تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح في الدورة العاشرة.

«أرض المؤامرات السعيدة».. تزوير الحقائق من أجل المكاسب الشخصية

«أرض المؤامرات السعيدة».. تزوير الحقائق من أجل المكاسب الشخصية

تثير رواية “أرض المؤامرات السعيدة” للروائي اليمني وجدي الأهدل، الصادرة حديثا عن دار هاشيت أنطوان– نوفل في بيروت، مجموعة من الأسئلة، من بينها: هل يصحّ تصنيف البشر بين محض أخيار ومحض أشرار؟ هل الخير قيمة مطلقة؟ والشر مثلب يبدأ بزلّة لا رجوع عنها؟ وهل نتعاطف مع من يغرق، ونشعر برغبته الدفينة في الانعتاق من هذا الفخ، أم نتشفّى منه؟

يضع الأهدل، في هذه الرواية، القارئ إزاء صورة مغايرة لليمن، تتعالى فيها أصوات القهر والبؤس، وتغيب الأخلاق والمبادئ لحساب المصالح الشخصية المشتركة، وتُحاك المؤامرات في سبيل تبديد ما هو موحّد وفقا لما يرضي السلطة ورجالها ويخدمهما معا.

صحافي يُدعى مطهر فضل باع روحه للشيطان، وأمعن في التورّط مع السلطة في لعبة محكمة النسج التي يمتهنها أقوياء البلاد. في تلك الدوّامة التي سلّم نفسه لرياحها، قام فضل بكل ما طُلب منه من أعمال دنيئة، لكنّ ملمحا إنسانيا طيبا ظل لصيقا به، يظهر في الخفاء، عند مفاصل الحكايات، في ثنايا المشهد القبيح، حين ينام جميع الحرّاس، وتنقشع قليلا متطلبات الوظيفة وأوامر الكبار، في بلاد لا تزال العبودية تُمارَس في دهاليزها. ثمة “خادمات” يتنقلن بين بيوت الأسياد، فتيات يشاهدن الرسوم المتحرّكة ويشرّعن أجسادهن وأعوامهن الطرية لغزاة الليل والطفولة، وثمة كرماء يُشهَّر بهم ومجرمون يكافَأون. في هذه البلاد فوّت الصحافي الفاسد عليه إنسانيته، روّضها ببعض الدموع كلما ظهرت، ليموت بها كمدا.

 


أضف تعليق