أن تُموَّل ذاتياً، لكن بسبب إكراهات مادية مرتبطةٍ بانخفاض مبيعات معرض الكتاب في دورته الماضية (يُشير هنا إلى أنَّ الدار وجدت نفسها في جناح صغير ومنعزل في المعرض)، قرّرت القبول بتمويل وزارة الثقافة.

ويبدو أن مشكلة التمويل لا تواجه “جائزة الجزائر تقرأ للإبداع الروائي” وحدها؛ فقبل أيام وجّهت جمعية “نوافذ ثقافية” التي تُنظّم “جائزة الطاهر وطّار للرواية”، طلباً إلى وزيرة الثقافة مريم مرداسي للتدخُّل لدى “الديوان الوطني لحقوق المؤلّف والحقوق المجاورة”، وهي هيئة تابعة لوزارة الثقافة، من أجل مواصلة تمويل الجائزة.

المصدر: العربي الجديد


أضف تعليق